الرقي الحضاري للإسلام
صفحة 1 من اصل 1
الرقي الحضاري للإسلام
م[b]لخص من إحدى محاضرات فضيلة الشيخ الدكتور عمر عبدالكافي في دولة الإمارات العربية المتحدة حول كيف أن حقوق الإنسان في شريعتنا تجسد الرقي الحضاري للإسلام...
قال الدكتور عمر عبدالكافي في محاضرة شهدت حضورا جماهيريا كبيرا: إن الرقي الحضاري في الإسلام ينبع من تكريمه للإنسان وهذا هو سر عظمة ذلك الدين، فالرقي الحضاري هو أن يرتبط الإنسان بخالقه ومولاه، مؤكدا أن الرقي الحقيقي هو أن يرتقي قلب المرء نحو الله عز وجل.
وأشار إلى أن الله خلق الإنسان من تراب الأرض والله أعلم بما ينفعه ويفيده، معتبرا وجود سيّدنا آدم وأمّنا حواء في الجنة كان بمثابة تمهيد لنزولهما إلى الأرض، مؤكدا أن عظمة الإسلام في تكريم الإنسان لم يعطها أي دين آخر، وأوضح أن الله يعلم صفات خلقه، وقد ذكر القرآن تلك الصفات وأبان علاجها، حيث جمع كتاب الله الأوصاف الإنسانية كاملة، فهو جهول يحيط به الجهل في كل مكان.
ولذلك يجب عليه أن يعود إلى المنبع وهو الدين، لان ما يصلحه هو الدين والمراقبة الالهية. كما أن الإنسان خلق ضعيفا وعجولا كما وضح ربنا عز وجل، ولذلك من المهم أن يستسلم الإنسان لأمر الله. مؤكدا أن الإنسان من الاولى به أن يسير على منهج الله، لأن فيه كل الخير له، مدلّلا على ذلك بأن سيّدنا يعقوب لو صارت المقادير وفق ما يتمنى في قصة سيدنا يوسف لأعاد الله إليه ابنه فورا, ولكن الله أراد أن يكون وجود سيدنا يوسف في البئر وغيابه عن أبيه سببين في تربية خبير اقتصادي يحل مشاكل الكون الاقتصادية عند حدوثها.
وحذر فضيلته من الافتاء بغير علم، أو الكلام في كل شيء، مؤكدا أن التوقف عن الحديث فيما لا يعلمه المرء أفضل بكثير من التدخل فيما لا يعنيه أو القول بغير علم .
رقي الإسلام الحضاري:
وأوضح أن نظرة الإسلام إلى قضية الرقي الحضاري، مشيرا إلى ان الاسلام يبدأ قضية الرقي الحضاري بحقوق الانسان حتى قبل أن يولد، حيث أعطى الانسان الحق في أن يختار له أبوه أما صالحة قبل الزواج, ثم حق الجنين في الغذاء والراحة النفسيّة، مشددا على أنه لا توجد حضارة على وجه الأرض تهتم بالانسان قبل أن يولد سوى الاسلام، أما بعد الولادة فقد أعطى الاسلام المرأة حق الإفطار في الصوم في حالة الحمل، وذلك لحق الجنين في الغذاء والماء، وأشار إلى حقوق الطفل في المداعبة والمصاحبة، تنفيذا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، لاعبوهم سبعا وعلموهم سبعا وصاحبوهم سبعا، ثم اترك لهم الحبل على الغالب، وذكر أن المرأة في الإسلام هي المرأة الوحيدة التي لديها ذمة مالية مستقلة، كما أن الإسلام أعطاها حق اختيار الزوج وكذلك حق الخلع.
حقوق الأقليات:
ولفت فضيلة الدكتور عبدالكافي إلى حقوق الأقليات في الإسلام، مدللا على ذلك بحقوق العمالة والضعفاء في الإسلام، مستشهدا على ذلك بموقف سيدنا عمر بن الخطاب من اليهودي المسن, الذي أمر له سيدنا عمر بأموال من بيت مال المسلمين، مستعرضا ماقام به أيضا أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان عندما أراد أن يوسّع المسجد الأموي، حيث كان توجد بجوار المسجد أرضا عليها كنيسة للنصاري، فطلب منه أن يمنحوه الأرض بمال فرفضوا، فعرض عليهم أن يبني لهم كنيسة في أفضل مكان يختارونه، فوافقوا، وكان عبدالملك بن مروان يستطيع أن يأخذ تلك الأرض قصرا، لكنه لم يفعل.
وشدد فضيلته على أن الحضارة التي تدمر البشرية ليست بحضارة وليس في ذلك رقيا، مستعرضا رقي الإسلام في التعامل مع الخادم والأجير وحق الطريق، مؤكدا أن ما قدمه المسلمون من حضارة هو شيء كبير لم يقدمه أحد، مشيرا إلى أن الرقي الحضاري في الإسلام هو رقي المنهج.
الأمر بالمعروف واتلنهي عن المنكر:
واستعرض فضيلة الشيخ عمر قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدا أن كثيرا من المسلمين قساة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث نجد من ينظر للعصاة بفظاظة وغلظة، مذكرا بشروط وأصول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدا أن رحمة الناس والإشفاق عليهم أجدى بكثير في وصول الرسالة وتحقيق الهدف وهو التزام العباد بالطاعة والبعد عن المعصية، لافتا إلى أن الارتقاء لا يكون بالمظهر ولكن بالجوهر والقلب، داعيا المسلمين لاستشعار عظمة هذا الدين، مشددا على أنه لاحضارة إلا بالعودة إلى الله وحسن الصلة بخالق السموات والأرض.
ديننا دين توكل لا تواكل:
وأشار إلى أن الاسلام دين التوكل لا التواكل، حيث اهتم الاسلام بالتخطيط ولكن مع التسليم التام بارادة الله، مؤكدا أن الاثنين لا يتعارضان، مدللا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم خطط ونفذ وكانت تلك طبيعته في كل حياته، ويتجلى ذلك في قصة الهجرة إلى المدينة المنورة. فلم ينم الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الليلة على فراشه، وإنما طلب من علي رضي الله عنه أن ينام مكانه، وأمره إذا أصبح أن يرد الودائع التي كان أودعها كفار قريش عنده إلى أصحابها، غادر الرسول صلى الله عليه وسلم بيته دون أن يشاهده الموكلون بقتله، وذهب إلى بيت أبي بكر، وكان قد هيأ من قبل راحلتين له وللرسول صلى الله عليه وسلم، فعزما على الخروج، وإستأجر أبو بكر عبد الله بن أريقط الدِّيلي، وكان مشركا، ليدلهما على طريق المدينة، على أن يتجنب الطريق المعروفة إلى طريق أخرى لا يهتدي إليها كفار قريش.[/b]
قال الدكتور عمر عبدالكافي في محاضرة شهدت حضورا جماهيريا كبيرا: إن الرقي الحضاري في الإسلام ينبع من تكريمه للإنسان وهذا هو سر عظمة ذلك الدين، فالرقي الحضاري هو أن يرتبط الإنسان بخالقه ومولاه، مؤكدا أن الرقي الحقيقي هو أن يرتقي قلب المرء نحو الله عز وجل.
وأشار إلى أن الله خلق الإنسان من تراب الأرض والله أعلم بما ينفعه ويفيده، معتبرا وجود سيّدنا آدم وأمّنا حواء في الجنة كان بمثابة تمهيد لنزولهما إلى الأرض، مؤكدا أن عظمة الإسلام في تكريم الإنسان لم يعطها أي دين آخر، وأوضح أن الله يعلم صفات خلقه، وقد ذكر القرآن تلك الصفات وأبان علاجها، حيث جمع كتاب الله الأوصاف الإنسانية كاملة، فهو جهول يحيط به الجهل في كل مكان.
ولذلك يجب عليه أن يعود إلى المنبع وهو الدين، لان ما يصلحه هو الدين والمراقبة الالهية. كما أن الإنسان خلق ضعيفا وعجولا كما وضح ربنا عز وجل، ولذلك من المهم أن يستسلم الإنسان لأمر الله. مؤكدا أن الإنسان من الاولى به أن يسير على منهج الله، لأن فيه كل الخير له، مدلّلا على ذلك بأن سيّدنا يعقوب لو صارت المقادير وفق ما يتمنى في قصة سيدنا يوسف لأعاد الله إليه ابنه فورا, ولكن الله أراد أن يكون وجود سيدنا يوسف في البئر وغيابه عن أبيه سببين في تربية خبير اقتصادي يحل مشاكل الكون الاقتصادية عند حدوثها.
وحذر فضيلته من الافتاء بغير علم، أو الكلام في كل شيء، مؤكدا أن التوقف عن الحديث فيما لا يعلمه المرء أفضل بكثير من التدخل فيما لا يعنيه أو القول بغير علم .
رقي الإسلام الحضاري:
وأوضح أن نظرة الإسلام إلى قضية الرقي الحضاري، مشيرا إلى ان الاسلام يبدأ قضية الرقي الحضاري بحقوق الانسان حتى قبل أن يولد، حيث أعطى الانسان الحق في أن يختار له أبوه أما صالحة قبل الزواج, ثم حق الجنين في الغذاء والراحة النفسيّة، مشددا على أنه لا توجد حضارة على وجه الأرض تهتم بالانسان قبل أن يولد سوى الاسلام، أما بعد الولادة فقد أعطى الاسلام المرأة حق الإفطار في الصوم في حالة الحمل، وذلك لحق الجنين في الغذاء والماء، وأشار إلى حقوق الطفل في المداعبة والمصاحبة، تنفيذا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، لاعبوهم سبعا وعلموهم سبعا وصاحبوهم سبعا، ثم اترك لهم الحبل على الغالب، وذكر أن المرأة في الإسلام هي المرأة الوحيدة التي لديها ذمة مالية مستقلة، كما أن الإسلام أعطاها حق اختيار الزوج وكذلك حق الخلع.
حقوق الأقليات:
ولفت فضيلة الدكتور عبدالكافي إلى حقوق الأقليات في الإسلام، مدللا على ذلك بحقوق العمالة والضعفاء في الإسلام، مستشهدا على ذلك بموقف سيدنا عمر بن الخطاب من اليهودي المسن, الذي أمر له سيدنا عمر بأموال من بيت مال المسلمين، مستعرضا ماقام به أيضا أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان عندما أراد أن يوسّع المسجد الأموي، حيث كان توجد بجوار المسجد أرضا عليها كنيسة للنصاري، فطلب منه أن يمنحوه الأرض بمال فرفضوا، فعرض عليهم أن يبني لهم كنيسة في أفضل مكان يختارونه، فوافقوا، وكان عبدالملك بن مروان يستطيع أن يأخذ تلك الأرض قصرا، لكنه لم يفعل.
وشدد فضيلته على أن الحضارة التي تدمر البشرية ليست بحضارة وليس في ذلك رقيا، مستعرضا رقي الإسلام في التعامل مع الخادم والأجير وحق الطريق، مؤكدا أن ما قدمه المسلمون من حضارة هو شيء كبير لم يقدمه أحد، مشيرا إلى أن الرقي الحضاري في الإسلام هو رقي المنهج.
الأمر بالمعروف واتلنهي عن المنكر:
واستعرض فضيلة الشيخ عمر قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدا أن كثيرا من المسلمين قساة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث نجد من ينظر للعصاة بفظاظة وغلظة، مذكرا بشروط وأصول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدا أن رحمة الناس والإشفاق عليهم أجدى بكثير في وصول الرسالة وتحقيق الهدف وهو التزام العباد بالطاعة والبعد عن المعصية، لافتا إلى أن الارتقاء لا يكون بالمظهر ولكن بالجوهر والقلب، داعيا المسلمين لاستشعار عظمة هذا الدين، مشددا على أنه لاحضارة إلا بالعودة إلى الله وحسن الصلة بخالق السموات والأرض.
ديننا دين توكل لا تواكل:
وأشار إلى أن الاسلام دين التوكل لا التواكل، حيث اهتم الاسلام بالتخطيط ولكن مع التسليم التام بارادة الله، مؤكدا أن الاثنين لا يتعارضان، مدللا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم خطط ونفذ وكانت تلك طبيعته في كل حياته، ويتجلى ذلك في قصة الهجرة إلى المدينة المنورة. فلم ينم الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الليلة على فراشه، وإنما طلب من علي رضي الله عنه أن ينام مكانه، وأمره إذا أصبح أن يرد الودائع التي كان أودعها كفار قريش عنده إلى أصحابها، غادر الرسول صلى الله عليه وسلم بيته دون أن يشاهده الموكلون بقتله، وذهب إلى بيت أبي بكر، وكان قد هيأ من قبل راحلتين له وللرسول صلى الله عليه وسلم، فعزما على الخروج، وإستأجر أبو بكر عبد الله بن أريقط الدِّيلي، وكان مشركا، ليدلهما على طريق المدينة، على أن يتجنب الطريق المعروفة إلى طريق أخرى لا يهتدي إليها كفار قريش.[/b]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى