لأجل هذا كله ...دعنا نبتهج .. دعنا نبتهج
صفحة 1 من اصل 1
لأجل هذا كله ...دعنا نبتهج .. دعنا نبتهج
ليست المسألة مسألة يأسك وحزنك أنت فقط ، بل مسألة المحزونين أجمعين ، فإن المرء لا يكاد يتناول نظره منهم في هذه الأيام إلا وجوهاً قد نسج الحزن عليها غبرةً سوداء،وجفوناً تُحارُ فيها مدامعها حيرة الزئبق الرجراج،حتى لَيُخيلُ إلي أن نازلة من نوازل القضاء قد نزلت بهم فزلزلت أقدامهم أو فاجعة من فواجع الدهر قد دارت عليها دائرتها فأثكلتهم ذخائر النفوس ، وجواهر عقولهم ، وأقامت بينهم وبين سعادة العيش وهناءته سداً لا تنفذه المعاول ، ولا تنال من أيده الزلازل .
هوِّن عليك أيها المحزون ، فالأمر أهون مما تظن وأصغر مما تُقدر ، وأعلمْ وما أحسبك إلا فاهماً أنك لم تسقط من قمة جبل شامخ إلى سَفح متحجر فتبكي على شظيةٍ طارت من شظايا رأسك ، ولم يهوِ بك القضاء إلى هُوةٍ عميقة لا خلاص لك منها أبدَ الدهر .
إنك قد سعيت إلى غرض فإن كنت قد هيأت له أسبابه وأعدَدت له عدّته وبذلت له من ذات نفسك ما يبذل مثله الباذلون في مثله ، فقد أُعذرتَ إلى الله وإلى الناس وإلى نفسك ،فحريٌ بك أن لا تحزن على مُصاب لم يكن عملاً من أعمال يديك ، ولا جناية من جنايات نفسك عليك ، وإن كنت قد قصّرت في تلمس أسبابه ومشيت في سبيله مشية الضالع المتقاعس ، فما حزنك على فوات غرض كان جديراً بك أن تترقب فواته؟ وما بكاؤك على مُصاب كان خيراً لك أن تعلم وقوعه قبل يوم وقوعه؟ .
أيها المحزون : مالك تبكي بكاء الواثق بمواتاة الأيام ومطاوعة الأقدار؟وهل تستطيع أن تبرز لنا صورة العهد الذي أخذته على الدهر أن يكون لك كما تحب وتشتهي؟؟؟.
لا تجعل لليأس سبيلاً إلى نفسك فلعل الأمر يُعوض عليك في غدك ما خسرت في أمسك ، وأمضِ لشأنك ولا تلتفت إلى ما وراءك ، فإن تم لك في أيامك المقبلة من غايتك ما تريد فخيراً على خير ، وإن لم يحدث ما تشاء فأعلم أن كل ما فقدته هو سعادة موهومة مغشوشة ، وأُمنية ٍ ربما لو أنها تحققت لك لكانت قيداً لك تُقيد أحلامك وآمالك .
إن اعتدادك بهذا الأمر هذا الاعتداد وإكبارك إياه هذا الإكبار العظيم إلى درجة أنك تسقط عليل الفراش وأسير الدواء والمَشافي بسببه كل هذا ما هو إلا دليل على إنك كنت تريد أن تجعله منتهى أملك وغاية همتك ، وأنك لا ترى بعدها مزيداً من الكمال لمُستزيد ، فإن صَدَقتْ فراستي فيك فأعلم أن الله قد خار لك في هذا المصير وساق إليك من الخير ما لا تعرف السبيل إليه ، وأنه ما خَيب رجاءك في هذا الكمال الموهوم إلا لتطلب لنفسك كمالاً معلوماً،وما صرف عنك هذه السعادة الواهمة المكتوبة على صفحات بالية من الورق أو التي نُطقت على لسان إنسان لا يبالي بالآخرين ما كان الله قد صرفها عنك إلا ليجعلك تسعى وراء السعادة الحقيقية المكتوبة في صفحات القلوب .
إن كنت تبكي على ظلام الأيام وشحوبها فأعلم أن طلوع الفجر قريب جداً ليس لأحد حكماً عليه ولا حاجب له سوى الله تعالى ، وما خلاصك من هذا الظلام وخروجك إلى النور إلا بأنك تَجِدُّ في البحث عن السعادة والفرح والسكينة ، واستكمال ما ينقصك من الفضائل الإنسانية والنفسية التي بدورها أن ترفع شأنك ومكانتك بين ناسك وأحبتك وتنهض بك إلى عالم البسمة والسعادة الحقيقة ، فإن صرت تمشي في دروب النور و الهداية الصحيحة فأنت ستكون ممن يحسده كل الذين يّدعون السعادة كذباً ، ولا حيّ الله سعادة تأتي بأكذوبة كلمات أو عواطف مزيفة تهيمُ في صدر الشخص ولا حيّ الله حياة أساسها الحزن والهم . وليس العيب أن نخطأ ولكن العيب أن نجعل فشلنا خطأ نستسلم له . إبكي على ما فات ولكن بكاء تائب ومعاهداً نفسه أن يبدأ حياة جديدة ويفتح صفحة جديدة من حياته بيضاء يحكمها العقل قبل القلب ولاسيما أن الحياة متعبة ولكنها تريد منا أن نكافح ونجتهد في المكافحة والصبر وتذكّرْ يا صديقي أنه لولا السرور في ساعة الفرح ما كان البكاء في ساعة الحزن ولولا فرحة التلاقِ ما كانت دمعة الفراق .
أوصيك أخيراً بأن تتق الله في نفسك وتسعى للخلاص مما أنت فيه وتبدأ صفحة جديدة في عمرك تنطلق من خلالها للبحث عن الطرق التي تأخذك إلى السعادة وتوصلك عندها، فمن لم يعِش السعادة الحقيقة كان كمن يملك كنوزاً من الذهب وهو لا يملك قطرة ماء فما يفيد الذهب حينها ؟! .
لأجل هذا كله ...دعنا نبتهج .. دعنا نبتهج
هوِّن عليك أيها المحزون ، فالأمر أهون مما تظن وأصغر مما تُقدر ، وأعلمْ وما أحسبك إلا فاهماً أنك لم تسقط من قمة جبل شامخ إلى سَفح متحجر فتبكي على شظيةٍ طارت من شظايا رأسك ، ولم يهوِ بك القضاء إلى هُوةٍ عميقة لا خلاص لك منها أبدَ الدهر .
إنك قد سعيت إلى غرض فإن كنت قد هيأت له أسبابه وأعدَدت له عدّته وبذلت له من ذات نفسك ما يبذل مثله الباذلون في مثله ، فقد أُعذرتَ إلى الله وإلى الناس وإلى نفسك ،فحريٌ بك أن لا تحزن على مُصاب لم يكن عملاً من أعمال يديك ، ولا جناية من جنايات نفسك عليك ، وإن كنت قد قصّرت في تلمس أسبابه ومشيت في سبيله مشية الضالع المتقاعس ، فما حزنك على فوات غرض كان جديراً بك أن تترقب فواته؟ وما بكاؤك على مُصاب كان خيراً لك أن تعلم وقوعه قبل يوم وقوعه؟ .
أيها المحزون : مالك تبكي بكاء الواثق بمواتاة الأيام ومطاوعة الأقدار؟وهل تستطيع أن تبرز لنا صورة العهد الذي أخذته على الدهر أن يكون لك كما تحب وتشتهي؟؟؟.
لا تجعل لليأس سبيلاً إلى نفسك فلعل الأمر يُعوض عليك في غدك ما خسرت في أمسك ، وأمضِ لشأنك ولا تلتفت إلى ما وراءك ، فإن تم لك في أيامك المقبلة من غايتك ما تريد فخيراً على خير ، وإن لم يحدث ما تشاء فأعلم أن كل ما فقدته هو سعادة موهومة مغشوشة ، وأُمنية ٍ ربما لو أنها تحققت لك لكانت قيداً لك تُقيد أحلامك وآمالك .
إن اعتدادك بهذا الأمر هذا الاعتداد وإكبارك إياه هذا الإكبار العظيم إلى درجة أنك تسقط عليل الفراش وأسير الدواء والمَشافي بسببه كل هذا ما هو إلا دليل على إنك كنت تريد أن تجعله منتهى أملك وغاية همتك ، وأنك لا ترى بعدها مزيداً من الكمال لمُستزيد ، فإن صَدَقتْ فراستي فيك فأعلم أن الله قد خار لك في هذا المصير وساق إليك من الخير ما لا تعرف السبيل إليه ، وأنه ما خَيب رجاءك في هذا الكمال الموهوم إلا لتطلب لنفسك كمالاً معلوماً،وما صرف عنك هذه السعادة الواهمة المكتوبة على صفحات بالية من الورق أو التي نُطقت على لسان إنسان لا يبالي بالآخرين ما كان الله قد صرفها عنك إلا ليجعلك تسعى وراء السعادة الحقيقية المكتوبة في صفحات القلوب .
إن كنت تبكي على ظلام الأيام وشحوبها فأعلم أن طلوع الفجر قريب جداً ليس لأحد حكماً عليه ولا حاجب له سوى الله تعالى ، وما خلاصك من هذا الظلام وخروجك إلى النور إلا بأنك تَجِدُّ في البحث عن السعادة والفرح والسكينة ، واستكمال ما ينقصك من الفضائل الإنسانية والنفسية التي بدورها أن ترفع شأنك ومكانتك بين ناسك وأحبتك وتنهض بك إلى عالم البسمة والسعادة الحقيقة ، فإن صرت تمشي في دروب النور و الهداية الصحيحة فأنت ستكون ممن يحسده كل الذين يّدعون السعادة كذباً ، ولا حيّ الله سعادة تأتي بأكذوبة كلمات أو عواطف مزيفة تهيمُ في صدر الشخص ولا حيّ الله حياة أساسها الحزن والهم . وليس العيب أن نخطأ ولكن العيب أن نجعل فشلنا خطأ نستسلم له . إبكي على ما فات ولكن بكاء تائب ومعاهداً نفسه أن يبدأ حياة جديدة ويفتح صفحة جديدة من حياته بيضاء يحكمها العقل قبل القلب ولاسيما أن الحياة متعبة ولكنها تريد منا أن نكافح ونجتهد في المكافحة والصبر وتذكّرْ يا صديقي أنه لولا السرور في ساعة الفرح ما كان البكاء في ساعة الحزن ولولا فرحة التلاقِ ما كانت دمعة الفراق .
أوصيك أخيراً بأن تتق الله في نفسك وتسعى للخلاص مما أنت فيه وتبدأ صفحة جديدة في عمرك تنطلق من خلالها للبحث عن الطرق التي تأخذك إلى السعادة وتوصلك عندها، فمن لم يعِش السعادة الحقيقة كان كمن يملك كنوزاً من الذهب وهو لا يملك قطرة ماء فما يفيد الذهب حينها ؟! .
لأجل هذا كله ...دعنا نبتهج .. دعنا نبتهج
منازل الشهداء- عدد المساهمات : 362
تاريخ التسجيل : 24/07/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى