تفسير سوره الاعراف ايه 106 الىاخر السوره الشيخ سيد قطب
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سوره الاعراف ايه 106 الىاخر السوره الشيخ سيد قطب
من الاية 206 الى آخر السورة
إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)
كانت السورة من قبل معرضاً للمعركة بين الإنسان والشيطان في أوائلها , وظل سياقها يعرض موكب الإيمان وشياطين الجن والإنس تعترض طريقه , كما ذكر الشيطان في نبأ الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . وكما ذكر في أواخرها نزغ الشيطان والاستعاذة منه بالله السميع العليم . . وهو سياق متصل , ينتهي بالتوجيه إلى ذكر الله تضرعاً وخيفة , والنهي عن الغفلة . . ويأتي هذا الأمر وهذا النهي في صدد توجيه الله سبحانه لرسوله [ ص ] أن يأخذ العفو ويأمر بالعرف ويعرض عن الجاهلين . . فإذا هو تكملة لمعالم الطريق , وتزويد لصاحب الدعوة بالزاد الذي يقوى به على مشاق الطريق . .
ثم يضرب الله مثلاً بالذين عنده من الملائكة المقربين:الذين لا ينزغ في أنفسهم شيطان , فليس له في تركيب طبيعتهم مكان ! ولا تستبد بهم نزوة , ولا تغلبهم شهوة . ومع هذا فهم دائبون على تسبيح الله وذكره , لا يستكبرون عن عبادته ولا يقصرون . وللإنسان أحوج منهم إلى الذكر والعبادة والتسبيح . وطريقه شاق ! وطبيعته قابلة لنزغ الشيطان ! وقابلة للغفلة المردية ! وجهده محدود . لولا هذا الزاد في الطريق الكؤود:
(إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته . ويسبحونه . وله يسجدون). .
إن العبادة والذكر عنصر أساسي في منهج هذا الدين . . إنه ليس منهج معرفة نظرية . وجدل لاهوتي . إنه منهج حركة واقعية لتغيير الواقع البشري . وللواقع البشري جذوره وركائزه في نفوس الناس وفي أوضاعهم سواء . وتغيير هذا الواقع الجاهلي إلى الواقع الرباني الذي يريده الله للناس وفق منهجه مسألة شاقة عسيرة ; تحتاج إلى جهد طويل , وإلى صبر عميق . وطاقة صاحب الدعوة محدودة . ولا قبل له بمواجهة هذه المشقة دون زاد يستمده من ربه . إنه ليس العلم وحده , وليست المعرفة وحدها . إنما هي العبادة لله والاستمداد منه . . هي الزاد , وهي السند , وهي العون ; في الطريق الشاق الطويل !
ومن ثم هذا التوجيه الأخير في السورة التي بدأت بقول الله سبحانه لرسوله الكريم ,(كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه , لتنذر به , وذكرى للمؤمنين). . والتي تضمن سياقها عرض موكب الإيمان , بقيادة الرهط الكريم من رسل الله الكرام ; وما يعترض طريقه من كيد الشيطان الرجيم ; ومن مكر شياطين الجن والإنس ; ومن معارضة المتجبرين في الأرض , وحرب الطواغيت المتسلطين على رقاب العباد .
إنه زاد الطريق . وعدة الموكب الكريم في هذا الطريق . .
إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)
كانت السورة من قبل معرضاً للمعركة بين الإنسان والشيطان في أوائلها , وظل سياقها يعرض موكب الإيمان وشياطين الجن والإنس تعترض طريقه , كما ذكر الشيطان في نبأ الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . وكما ذكر في أواخرها نزغ الشيطان والاستعاذة منه بالله السميع العليم . . وهو سياق متصل , ينتهي بالتوجيه إلى ذكر الله تضرعاً وخيفة , والنهي عن الغفلة . . ويأتي هذا الأمر وهذا النهي في صدد توجيه الله سبحانه لرسوله [ ص ] أن يأخذ العفو ويأمر بالعرف ويعرض عن الجاهلين . . فإذا هو تكملة لمعالم الطريق , وتزويد لصاحب الدعوة بالزاد الذي يقوى به على مشاق الطريق . .
ثم يضرب الله مثلاً بالذين عنده من الملائكة المقربين:الذين لا ينزغ في أنفسهم شيطان , فليس له في تركيب طبيعتهم مكان ! ولا تستبد بهم نزوة , ولا تغلبهم شهوة . ومع هذا فهم دائبون على تسبيح الله وذكره , لا يستكبرون عن عبادته ولا يقصرون . وللإنسان أحوج منهم إلى الذكر والعبادة والتسبيح . وطريقه شاق ! وطبيعته قابلة لنزغ الشيطان ! وقابلة للغفلة المردية ! وجهده محدود . لولا هذا الزاد في الطريق الكؤود:
(إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته . ويسبحونه . وله يسجدون). .
إن العبادة والذكر عنصر أساسي في منهج هذا الدين . . إنه ليس منهج معرفة نظرية . وجدل لاهوتي . إنه منهج حركة واقعية لتغيير الواقع البشري . وللواقع البشري جذوره وركائزه في نفوس الناس وفي أوضاعهم سواء . وتغيير هذا الواقع الجاهلي إلى الواقع الرباني الذي يريده الله للناس وفق منهجه مسألة شاقة عسيرة ; تحتاج إلى جهد طويل , وإلى صبر عميق . وطاقة صاحب الدعوة محدودة . ولا قبل له بمواجهة هذه المشقة دون زاد يستمده من ربه . إنه ليس العلم وحده , وليست المعرفة وحدها . إنما هي العبادة لله والاستمداد منه . . هي الزاد , وهي السند , وهي العون ; في الطريق الشاق الطويل !
ومن ثم هذا التوجيه الأخير في السورة التي بدأت بقول الله سبحانه لرسوله الكريم ,(كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه , لتنذر به , وذكرى للمؤمنين). . والتي تضمن سياقها عرض موكب الإيمان , بقيادة الرهط الكريم من رسل الله الكرام ; وما يعترض طريقه من كيد الشيطان الرجيم ; ومن مكر شياطين الجن والإنس ; ومن معارضة المتجبرين في الأرض , وحرب الطواغيت المتسلطين على رقاب العباد .
إنه زاد الطريق . وعدة الموكب الكريم في هذا الطريق . .
مواضيع مماثلة
» تفسير سوره الاعراف ايه رقم1==108 الشيخ سيد قطب
» تفسير سوره الاعراف ايه109== 128 الشيخ سيد قطب
» تفسير سوره النمل ايه ايه 91 الى اخر السوره الشيخ سيد قطب
» تفسير سوره الانعام ايه 154==الى اخر السوره الشيخ سيد قطب
» تفسير سورة الانفال ايه 65 الىاخر السوره الشيع سيد قطب
» تفسير سوره الاعراف ايه109== 128 الشيخ سيد قطب
» تفسير سوره النمل ايه ايه 91 الى اخر السوره الشيخ سيد قطب
» تفسير سوره الانعام ايه 154==الى اخر السوره الشيخ سيد قطب
» تفسير سورة الانفال ايه 65 الىاخر السوره الشيع سيد قطب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى