الزبير بن العوام
صفحة 1 من اصل 1
الزبير بن العوام
" إن لكل نبي حوارياً وحواري الزبير بن العوام"
أول سيف شهر في الإسلام هو سيف الزبير بن العوام :
ففي أيام الإسلام الأولى ، سرت شائعة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل ، فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه ، وسار في شوارع مكة ، فلقيه الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله عما به ، فأخبره الزبير بالنبأ ، فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بالخير ولسيفه بالغلب ، وكان عمره يومئذٍ خمس عشرة سنة .
ذلك هو الزبير بن العوام ، أمه صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وزوجته أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين ، كان رفيع الخصال عظيم الشمائل ، يدير تجارة ناجحه لكنه أنفق ماله على الإسلام حتى مات مديناً .
الزبير وطلحة :
يرتبط ذكر الزبير دوماً مع طلحة بن عبيد الله ، فهما الإثنان متشابهان في النشأة والثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين ، وحتى مصيرهما كان متشابهاً فهما من العشرة المبشرين بالجنة ، وآخى بينهما الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويجتمعان بالنسب وبالقرابة معه ، وتحدّث عنهما الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً : طلحة والزبير جاراي في الجنة . وكانا من أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لإختيار خليفته .
إيمانه وصبره :
كان للزبير رضي الله عنه نصيباً من العذاب على يد عمه ، فقد كان يلفه في حصير ويدخن عليه بالنار ويناديه : اكفر بمحمد أدرأ عنك هذا العذاب ، فيجيب الفتى الغض : لا والله ، لا أعود للكفر أبداً .. وهاجر الزبير إلى الحبشة الهجرتين ، ثم عاد وشهد المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم .
غزوة أحد :
في غزوة أحد ، وبعد أن انقلب جيش قريش راجعاً إلى مكة ، ندب الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا أبو بكر والزبير رضي الله عنهما لتعقب جيش المشركين ومطاردته ، فقاد سيدنا أبو بكر والزبير سبعين من المسلمين قيادة ذكية أبرزا فيها قوة جيش المسلمين ، حتى أن قريش ظنت أنهم مقدمة لجيش الرسول القادم لمطاردتهم فأسرعوا هاربين .
بنو قريظة :
وفي يوم الخندق ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" من رجل يأتينا بخبر بني قريظة ؟" قال الزبير : أنا . فأعادها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال الزبير : أنا وقالها الثالثة وكذلك قال الزبير : أنا ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" لكل نبي حوارياً والزبير حواري وابن عمتي ".وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا ، أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير وعليّ بن أبي طالب فوقفا أمام الحصن يرددان : والله لنذوقنّ ما ذاق حمزة أو لنفتحنّ عليهم حصنهم ثم ألقيا بنفسيهما داخل الحصن واستطاعا أن يفتحا أبوابه للمسلمين .
يوم حنين :
وفي يوم حنين أبصر الزبير مالك بن عوف زعيم هوازن وقائد جيوش الشرك في تلك الغزوة ، أبصره واقفاً وسط فيلق من أصحابه فاقتحم حشدهم وحده ، وشتت شملهم وأبعدهم عن طريق المسلمين .
حبه للشهادة :
كان الزبير بن العوام شديد الحب للشهادة ، فكان يقول : إن طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء ، وإني لأسمي بني بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون :
فسمى ولده عبد الله تيمناً بالشهيد عبد الله بن جحش .
وسمى ولده المنذر تيمناً بالشهيد المنذر بن عمرو .
وسمى ولده عروة تيمناً بالشهيد عروة بن عمرو .
وسمى ولده حمزة تيمناً بالشهيد حمزة بن عبد المطلب .
وسمى ولده جعفر تيمناً بالشهيد جعفر بن أبي طالب .
وسمى ولده مصعب تيمناً بالشهيد مصعب بن عمير .
وسمى ولده خالد تيمناً بالشهيد خالد بن سعيد .
هكذا أسماهم راجياً أن ينالوا الشهادة يوماً ما .
وصيته :
كان توكله على الله من منطلق جوده وشجاعته وفدائيته ، وحين كان يجود بروحه ، اوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلاً : إذا اعجزك دين فاستعن بمولاي . فسأله عبد الله : أي مولى تعني ؟ فأجابه : الله ، نعم المولى ونعم النصير .
يقول عبد الله فيما بعد : فوالله ما وقعت من كربة في دينه إلا قلت : يا مولى الزبير اقضِ دينه ، فيقضيه .
الشهادة :
لما كان الزبير بوادي السباع ، نزل يصلي ، فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله ، وسارع قاتل إلى عليّ يبشره بقتله الزبير ، فثار سيدنا عليّ رضي الله عنه وأمر بطرد الرجل وقال : بُشّر قاتل ابن صفية بالنار وبكى سيدنا عليّ عندما رأى السيف الذي قتل به الزبير وقال : سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله
علاء العطار- عدد المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 05/04/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى