منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي
منتدي رياض الصالحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

1 الافتراضي طفل بمليار عربي

اذهب الى الأسفل

1 الافتراضي طفل بمليار عربي Empty 1 الافتراضي طفل بمليار عربي

مُساهمة  كمال العطار الأحد يوليو 03, 2011 1:53 am

موضوع شيق له من المعاني الكثير الكثير
**

طفل بمليار عربي
بينما شيطان ثقيف الحجاج بن يوسف الثقفي جالساً في منظرة

له و عنده وجوه أهل العراق أُتي بصبي يبلغ عمره بضع عشرة

سنة و له ذؤابتان مرخيتان قد بلغتا خصره ، فلما أُدخل عليه لم

يعبأ (يهتم ) بالحجاج و لم يكترث به ، و إنما صار ينظر إلى بناء

المنظرة و ما فيها من العجائب و يلتفت يميناً و شمالاً ثم اندفع

يقول " أتبنون بكل ريعٍ آية تعبثون * و تتخذون مصانع لعلكم

تخلدون"(الشعراء 128-129).

و كان الحجاج متكئاً فاستوى في مقعده .

و قال : يا غلام ، إني أرى لك عقلاً و ذهناً ، أحفظت القرآن ؟

قال : أو خفت عليه من الضياع حتى أحفظه ، و قد حفظه الله تعالى؟

قال : أفجمعت القرآن ؟

قال : أو كان مفرقاً حتى أجمعه ؟

قال : أو أحكمت القرآن ؟

قال : أوليس الله أنزله محكماً ؟

قال : أفاستظهرت القرآن ؟

قال : معاذ الله أن أجعله وراء ظهري .

فقال الحجاج و قد ثار غضباً : ويلك قاتلك الله ... ماذا أقول ؟

قال الغلام : الويل لك و لقومك ، قل أوعيت القرآن في صدرك ؟

فقال الحجاج فاقرأ شيئاً .

فاستفتح الغلام : أعود بالله من الشيطان الرجيم ، بسم اله

الرحمن الرحيم ، "إذا جاء نصر الله و الفتح * و رأيت الناس

(يخرجون من دين الله) أفواجا ".

فقال الحجاج : ويحك إنهم " يدخلون " .

فرد عليه الغلام قائلاً : كانوا يدخلون ، أما اليوم فصاروا يخرجون .

فقال الحجاج : و لمَ ؟

فقال الغلام : نعم شيطان ثقيف الحجاج .

قال الحجاج : ويلك من رباك ؟

قال الغلام : الذي زرعك .

قال الحجاج : فمن أمك ؟

قال الغلام : التي ولدتني .

قال الحجاج : فأين ولدت ؟

قال الغلام : في بعض الفلوات .

قال الحجاج : فأين نشأت ؟

قال الغلام في بعض البراري .

قال الحجاج : أمجنون أنت فأعالجك ؟

قال الغلام : لو كنت مجنوناً لما وصلت إليك و وقفت بين يديك

كأنني ممن يرجو فضلك أو يخاف عقابك .

قال الحجاج : فما تقول في أمير المؤمنين ؟

قال الغلام : رحم الله أبا الحسن رضي الله عنه و أسكنه جنات خلده .

قال الحجاج : ليس هذا عنيت ، إنما أعني عبد الملك بن مروان .

قال الغلام : على الفاسق الفاجر لعنة الله .

فقال الحجاج : ويحك بمَ استحق اللعنة أمير المؤمنين ؟

قال الغلام : أخطأ خطيئة ملأت ما بين السماوات و الأرض .

قال الحجاج : ما هي ؟

قال الغلام : استعماله إياك على رعيته ، تستبيح أموالهم ، و تستحل دماءهم .

فالتفت الحجاج إلى جلسائه و قال : ما تشيرون في هذا الغلام ؟

قالوا : اسفك دمه فقد خلع الطاعة و فارق الجماعة .

فقال الغلام : يا حجاج ، جلساء أخيك فرعون خير من جلسائك ،

حيث قالوا لفرعون عن موسى عليه السلام و أخيه " أرْجِهْ و

أخاهُ " (الأعراف :111) و هؤلاء يأمرون بقتلي إذن و الله تقوم

عليك الحجة بين يدي الله ملك الجبارين و مذل المستكبرين .

فقال له الحجاج : هذِّب ألفاظك و قصر لسانك ، فإني أخاف عليك

بادرة الأمر ، و قد أمرت لك بأربعة آلاف درهم .

فقال الغلام لا حاجة لي بها .. بيَّضَ الله وجهك و أعلى كعبك .

فالتفت الحجاج إلى جلسائه و قال : هل علمتم ما أراد بقوله : بيض الله وجهك و أعلى كعبك ؟
قالوا : الأمير أعلم .

قال : أراد بقوله بيَّضَ الله وجهك العمى و البرص ، و بقوله : أعلى كعبك التعليق و الصلب.

ثم التفت إلى الغلام و قال له : ما تقول فيما قلت . قال الغلام : قاتلك الله ما أفهمك !

فاستشاط الحجاج غضباَ و أمر بضرب عنقه ، و كان الرقَّاشيُ حاضراً فقال : أصلح الله الأمير ، هبه لي .

قال : هو لك ، لا بارك الله لك فيه .

فقال الغلام : و الله لا أرى أيكما أحمق من صاحبه ، الواهب أجلاً قد حضر ، أم المستوهب أجلاً لم يحضر ؟

فقال الرقَّاشيُ : استنقذتك من القتل و تكافئني بهذا الكلام ؟

فقال الغلام : هنيئاً لي الشهادة إن أدركتني السعادة ، و الله إن

القتل في سبيل الله أحب إلي من إن أرجع إلى أهلي صُفْر اليدين .

فأمر له الحجاج بجائزة و قال : يا غلام قد أمرنا لك بمائة ألف

درهم ، و عفونا عنك لحداثة سنك ، و صفاء ذهنك ، و حسن

توكلك على الله ، و إياك و الجرأة على أرباب الأمر فتقع مع من لا يعفو عنك .

فقال الغلام : العفو بيد الله لا بيدك ، و الشكر له لا لك و لا جمع

الله بيني و بينك ، ثم همَّ بالخروج فابتدره الغلمان .

فقال الحجاج : دعوه فوالله ما رأيت أشجع منه قلباً ، و لا أفصح

منه لساناً ، و لعمري ما رأيت مثله قط ، و عسى هو لا يجد مثلي

، فإن عاش هذا الغلام ليكونن أعجوبة عصره.(1)

كمال العطار
كمال العطار
مدير المنتدي
مدير المنتدي

عدد المساهمات : 5682
تاريخ التسجيل : 11/05/2011

https://reydalsalhen.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى