منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي
منتدي رياض الصالحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة المدثر ايه 53 الى اخر السورة الشيخ سيد قطب

اذهب الى الأسفل

تفسير سورة المدثر ايه 53 الى اخر السورة الشيخ سيد قطب Empty تفسير سورة المدثر ايه 53 الى اخر السورة الشيخ سيد قطب

مُساهمة  كمال العطار الخميس يونيو 14, 2012 11:03 pm

من الاية 53 الى الاية 55

كَلَّا بَل لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَن شَاء ذَكَرَهُ (55)

المنزلة , وأن يؤتى صحفا تنشر على الناس وتعلن . . ولا بد أن الإشارة هنا كانت بصدد الكبراء الذين شق عليهم أن يتخطاهم الوحي إلى محمد بن عبد الله , فقالوا: (لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ?). . ولقد علم الله أين يضع رسالته واختار لها ذلك الإنسان الكريم الكبير العظيم . فكان الحنق الذي يغلي في الصدور , والذي يكشف عنه القرآن , وهو يعلل ذلك الشماس والنفار !

ثم يستمر في رسم صورة النفوس من داخلها , فيضرب عما ذكره من ذلك الطمع والحسد , ويذكر سببا آخر للإعراض والجحود . وهو يردع في نفوسهم ذلك الطمع الذي لا يستند إلى سبب من صلاح ولا من استعداد لتلقي وحي الله وفضله:

(كلا ! بل لا يخافون الآخرة). .

وعدم خوفهم من الآخرة هو الذي ينأى بهم عن التذكرة , وينفرهم من الدعوة هذه النفرة . ولو استشعرت قلوبهم حقيقة الآخرة لكان لهم شأن غير هذا الشأن المريب !

ثم يردعهم مرة أخرى , وهو يلقي إليهم بالكلمة الآخيرة , ويدعهم لما يختارون لأنفسهم من طريق ومصير:

(كلا ! إنه تذكرة . فمن شاء ذكره). .

إنه , هذا القرآن الذي يعرضون عن سماعه , وينفرون كالحمر , وهم يضمرون في أنفسهم الحسد لمحمد , والاستهتار بالآخرة . . إنه تذكرة تنبه وتذكر . فمن شاء فليذكر . ومن لم يشأ فهو وشأنه , وهو ومصيره , وهو وما يختار من جنة وكرامة , أو من سقر ومهانة . .

الدرس التاسع:56 الهداية بيد الله يهبها لمن يريدها

وبعد أن يثبت مشيئتهم في اختيار الطريق يعقب بطلاقة المشيئة الإلهية , وعودة الأمور إليها في النهاية . وهي الحقيقة التي يحرص القرآن على تقريرها في كل مناسبة لتصحيح التصور الإيماني من ناحية طلاقة المشيئة الإلهية وشمولها الكامل الأخير , وراء جميع الأحداث والأمور:

(وما يذكرون إلا أن يشاء الله , هو أهل التقوى وأهل المغفرة). .

فكل ما يقع في هذا الوجود , مشدود إلى المشيئة الكبرى , يمضي في اتجاهها وفي داخل مجالها . فلا يقع أن يشاء أحد من خلقه ما يتعارض مع مشيئته , ومشيئته تسيطر على أقدار الوجود كله , وهي التي أنشأته وأنشأت نواميسه وسننه , فهو يمضي بكل ما فيه وكل من فيه في إطار من تلك المشيئة المطلقة من كل إطار ومن كل حد ومن كل قيد .

والذكر توفيق من الله ييسره لمن يعلم من حقيقة نفسه أنه يستحق التوفيق . والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء . فإذا علم من العبد صدق النية وجهه إلى الطاعات .

والعبد لا يعرف ماذا يشاء الله به . فهذا من الغيب المحجوب عنه . ولكنه يعرف ماذا يريد الله منه , فهذا مما بينه له . فإذا صدقت نيته في النهوض بما كلف أعانه الله ووجهه وفق مشيئته الطليقة .

والذي يريد القرآن أن يطبعه في حس المسلم هو طلاقة هذه المشيئة , وإحاطتها بكل مشيئة , حتى يكون التوجه إليها من العبد خالصا , والاستسلام لها ممحضا . . فهذه هي حقيقة الإسلام القلبية التي لا يستقر في قلب بدونها . وإذا استقرت فيه كيفته تكييفا خاصا من داخله , وأنشأت فيه تصورا خاصا يحتكم إليه في كل أحداث الحياة . . وهذا هو المقصود ابتداء من تقرير طلاقة المشيئة الإلهية وشمولها عقب الحديث عن كل وعد

من الاية 56 الى آخر السورة

وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)

بجنة أو نار , وبهدى أو ضلال .

فأما أخذ هذا الإطلاق , والانحراف به إلى جدل حول الجبر والاختيار , فهو اقتطاع لجانب من تصور كلي وحقيقة مطلقة , والتحيز بها في درب ضيق مغلق لا ينتهي إلى قول مريح . لأنها لم تجيء في السياق القرآني لمثل هذا التحيز في الدرب الضيق المغلق !

(وما يذكرون إلا أن يشاء الله). . فهم لا يصادمون بمشيئتهم مشيئة الله , ولا يتحركون في اتجاه , إلا بإرادة من الله , تقدرهم على الحركة والاتجاه .

والله (هو أهل التقوى). . يستحقها من عباده . فهم مطالبون بها . .

(وأهل المغفرة). . يتفضل بها على عباده وفق مشيئته .

والتقوى تستأهل المغفرة , والله - سبحانه - أهل لهما جميعا .

بهذه التسبيحة الخاشعة تختم السورة , وفي النفس منها تطلع إلى وجه الله الكريم , أن يشاء بالتوفيق إلى الذكر , والتوجيه إلى التقوى , والتفضل بالمغفرة .

(هو أهل التقوى وأهل المغفرة). .

كمال العطار
كمال العطار
مدير المنتدي
مدير المنتدي

عدد المساهمات : 5682
تاريخ التسجيل : 11/05/2011

https://reydalsalhen.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى