منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي
منتدي رياض الصالحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سوره الشعراء من الاية 105 الى 180 الشيخ سيد قطب

اذهب الى الأسفل

تفسير سوره الشعراء من الاية 105 الى 180 الشيخ سيد قطب Empty تفسير سوره الشعراء من الاية 105 الى 180 الشيخ سيد قطب

مُساهمة  كمال العطار الثلاثاء مايو 29, 2012 5:43 am

من الاية 105 الى الاية 111

كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)

مقدمة الوحدة

كما رجع السياق القهقرى في التاريخ من قصة موسى إلى قصة إبراهيم , كذلك يرجع القهقرى من قصة إبراهيم إلى قصة نوح . إن الخط التاريخي ليس هو المقصود هنا , بل المقصود هو العبرة من نهاية الشرك والتكذيب

وقصة نوح , كقصة موسى وقصة إبراهيم , تعرض في سور شتى من القرآن . وقد عرضت من قبل في سورة "الأعراف" في الخط التاريخي للرسل والرسالات بعد هبوط آدم من الجنة عرضا مختصرا , يتلخص في دعوته قومه إلى التوحيد , وإنذارهم عذاب يوم عظيم , واتهام قومه له بالضلال , وعجبهم من أن يبعث الله إليهم رجلا منهم , وتكذيبهم له . ومن ثم إغراقهم ونجاته هو ومن معه بدون تفصيل .

وعرضت في سورة يونس باختصار كذلك في نهاية رسالته , إذ تحدى قومه فكذبوه . . ثم كانت نجاته ومن معه في الفلك , وإغراق الآخرين .

وعرضت في سورة "هود" بتفصيل في قصة الطوفان والفلك وما بعد الطوفان كذلك من دعائه لربه في أمر ابنه الذي أغرق مع المغرقين . وما كان بينه وبين قومه قبل ذلك من جدال حول عقيدة التوحيد .

وعرضت في سورة "المؤمنون" فذكر منها دعوته لقومه إلى عبادة الله الواحد , واعتراضهم عليه بأنه بشر منهم يريد أن يتفضل عليهم ; ولو شاء الله لأنزل ملائكة , واتهامه بالجنون . ثم توجهه إلى ربه يطلب نصرته . وإشارة سريعة إلى الفلك والطوفان .

وهي تعرض في الغالب في سلسلة مع قصص عاد وثمود وقوم لوط وأهل مدين - وكذلك في هذه السورة - وأظهر ما في الحلقة المعروضة هنا دعوته لقومه إلى تقوى الله , وإعلانه أنه لا يطلب منهم أجرا على الهدى , وإباؤه أن يطرد المؤمنين الفقراء الذين يستنكف منهم الكبراء - وهذا ما كان يواجهه رسول الله [ ص ] في مكة سواء بسواء - ثم دعاؤه لربه أن يفتح بينه وبين قومه . واستجابة الله له بإغراق المكذبين وتنجية المؤمنين .

(كذبت قوم نوح المرسلين). .

تلك هي النهاية . نهاية القصة . يبدأ بها لإبرازها منذ البداية . ثم يأخذ في التفصيل .

وقوم نوح لم يكذبوا إلا نوحا . ولكنه يذكر أنهم كذبوا المرسلين . فالرسالة في أصلها واحدة , وهي دعوة إلى توحيد الله , وإخلاص العبودية له . فمن كذب بها فقد كذب بالمرسلين أجمعين , فهذه دعوتهم أجمعين . والقرآن يؤكد هذا المعنى ويقرره في مواضع كثيرة , بصيغ متعددة , لأنه كلية من كليات العقيدة الإسلامية , تحتضن بها الدعوات جميعا ; وتقسم بها البشرية كلها إلى صفين:صف المؤمنين وصف الكافرين , على مدار الرسالات ومدار القرون . وينظر المسلم فإذا الأمة المؤمنة لكل دين وكل عقيدة من عند الله هي أمته , منذ فجر التاريخ إلى مشرق الإسلام دين التوحيد الأخير . وإذا الصف الآخر هم الكفار في كل ملة وفي كل دين . وإذا المؤمن يؤمن بالرسل جميعا , ويحترم الرسل جميعا , لأنهم جميعهم حملة رسالة واحدة هي رسالة التوحيد .

إن البشرية لا تنقسم في تقدير المسلم إلى أجناس وألوان وأوطان . إنما تنقسم إلى أهل الحق وأهل الباطل . وهو مع أهل الحق ضد أهل الباطل . في كل زمان وفي كل مكان . وهكذا يتوحد الميزان في يد المسلم على مدار التاريخ كله ; وترتفع القيم في شعوره عن عصبية الجنس واللون واللغة والوطن , والقرابات الحاضرة أو الموغلة في بطن التاريخ . ترتفع فتصبح قيمة واحدة . هي قيمة الإيمان يحاسب بها الجميع , ويقوم بها الجميع .

(كذبت قوم نوح المرسلين . إذ قال لهم أخوهم نوح:ألا تتقون ? إني لكم رسول أمين . فاتقوا الله وأطيعون . وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين . فاتقوا الله وأطيعون).

هذه هي دعوة نوح التي كذبه فيها قومه - وهو أخوهم - وكان الأليق بالأخوة أن تقود إلى المسالمة والاطمئنان والإيمان والتصديق . ولكن قومه لم يأبهوا لهذه الصلة , ولم تلن قلوبهم لدعوة أخيهم نوح إذ قال لهم: (ألا تتقون ?)وتخافون عاقبة ما أنتم فيه ? وتستشعر قلوبكم خوف الله وخشيته ?

وهذا التوجيه إلى التقوى مطرد في هذه السورة . فهكذا قال الله عن فرعون وقومه لموسى وهو يكلفه التوجه إليهم . وهكذا قال نوح لقومه . وهكذا قال كل رسول لقومه من بعد نوح:

(إني لكم رسول أمين). . لا يخون ولا يخدع ولا يغش , ولا يزيد شيئا أو ينقص شيئا مما كلفه من التبليغ .

(فاتقوا الله وأطيعون). . وهكذا يعود إلى تذكيرهم بتقوى الله , ويحددها في هذه المرة , وينسبها إلى الله تعالى , ويستجيش بها قلوبهم إلى الطاعة والتسليم .

ثم يطمئنهم من ناحية الدنيا وأعراضها , فما له فيها من أرب بدعوتهم إلى الله , وما يطلب منهم أجرا جزاء هدايتهم إليه , فهو يطلب أجره من رب الناس الذي كلفه دعوة الناس . وهذا التنبيه على عدم طلب الأجر يبدو أنه كان دائما ضروريا للدعوة الصحيحة , تمييزا لها مما عهده الناس في الكهان ورجال الأديان من استغلال الدين لسلب أموال العباد . وقد كان الكهنة ورجال الدين المنحرفون دائما مصدر ابتزاز للأموال بشتى الأساليب . فأما دعوة الله الحقة فكان دعاتها دائما متجردين , لا يطلبون أجرا على الهدى . فأجرهم على رب العالمين .

وهنا يكرر عليهم طلب التقوى والطاعة , بعد اطمئنانهم من ناحية الأجر والاستغلال: (فاتقوا الله وأطيعون). . ولكن القوم يطلعون عليه باعتراض عجيب . وهو اعتراض مكرور في البشرية مع كل رسول:

(قالوا:أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ?). .

وهم يعنون بالأرذلين الفقراء . وهم السابقون إلى الرسل والرسالات , وإلى الإيمان والاستسلام . لا يصدهم عن الهدى كبرياء فارغة , ولا خوف على مصلحة أو وضع أو مكانة . ومن ثم فهم الملبون السابقون . فأما الملأ من الكبراء فتقعد بهم كبرياؤهم , وتقعد بهم مصالحهم , القائمة على الأوضاع المزيفة , المستمدة من الأوهام

من الاية 112 الى الاية 122

قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (115) قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)

والأساطير , التي تلبس ثوب الدين . ثم هم في النهاية يأنفون أن يسويهم التوحيد الخالص بالجماهير من الناس , حيث تسقط القيم الزائفة كلها , وترتفع قيمة واحدة . قيمة الإيمان والعمل الصالح . قيمة واحدة ترفع قوما وتخفض آخرين . بميزان واحد هو ميزان العقيدة والسلوك القويم .

ومن ثم يجيبهم نوح الجواب الذي يقرر القيم الثابتة ; ويحدد اختصاص الرسول , ويدع أمر الناس وحسابهم لله على ما يعملون .

(قال:وما علمي بما كانوا يعملون ? إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون . وما أنا بطارد المؤمنين . إن أنا إلا نذير مبين).

والكبراء يقولون دائما عن الفقراء:إن عاداتهم وأخلاقهم لا ترضي العلية , ولا تطاق في أوساط الطبقة الراقية ذات الحس المرهف والذوق اللطيف ! فنوح يقول لهم:إنه لا يطلب إلى الناس شيئا سوى الإيمان . وقد آمنوا . فأما عملهم قبله فموكول إلى الله , وهو الذي يزنه ويقدره . ويجزيهم على الحسنات والسيئات . وتقدير الله هو الصحيح (لو تشعرون)بالقيم الحقة التي ترجح في ميزان الله . وما وظيفتي إلا الإنذار والإفصاحSadإن أنا إلا نذير مبين).

فلما أن واجههم نوح - عليه السلام - بحجته الواضحة ومنطقه المستقيم ; وعجزوا عن المضي في الجدل بالحجة والبرهان , لجأوا إلى ما يلجأ إليه الطغيان كلما أعوزته الحجة , وخذله البرهان . لجأوا إلى التهديد بالقوة المادية الغليظة التي يعتمد عليها الطغاة في كل زمان ومكان , عندما تعوزهم الحجة , ويعجزهم البرهان:

(قالوا:لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين).

وأسفر الطغيان عن وجهه الكالح , وكشف الضلال عن وسيلته الغليظة , وعرف نوح أن القلوب الجاسية لن تلين

هنا توجه نوح إلى الولي الوحيد , والناصر الفريد , الذي لا ملجأ سواه للمؤمنين:

(قال:رب إن قومي كذبون . فافتح بيني وبينهم فتحا , ونجني ومن معي من المؤمنين).

وربه يعلم أن قومه كذبوه . ولكنه البث والشكوى إلى الناصر المعين , وطلب النصفة , ورد الأمر إلى صاحب الأمر: (فافتح بيني وبينهم فتحا)يضع الحد الأخير للبغي والتكذيب: (ونجني ومن معي من المؤمنين). .

واستجاب الله لنبيه الذي يتهدده الطغيان بالرجم , لأنه يدعو الناس إلى تقوى الله , وطاعة رسوله , لا يطلب على ذلك أجرا , ولا يبتغي جاها ولا مالا:

(فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون . ثم أغرقنا بعد الباقين). .

هكذا في إجمال سريع . يصور النهاية الأخيرة للمعركة بين الإيمان والطغيان في فجر البشرية . ويقرر مصير كل معركة تالية في تاريخ البشرية الطويل .

ثم يجيء التعقيب المكرور في السورة عقب كل آية من آيات الله العزيز الرحيم:

(إن في ذلك لآية . وما كان أكثرهم مؤمنين . وإن ربك لهو العزيز الرحيم). .

من الاية 123 الى الاية 129

كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)

الوحدة الخامسة:123 - 140 الموضوع:قصة عاد مع هود عليه السلام

وقوم هود كانوا يسكنون الأحقاف , وهي جبال رملية قرب حضرموت من ناحية اليمن . وقد جاءوا بعد قوم نوح , وكانوا ممن زاغت قلوبهم بعد فترة من الطوفان الذي طهر وجه الأرض من العصاة .

وقد وردت هذه القصة في الأعراف مفصلة وفي هود كما وردت في سورة "المؤمنون" بدون ذكر اسم هود وعاد . وهي تعرض هنا مختصرة بين طرفيها:طرف دعوة هود لقومه , وطرف العاقبة التي انتهى إليها المكذبون منهم . وتبدأ كما بدأت قصة قوم نوح:

(كذبت عاد المرسلين . إذ قال لهم أخوهم هود:ألا تتقون ? إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون . وما أسألكم عليه من أجر , إن أجري إلا على رب العالمين). .

فهي الكلمة الواحدة يقولها كل رسول:دعوة إلى تقوى الله وطاعة رسوله . وإعلان للزهد فيما لدى القوم من عرض الحياة , وترفع عن قيم الأرض الزائلة , وتطلع إلى ما عند الله من أجر كريم .

ثم يزيد ما هو خاص بحال القوم وتصرفاتهم , فينكر عليهم الترف في البنيان لمجرد التباهي بالمقدرة , والإعلان عن الثراء , والتكاثر والاستطالة في البناء ; كما ينكر غرورهم بما يقدرون عليه من أمر هذه الدنيا , وما يسخرونه فيها من القوى , وغفلتهم عن تقوى الله ورقابته:

أتبنون بكل ريع آية تعبثون , وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ? :

والريع المرتفع من الأرض . والظاهر أنهم كانوا يبنون فوق المرتفعات بنيانا يبدو للناظر من بعد كأنه علامة . وأن القصد من ذلك كان هو التفاخر والتطاول بالمقدرة والمهارة . ومن ثم سماه عبثا . ولو كان لهداية المارة , ومعرفة الإتجاه ما قال لهم:"تعبثون" . . فهو توجيه إلى أن ينفق الجهد , وتنفق البراعة , وينفق المال فيما هو ضروري ونافع , لا في الترف والزينة ومجرد إظهار البراعة والمهارة .

ويبدو كذلك من قولهSadوتتخذون مصانع لعلكم تخلدون)أن عادا كانت قد بلغت من الحضارة الصناعية مبلغا يذكر ; حتى لتتخذ المصانع لنحت الجبال وبناء القصور , وتشييد العلامات على المرتفعات ; وحتى ليجول

من الاية 130 الى الاية 145

وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140) كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145)

في خاطر القوم أن هذه المصانع وما ينشؤونه بوساطتها من البنيان كافية لحمايتهم من الموت , ووقايتهم من مؤثرات الجو ومن غارات الأعداء .

ويمضي هود في استنكار ما عليه قومه:

(وإذا بطشتم بطشتم جبارين). .

فهم عتاة غلاظ , يتجبرون حين يبطشون ; ولا يتحرجون من القسوة في البطش . شأن المتجبرين المعتزين بالقوة المادية التي يملكون .

وهنا يردهم إلى تقوى الله وطاعة رسوله , لينهنه من هذه الغلظة الباطشة المتجبرة:

(فاتقوا الله وأطيعون).

ويذكرهم نعمة الله عليهم بما يستمتعون به ويتطاولون ويتجبرون . وكان الأجدر بهم أن يتذكروا فيشكروا , ويخشوا أن يسلبهم ما أعطاهم , وأن يعاقبهم على ما أسرفوا في العبث والبطش والبطر الذميم !

(واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون . أمدكم بأنعام وبنين . وجنات وعيون . إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم). .

وهكذا يذكرهم بالمنعم والنعمة على وجه الإجمال أولا: (أمدكم بما تعلمون). وهو حاضر بين أيديهم , يعلمونه ويعرفونه ويعيشون فيه , ثم يفصل بعض التفصيلSadأمدكم بأنعام وبنين , وجنات وعيون)وهي النعم المعهودة في ذلك العهد ; وهي نعمة في كل عهد . . ثم يخوفهم عذاب يوم عظيم . في صورة الإشفاق عليهم من ذلك العذاب . فهو أخوهم , وهو واحد منهم , وهو حريص ألا يحل بهم عذاب ذلك اليوم الذي لا شك فيه .

ولكن هذه التذكرة وهذا التخويف , لا يصلان إلى تلك القلوب الجاسية الفظة الغليظة . فإذا الإصرار والعناد والاستهتار .

(قالوا:سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين). .

فما يعنينا أن تعظ أو ألا تكون أصلا من الواعظين ! وهو تعبير فيه استهانة واستهتار وجفوة . يتبعه ما يشي بالجمود والتحجر والاعتماد على التقليد !

(إن هذا إلا خلق الأولين . . وما نحن بمعذبين). .

فحجتهم فيما هم عليه , وفيما يستنكره عليهم هود , أنه خلق الأولين ونهجهم . وهم يسيرون على نهج الأولين ! ثم إنهم لينفون احتمال العذاب على خلق الأولين !(وما نحن بمعذبين)!

ولا يستطرد السياق هنا في تفصيل ما ثار بينهم وبين رسولهم من جدل ; فيمضي قدما إلى النهاية:

(فكذبوه فأهلكناهم). .

وفي كلمتين اثنتين ينتهي الأمر ; ويطوى قوم عاد الجبارون ; وتطوى مصانعهم التي يتخذون ; ويطوى ما كانوا فيه من نعيم , من أنعام وبنين وجنات وعيون !

وكم من أمة بعد عاد ظلت تفكر على هذا النحو , وتغتر هذا الغرور , وتبعد عن الله كلما تقدمت في الحضارة , وتحسب أن الإنسان قد أصبح في غنية عن الله ! وهي تنتج من أسباب الدمار لغيرها , والوقاية لنفسها , ما تحسبه واقيا لها من أعدائها . . ثم تصبح وتمسي فإذا العذاب يصب عليها من فوقها ومن تحتها . عن أي طريق .

(إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين . وإن ربك لهو العزيز الرحيم). .

من الاية 146 الى الاية 159

أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)

الوحدة السادسة:141 - 159 الموضوع:قصة ثمود مع صالح عليه السلام

إنها ذات الدعوة بألفاظها يدعوها كل رسول . ويوحد القرآن عن قصد حكاية العبارة التي يلقيها كل رسول على قومه للدلالة على وحدة الرسالة جوهرا ومنهجا , في أصلها الواحد الذي تقوم عليه , وهو الإيمان بالله وتقواه , وطاعة الرسول الآتي من عند الله .

ثم يزيد ما هو من شأن ثمود خاصة , وما تقتضيه طبيعة الموقف وطبيعة الظروف . إذ يذكرهم أخوهم صالح بما هم فيه من نعمة - [ وقد كانوا يسكنون بالحجر بين الشام والحجاز , وقد مر النبي [ ص ] بدورهم المدمرة مع صحابته في غزوة تبوك ] - ويخوفهم سلب هذه النعمة , كما يخوفهم ما بعد المتاع من حساب على ما كان من تصرفهم فيه:

أتتركون فيما ها هنا آمنين . في جنات وعيون . وزروع ونخل طلعها هضيم . وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ? .

وإنهم ليعيشون بين هذا المتاع الذي يصوره لهم أخوهم صالح . ولكنهم يعيشون في غفلة عنه لا يفكرون فيمن وهبهم إياه ; ولا يتدبرون منشأه ومأتاه , ولا يشكرون المنعم الذي أعطاهم هذ النعيم . فيأخذ رسولهم في تصوير هذا المتاع لهم ليتدبروه ويعرفوا قيمته , ويخافوا زواله .

وفيما قاله لهم لمسات توقظ القلوب الغافية , وتنبه فيها الحرص والخوفSadأتتركون في ما هاهنا آمنين ?)أتظنون أنكم متروكون لهذا الذي أنتم فيه من دعة ورخاء ومتعة ونعمة . . وسائر ما يتضمنه هذا الإجمال من تفخيم وتضخيم . . أتتركون في هذا كله آمنين لا يروعكم فوت , ولا يزعجكم سلب , ولا يفزعكم تغيير ?

أتتركون في هذا كله من جنات وعيون , وزروع متنوعات , ونخل جيدة الطلع , سهلة الهضم حتى كأن جناها مهضوم لا يحتاج إلى جهد في البطون ! وتتركون في البيوت تنحتونها في الصخور بمهارة وبراعة , وفي أناقة وفراهة ?

من الاية 160 الى الاية 164

كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164)

وبعد أن يلمس قلوبهم هذه اللمسات الموقظة يناديهم إلى التقوى , وإلى الطاعة , وإلى مخالفة الملأ الجائرين البعيدين عن الحق والقصد , الميالين إلى الفساد والشر .

(فاتقوا الله وأطيعون . ولا تطيعوا أمر المسرفين . الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون). .

ولكن هذه اللمسات وهذه النداءات لا تصل إلى تلك القلوب الجاسية الجافية , فلا تصغي لها ولا تلين:

(قالوا:إنما أنت من المسحرين . ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين). .

إنما أنت ممن سحرت عقولهم فهم يهرفون بما لا يعرفون ! كأنما الدعوة إلى الله لا يدعوها إلا مجنون !

(ما أنت إلا بشر مثلنا). . وتلك هي الشبهة التي ظلت تخايل للبشرية كلما جاءها رسول . فقد كان تصور البشرية القاصر للرسول عجيبا دائما ; وما كانت تدرك حكمة الله في أن يكون الرسول بشرا , وما كانت تدرك كذلك تكريم هذا الجنس البشري باختيار الرسل منه ليكونوا رواد البشرية المتصلين بمصدر الهدى والنور .

وكانت البشرية تتصور الرسول خلقا آخر غير البشر . أو هكذا ينبغي أن يكون ; ما دام يأتي إليها بخبر السماء , وخبر الغيب , وخبر العالم المحجوب عن البشر . . ذلك أنها ما كانت تدرك سر هذا الإنسان الذي كرمه الله به , وهو أنه موهوب القدرة على الاتصال بالملأ الأعلى وهو على هذه الأرض مقيم . يأكل وينام ويتزوج ويمشي في الأسواق . ويعالج ما يعالجه سائر البشر من المشاعر والنوازع , وهو متصل بذلك السر العظيم .

وكانت البشرية جيلا بعد جيل تطلب خارقة معجزة من الرسول تدل على أنه حقا مرسل من الله: فأت بآية إن كنت من الصادقين . . وهكذا طلبت ثمود تلك الخارقة , فاستجاب الله لعبده صالح , وأعطاه هذه الخارقة في صورة ناقة ; لا نخوض في وصفها كما خاض المفسرون القدامى , لأنه ليس لدينا سند صحيح نعتمد عليه في هذا الوصف . فنكتفي بأنها كانت خارقة كما طلبت ثمود .

(قال:هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم . ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم). .

لقد جاءهم بالناقة , على شرط أن يكون الماء الذي يستقون منه يوما للناقة ويوما لهم , لا يجورون عليها في يومها , ولا تجور عليهم في يومهم , ولا يختلط شرابها بشرابهم , كما لا يختلط يومها بيومهم . ولقد حذرهم أن ينالوها بسوء على الإطلاق , وإلا أخذهم عذاب يوم عظيم .

فماذا فعلت الآية الخارقة بالقوم المتعنتين ? إنها لم تسكب الإيمان في القلوب الجافة ; ولم تطلع النور في الأرواح المظلمة . على الرغم من قهرها لهم وتحديهم بها . وإنهم لم يحفظوا عهدهم , ولم يوفوا بشرطهم:

(فعقروها فأصبحوا نادمين).

والعقر:النحر . والذين عقروها منهم هم الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ولقد حذرهم منهم صالح وأنذرهم فلم يخشوا النذير . ومن ثم كتبت خطيئتها على الجميع , وكان الجميع مؤاخذين بهذا الإثم العظيم .

ولقد ندم القوم على الفعلة , ولكن بعد فوات الأوان وتصديق النذير:

(فأخذهم العذاب). . ولا يفصل نوعه هنا للمسارعة والتعجيل !

ثم يجيء التعقيب: إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين . وإن ربك لهو العزيز الرحيم . .

من الاية 165 الى الاية 167

أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)

الوحدة السابعة:160 - 175 الموضوع:قصة لوط عليه السلام مع قومه

تجيء قصة لوط هنا . ومكانها التاريخي كان مع قصة إبراهيم . ولكن السياق التاريخي ليس ملحوظا في هذه السورة - كما أسلفنا - إنما الملحوظ وحدة الرسالة والمنهج , وعاقبة التكذيب:من نجاة للمؤمنين وهلاك للمكذبين .

ويبدأ لوط مع قومه بما بدأ به نوح وهود وصالح . يستنكر استهتارهم ; ويستجيش في قلوبهم وجدان التقوى , ويدعوهم إلى الإيمان والطاعة , ويطمئنهم إلى أنه لن يفجعهم في شيء من أموالهم مقابل الهدى . ثم يواجههم باستنكار خطيئتهم الشاذة التي عرفوا بها في التاريخ:

(أتأتون الذكران من العالمين ? وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ? بل أنتم قوم عادون).

والخطيئة المنكرة التي عرف بها قوم لوط [ وقد كانوا يسكنون عدة قرى في وادي الأردن ] هي الشذوذ الجنسي بإتيان الذكور , وترك النساء . وهو انحراف في الفطرة شنيع . فقد برأ الله الذكر والأنثى ; وفطر كلا منهما على الميل إلى صاحبه لتحقيق حكمته ومشيئته في امتداد الحياة عن طريق النسل , الذي يتم باجتماع الذكر والأنثى . فكان هذا الميل طرفا من الناموس الكوني العام , الذي يجعل كل من في الكون وكل ما في الكون في حالة تناسق وتعاون على إنفاذ المشيئة المدبرة لهذا الوجود . فأما إتيان الذكور الذكور فلا يرمي إلى هدف , ولا يحقق غاية , ولا يتمشى مع فطرة هذا الكون وقانونه . وعجيب أن يجد فيه أحد لذة . واللذة التي يجدها الذكر والأنثى في التقائهما إن هي إلا وسيلة الفطرة لتحقيق المشيئة . فالانحراف عن ناموس الكون واضح في فعل قوم لوط . ومن ثم لم يكن بد أن يرجعوا عن هذا الانحراف أو أن يهلكوا , لخروجهم من ركب الحياة , ومن موكب الفطرة , ولتعريهم من حكمة وجودهم , وهي امتداد الحياة بهم عن طريق التزاوج والتوالد .

فلما دعاهم لوط إلى ترك هذا الشذوذ , واستنكر ما هم فيه من ترك ما خلق لهم ربهم من أزواجهم , والعدوان على الفطرة وتجاوز الحكمة المكنونة فيها . . تبين أنهم غير مستعدين للعودة إلى ركب الحياة , وإلى سنة الفطرة:

(قالوا:لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين).

وقد كان فيهم غريبا . وفد عليهم مع عمه إبراهيم حين اعتزل أباه وقومه , وترك وطنه وأرضه , وعبر الأردن
من الاية 168 الى الاية 180

قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175) كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)

مع إبراهيم والقلة التي آمنت معه . ثم عاش وحده مع هؤلاء القوم حتى أرسله الله إليهم , ليردهم عما هم فيه , فإذا بهم يهددونه بالإخراج من بينهم , إذا لم ينته عن دعوتهم إلى سواء الفطرة القويم !

عندئذ لم يبق إلا أن يعالنهم بكراهة ما هم عليه من شذوذ ; في تقزز واستبشاع:

(قال:إني لعملكم من القالين). .

والقلى:الكره البالغ . يقذف به لوط في وجوههم في اشمئزاز . ثم يتوجه إلى ربه بالدعاء أن ينجيه من هذا البلاء هو وأهله:

(رب نجني وأهلي مما يعملون). .

وهو لا يعمل عملهم ; ولكنه يحس بفطرته الصادقة أنه عمل مرد مهلك . و هو فيهم . فهو يتوجه إلى ربه أن ينجيه وأهله مما سيأخذ به قومه من التدمير .

واستجاب الله دعوة نبيه:

فنجيناه وأهله أجميعن . إلا عجوزا في الغابرين . .

هذه العجوز هي امرأته - كما يذكر في سور أخرى - وقد كانت عجوز سوء تقر القوم على فعلتهم المنكرة , وتعينهم عليها !

(ثم دمرنا الآخرين . وأمطرنا عليهم مطرا , فساء مطر المنذرين). .

قيل خسفت قراهم وغطاها الماء . ومنها قرية سدوم . ويظن أنها ثاوية تحت البحر الميت في الأردن .

وبعض علماء طبقات الأرض يؤكدون أن البحر الميت يغمر مدنا كانت آهلة بالسكان . وقد كشف بعض رجال الآثار بقايا حصن بجوار البحر , وبجواره المذبح الذي تقدم عليه القرابين .

وعلى أية حال فقد قص القرآن نبأ قرى لوط - على هذا النحو - وقوله الفصل في الموضوع .

ثم يعقب على مصرعهم بالتعقيب المكرور:

(إن في ذلك لآية:وما كان أكثرهم مؤمنين . وإن ربك لهو العزيز الرحيم). .

الوحدة التاسعة:176 - 191 الموضوع:لقطات من قصة موسى مع شعيب عليه السلام
كمال العطار
كمال العطار
مدير المنتدي
مدير المنتدي

عدد المساهمات : 5682
تاريخ التسجيل : 11/05/2011

https://reydalsalhen.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى