علاج الخوف و الهم و القلق
صفحة 1 من اصل 1
علاج الخوف و الهم و القلق
علاج الخوف و الهم و القلق
لا تخف إنك أنت الأعلى
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين :
أما بعد :
سنتكلم عن الحلول الكفيلة بالتخلص من الشعور بالخوف إلا من الله تعالى فهو أسمى أنواع الخوف و لن يقبل إيمانك دونه
في البداية علينا أن نعرف بأن الخوف شعور يصيب الجميع بلا استثناء
قال تعالى : ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ))
فكل إنسان لديه مخاوفه و الأمور التي يهابها و نحن في زمن الإرهاب الدولي في قانون الغاب و الاحتلال و الخداع و الظلم و القسوة
حتى ضمن المجتمع الذي نعيش فيه لم يعد أحد يشعر بالأمان فالأخ يظلم أخاه و الصديق يغدر بصديقه و الناس خائفون
فهذا خائف من الفقر و آخر خائف من المستقبل و ثالث خائف على أولاده و أسرته و بناته و هذا خائف على أمواله و ذاك خائف على صحته أو مركزه أو وظيفته و هكذا
خوف يسيطر على النفوس و قلق و هم و توتر
ما الحل و كيف الخلاص ؟؟؟
و كيف نشعر بالأمان في زمن الخوف
طبعا الخوف الإيجابي مفيد و مطلوب لكن الخوف بمعناه السلبي مرفوض و مضعف و يجعل صاحبه سلبيا ضعيف الشخصية
و الإنسان الخائف غير منتج و غير فعال في مجتمعه و لن يفيد الأمة بأي شكل من الأشكال
أما الإنسان المؤمن المطمئن فهو عضو فعال و منتج و مهم في المجتمع و الأمة
إذاً كيف نتخلص من الخوف ؟
لكي تشعر بالأمان أخي الحبيب فإليك بعض الأدوية الفعالة و المفيدة من كتاب الله تعالى و سنة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه و سلم
1- ذكر الله :
قال تعالى :
(( الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
نعم إخوتي اذكروا الله تعالى و عندها ستشعرون بالسكينة و الطمأنينة و الأمان ، فذكر الله تعالى أسمى و أشرف عبادة على الإطلاق
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الورق والذهب وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟
قالوا بلي يا رسول الله
قال ذكر الله ))
و عندما تذكر الله تعالى بأسمائه الحسنى و صفاته الفضلى أو بالأذكار المعروفة من تسبيح و تهليل و تكبير و حمد و ثناء أو بأذكار الصباح و المساء أو بأي ذكر ورد في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة أو بالدعاء أو بأي طريقة كانت
المهم أن تكثر من الذكر قدر المستطاع ففوائد الذكر لا تعد و لا تحصى و يكفيك أن تعلم أنك إن ذكرت الله ذكرك
قال تعالى : (( فاذكروني أذكركم و اشكروا لي و لا تكفرون ))
و من ذكره الله فقد فاز و أي شرف أكبر و أي فوز أعظم
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(لا يقعد قوم يذكرون الله تعالي إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده }
و حتى عند لقاء العدو فإن خير طريقة للتثبيت و البعد عن الخوف هي ذكر الله تعالى
قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا و اذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ))
2- أن تكون على الحق :
فمن كان على الحق كان الله معه و من كان الله معه فمن عليه و من كان عليه فمن معه ؟
قال تعالى : (( أليس الله بكاف عبده و يخوفونك بالذين من دونه و من يضلل الله فما له من هاد ))
فكل ما سوى الله دون فكيف نخافه و الله معنا ؟
و من هنا أتيت لكم بالعنوان ( لا تخف إنك أنت الأعلى )
فعندما ألقى السحرة حبالهم و عصيهم تخيل الجميع أنها تسعى فشعر سيدنا موسى ببعض الخوف
(( فأوجس في نفسه خيفة موسى ))
فكان التثبيت الإلهي بقوله تعالى :
(( قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ))
فكيف يخاف من كان في معية الرحمن و حفظه و كيف يخاف من كان على الحق و الحق أقوى و أمضى و الحق أبلج و الباطل ضعيف لجلج
فكن على الحق أخي الحبيب و عندها ستشعر بالأمن و الأمان و الطمأنينة
3- الإيمان الحقيقي و الراسخ بالله تعالى :
قال تعالى : (( و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ))
و قال أيضا جل في علاه : (( إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ))
فمن آمن بالله بحق فلن يخاف و الإيمان ليس مجرد كلمة بل هو بنيان كامل له أسسه و كيانه و شروطه و أركانه
فأركان الإيمان هي أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره
عليك أن تؤمن بكل ما يكتبه الله لك من خير أو ابتلاء و أن تفكر باليوم الآخر و تعد له العدة المناسبة و عليك أن تؤمن بكل رسل الله صلوات الله و سلامه عليهم جميعا و بكل كتبه السماوية الصحيحة و أن تؤمن بوجود الملائكة و الغيبيات دون نقاش و مجادلة
و المؤمن ملتزم حريص على بنيان إيمانه ملتزم بأخلاق المؤمن التي تجعله علامة فارقة بين الناس بالتزامه و أدبه و أخلاقه و تعاملاته
الإيمان بحر واسع لن نحيط بمفهومه العميق مهما حاولنا
4- التوحيد و البعد عن كل أنواع و ألوان الشرك و العياذ بالله :
قال تعالى (( الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون ))
و الظلم هنا و بقول جميع علماء التفسير هو الشرك
فالمشرك لا يمكن أن يشعر بالأمان فهو عبد لعدد من الآلهة و عبد لشهواته و أهوائه التي تتخطفه و ترميه في ظلمات الخوف و الضياع
قال تعالى :
((حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ?31?الحج
بينما من يعبد الله وحده لا شريك له فسيشعر بالأمان و السكينة و الارتياح
5- العمل الصالح :
قال تعالى : ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ?55?))
و قال تعالى أيضا :
((إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ?277?))
و في هذه الآية الكريمة التي تمر معنا للمرة الثانية أربع وسائل للتخلص من الخوف و هي الإيمان و العمل الصالح و الصلاة و الزكاة
فالعمل الصالح يورث صاحبه الطمأنينة فعندما تساعد فقيرا أو محتاجا و عندما تكفل يتيما أو تغيث ملهوفاً أو تقدم خدمة لشخص ما ستشعر بالراحة و سيجزيك الله الخير و سيحميك و يدخلك في رحمته
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يرحم الناس يرحمه الله
و قال أيضا : ( من فرج عن مسلم كربة من كربات الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة )
و قال أيضا صلوات الله و سلامه عليه : ( من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )
فكل عمل صالح تقوم به له أجره و ثوابه عند الله تعالى و الجزاء من جنس العمل
6- الصلاة :
و دليلها الآية السابقة نفسها
فالصلاة عماد الدين و قرة عين المؤمن و راحة باله و الصلة الوثيقة بين العبد و ربه
وعندما تدخل في الصلاة تشعر بأنك في حماية الله و حفظه و ستره و ستزول كل مخاوفك و همومك
فالصلوات الخمس كفارات لما بينهما و عندما تغسل ذنوبك فسترتاح
7- الزكاة و الصدقات و الإنفاق في سبيل الله تعالى :
قال تعالى : ((الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ?274?))
فكل قرش تنفقه في سبيل الله ستجده يوم القيامة و قد نما و كبر و كلما تصدقت أكثر شعرت بالأمان أكثر
فكيف يخاف المنفق في سبيل الله من الفقر و قد قال رسول الله صلى عليه و سلم :
( ما نقص مال من صدقة )
و قال أيضا صلوات الله و سلامه عليه : ( أنفق بلال و لا تخش من ذي العرش إقلالا )
و كيف يخشى المتصدق المرض وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( داووا مرضاكم بالصدقة )
فأنفق أخي الحبيب و تصدق بمالك و لو بشق تمرة و لو بمبلغ بسيط فالصدقة فوز و أمان و نجاة
8- التوكل على الله و الثقة به و بحكمته و تدبيره :
فعندما تتوكل على الله و تثق به و بحكمته و بأن كل حياتك تسير بأمره و تدبيره ستشعر بالأمن و الطمأنينة بالتأكيد
فرزقك مكفول و مقسوم
قال تعالى (( و في السماء رزقكم و ما توعدون ))
و قال تعالى لمن يخاف من الفقر فيذل نفسه
(( و إن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله حكيم عليم ))
فلماذا تخاف من إنسان و تذل نفسك له إن كان رزقك بيد الله وحده و ليس بيد سواه
و أجلك مكتوب و صحتك و مرضك بيد الله تعالى و الأمر أمره و الملك ملكه و هو العزيز الحكيم
قال تعالى :
((إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ?34?))
و كيف تخاف من العدو و حياة عدوك بيد الله تعالى و هو القاهر فوق عباده و هو الحكيم الخبير
قال تعالى :
((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ?173?))
9- التوبة و الاستغفار :
فكيف يخاف من يستغفر و يتوب و كل الخير يأتي من خلال الاستغفار و التوبة ؟
قال تعالى : ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ?10? يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ?11? وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ?12?))
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا و من كل ضيق مخرجا و رزقه من حيث لا يحتسب )
10- إياك و ظلم الناس :
فالظلم ظلمات يوم القيامة و الظالم لا يمكن أن يرتاح و المجرم خائف دائما و شبح ظلمه و جريمته يلاحقه حتى عندما ينام
و كيف يشعر الظالم بالأمان و قد قال الله تعالى
(( و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ))
فعقوبة الظالم قادمة لا محالة في الدنيا و في الآخرة
و دعوة المظلوم لا ترد فكن حذرا أخي و إياك و الظلم
11- الصبر :
فالصبر مفتاح الفرج و الفوز و الفلاح و الله يحب الصابرين و أجر الصابرين عظيم
و الصابر شخص مطمئن يتقبل كل ما يصيبه من هموم و ابتلاءات بعزيمة و إيمان و احتساب و يقين
قال تعالى :
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ?155?))
فيا بشراك يا عبد الله إذا صبرت و احتسبت
و يكفيك بأن الله معك إذا صبرت فكيف تخاف
قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة إن الله مع الصابرين ))
12- و أختم بأهم وسيلة للتخلص من الخوف ألا و هي الخوف من الله تعالى
فمن يخاف الله تعالى فلن يخاف من أي أمر أو أي إنسان لأن الله تعالى لا يجمع على عبده خوفين و لا أمنين فمن خاف الله و اليوم الآخر فسيكون قلبه مطمئنا ساكنا مرتاحا و ستكون نفسه آمنة مطمئنة
اللهم إنا نحتمي بحماك فاحمنا و لا تسلمنا و احفظنا من كل سوء و أدخلنا في رحمتك يا أرحم الراحمين
والحمد لله رب العالمين .
لا تخف إنك أنت الأعلى
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين :
أما بعد :
سنتكلم عن الحلول الكفيلة بالتخلص من الشعور بالخوف إلا من الله تعالى فهو أسمى أنواع الخوف و لن يقبل إيمانك دونه
في البداية علينا أن نعرف بأن الخوف شعور يصيب الجميع بلا استثناء
قال تعالى : ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ))
فكل إنسان لديه مخاوفه و الأمور التي يهابها و نحن في زمن الإرهاب الدولي في قانون الغاب و الاحتلال و الخداع و الظلم و القسوة
حتى ضمن المجتمع الذي نعيش فيه لم يعد أحد يشعر بالأمان فالأخ يظلم أخاه و الصديق يغدر بصديقه و الناس خائفون
فهذا خائف من الفقر و آخر خائف من المستقبل و ثالث خائف على أولاده و أسرته و بناته و هذا خائف على أمواله و ذاك خائف على صحته أو مركزه أو وظيفته و هكذا
خوف يسيطر على النفوس و قلق و هم و توتر
ما الحل و كيف الخلاص ؟؟؟
و كيف نشعر بالأمان في زمن الخوف
طبعا الخوف الإيجابي مفيد و مطلوب لكن الخوف بمعناه السلبي مرفوض و مضعف و يجعل صاحبه سلبيا ضعيف الشخصية
و الإنسان الخائف غير منتج و غير فعال في مجتمعه و لن يفيد الأمة بأي شكل من الأشكال
أما الإنسان المؤمن المطمئن فهو عضو فعال و منتج و مهم في المجتمع و الأمة
إذاً كيف نتخلص من الخوف ؟
لكي تشعر بالأمان أخي الحبيب فإليك بعض الأدوية الفعالة و المفيدة من كتاب الله تعالى و سنة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه و سلم
1- ذكر الله :
قال تعالى :
(( الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
نعم إخوتي اذكروا الله تعالى و عندها ستشعرون بالسكينة و الطمأنينة و الأمان ، فذكر الله تعالى أسمى و أشرف عبادة على الإطلاق
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الورق والذهب وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟
قالوا بلي يا رسول الله
قال ذكر الله ))
و عندما تذكر الله تعالى بأسمائه الحسنى و صفاته الفضلى أو بالأذكار المعروفة من تسبيح و تهليل و تكبير و حمد و ثناء أو بأذكار الصباح و المساء أو بأي ذكر ورد في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة أو بالدعاء أو بأي طريقة كانت
المهم أن تكثر من الذكر قدر المستطاع ففوائد الذكر لا تعد و لا تحصى و يكفيك أن تعلم أنك إن ذكرت الله ذكرك
قال تعالى : (( فاذكروني أذكركم و اشكروا لي و لا تكفرون ))
و من ذكره الله فقد فاز و أي شرف أكبر و أي فوز أعظم
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(لا يقعد قوم يذكرون الله تعالي إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده }
و حتى عند لقاء العدو فإن خير طريقة للتثبيت و البعد عن الخوف هي ذكر الله تعالى
قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا و اذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ))
2- أن تكون على الحق :
فمن كان على الحق كان الله معه و من كان الله معه فمن عليه و من كان عليه فمن معه ؟
قال تعالى : (( أليس الله بكاف عبده و يخوفونك بالذين من دونه و من يضلل الله فما له من هاد ))
فكل ما سوى الله دون فكيف نخافه و الله معنا ؟
و من هنا أتيت لكم بالعنوان ( لا تخف إنك أنت الأعلى )
فعندما ألقى السحرة حبالهم و عصيهم تخيل الجميع أنها تسعى فشعر سيدنا موسى ببعض الخوف
(( فأوجس في نفسه خيفة موسى ))
فكان التثبيت الإلهي بقوله تعالى :
(( قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ))
فكيف يخاف من كان في معية الرحمن و حفظه و كيف يخاف من كان على الحق و الحق أقوى و أمضى و الحق أبلج و الباطل ضعيف لجلج
فكن على الحق أخي الحبيب و عندها ستشعر بالأمن و الأمان و الطمأنينة
3- الإيمان الحقيقي و الراسخ بالله تعالى :
قال تعالى : (( و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ))
و قال أيضا جل في علاه : (( إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ))
فمن آمن بالله بحق فلن يخاف و الإيمان ليس مجرد كلمة بل هو بنيان كامل له أسسه و كيانه و شروطه و أركانه
فأركان الإيمان هي أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره
عليك أن تؤمن بكل ما يكتبه الله لك من خير أو ابتلاء و أن تفكر باليوم الآخر و تعد له العدة المناسبة و عليك أن تؤمن بكل رسل الله صلوات الله و سلامه عليهم جميعا و بكل كتبه السماوية الصحيحة و أن تؤمن بوجود الملائكة و الغيبيات دون نقاش و مجادلة
و المؤمن ملتزم حريص على بنيان إيمانه ملتزم بأخلاق المؤمن التي تجعله علامة فارقة بين الناس بالتزامه و أدبه و أخلاقه و تعاملاته
الإيمان بحر واسع لن نحيط بمفهومه العميق مهما حاولنا
4- التوحيد و البعد عن كل أنواع و ألوان الشرك و العياذ بالله :
قال تعالى (( الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون ))
و الظلم هنا و بقول جميع علماء التفسير هو الشرك
فالمشرك لا يمكن أن يشعر بالأمان فهو عبد لعدد من الآلهة و عبد لشهواته و أهوائه التي تتخطفه و ترميه في ظلمات الخوف و الضياع
قال تعالى :
((حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ?31?الحج
بينما من يعبد الله وحده لا شريك له فسيشعر بالأمان و السكينة و الارتياح
5- العمل الصالح :
قال تعالى : ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ?55?))
و قال تعالى أيضا :
((إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ?277?))
و في هذه الآية الكريمة التي تمر معنا للمرة الثانية أربع وسائل للتخلص من الخوف و هي الإيمان و العمل الصالح و الصلاة و الزكاة
فالعمل الصالح يورث صاحبه الطمأنينة فعندما تساعد فقيرا أو محتاجا و عندما تكفل يتيما أو تغيث ملهوفاً أو تقدم خدمة لشخص ما ستشعر بالراحة و سيجزيك الله الخير و سيحميك و يدخلك في رحمته
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يرحم الناس يرحمه الله
و قال أيضا : ( من فرج عن مسلم كربة من كربات الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة )
و قال أيضا صلوات الله و سلامه عليه : ( من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )
فكل عمل صالح تقوم به له أجره و ثوابه عند الله تعالى و الجزاء من جنس العمل
6- الصلاة :
و دليلها الآية السابقة نفسها
فالصلاة عماد الدين و قرة عين المؤمن و راحة باله و الصلة الوثيقة بين العبد و ربه
وعندما تدخل في الصلاة تشعر بأنك في حماية الله و حفظه و ستره و ستزول كل مخاوفك و همومك
فالصلوات الخمس كفارات لما بينهما و عندما تغسل ذنوبك فسترتاح
7- الزكاة و الصدقات و الإنفاق في سبيل الله تعالى :
قال تعالى : ((الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ?274?))
فكل قرش تنفقه في سبيل الله ستجده يوم القيامة و قد نما و كبر و كلما تصدقت أكثر شعرت بالأمان أكثر
فكيف يخاف المنفق في سبيل الله من الفقر و قد قال رسول الله صلى عليه و سلم :
( ما نقص مال من صدقة )
و قال أيضا صلوات الله و سلامه عليه : ( أنفق بلال و لا تخش من ذي العرش إقلالا )
و كيف يخشى المتصدق المرض وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( داووا مرضاكم بالصدقة )
فأنفق أخي الحبيب و تصدق بمالك و لو بشق تمرة و لو بمبلغ بسيط فالصدقة فوز و أمان و نجاة
8- التوكل على الله و الثقة به و بحكمته و تدبيره :
فعندما تتوكل على الله و تثق به و بحكمته و بأن كل حياتك تسير بأمره و تدبيره ستشعر بالأمن و الطمأنينة بالتأكيد
فرزقك مكفول و مقسوم
قال تعالى (( و في السماء رزقكم و ما توعدون ))
و قال تعالى لمن يخاف من الفقر فيذل نفسه
(( و إن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله حكيم عليم ))
فلماذا تخاف من إنسان و تذل نفسك له إن كان رزقك بيد الله وحده و ليس بيد سواه
و أجلك مكتوب و صحتك و مرضك بيد الله تعالى و الأمر أمره و الملك ملكه و هو العزيز الحكيم
قال تعالى :
((إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ?34?))
و كيف تخاف من العدو و حياة عدوك بيد الله تعالى و هو القاهر فوق عباده و هو الحكيم الخبير
قال تعالى :
((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ?173?))
9- التوبة و الاستغفار :
فكيف يخاف من يستغفر و يتوب و كل الخير يأتي من خلال الاستغفار و التوبة ؟
قال تعالى : ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ?10? يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ?11? وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ?12?))
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا و من كل ضيق مخرجا و رزقه من حيث لا يحتسب )
10- إياك و ظلم الناس :
فالظلم ظلمات يوم القيامة و الظالم لا يمكن أن يرتاح و المجرم خائف دائما و شبح ظلمه و جريمته يلاحقه حتى عندما ينام
و كيف يشعر الظالم بالأمان و قد قال الله تعالى
(( و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ))
فعقوبة الظالم قادمة لا محالة في الدنيا و في الآخرة
و دعوة المظلوم لا ترد فكن حذرا أخي و إياك و الظلم
11- الصبر :
فالصبر مفتاح الفرج و الفوز و الفلاح و الله يحب الصابرين و أجر الصابرين عظيم
و الصابر شخص مطمئن يتقبل كل ما يصيبه من هموم و ابتلاءات بعزيمة و إيمان و احتساب و يقين
قال تعالى :
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ?155?))
فيا بشراك يا عبد الله إذا صبرت و احتسبت
و يكفيك بأن الله معك إذا صبرت فكيف تخاف
قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة إن الله مع الصابرين ))
12- و أختم بأهم وسيلة للتخلص من الخوف ألا و هي الخوف من الله تعالى
فمن يخاف الله تعالى فلن يخاف من أي أمر أو أي إنسان لأن الله تعالى لا يجمع على عبده خوفين و لا أمنين فمن خاف الله و اليوم الآخر فسيكون قلبه مطمئنا ساكنا مرتاحا و ستكون نفسه آمنة مطمئنة
اللهم إنا نحتمي بحماك فاحمنا و لا تسلمنا و احفظنا من كل سوء و أدخلنا في رحمتك يا أرحم الراحمين
والحمد لله رب العالمين .
منازل الشهداء- عدد المساهمات : 362
تاريخ التسجيل : 24/07/2011
مواضيع مماثلة
» يا صاحب الهم ان الهم منفرج
» الخوف من الله
» الخوف من الله :: مقطع مبكي
» صحيح البخاري أبواب صلاة الخوف
» ياصاحب الهم-لا تحزن
» الخوف من الله
» الخوف من الله :: مقطع مبكي
» صحيح البخاري أبواب صلاة الخوف
» ياصاحب الهم-لا تحزن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى