منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي
منتدي رياض الصالحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ذكرِ أعيان النساء المتقدِّمات في الشَّرَف، والفضْلِ، والعلم

اذهب الى الأسفل

ذكرِ أعيان النساء المتقدِّمات في الشَّرَف، والفضْلِ، والعلم Empty ذكرِ أعيان النساء المتقدِّمات في الشَّرَف، والفضْلِ، والعلم

مُساهمة  علاء العطار الجمعة أبريل 06, 2012 3:49 pm

اعلم أنه إذا ذُكر مَن له فضل من الجنس كان تحريضاً للعازم، وتوبيخاً للمتكاسل، وتعليماً للمسترشد، وأنا أذكر من أعيان النساء المتقدمات في الفضائل، فأبتدىء بذكر جماعة من القدماء، ثم من نختار ذكره من الصحابيات، ثم أذكر جماعة من الفاضلات بشرف أو علم، أو تعبّد، أو كرم، والله الموفق.

ذكر جماعة من القدماء
1 ـــ سارة زوج إبراهيم الخليل ـــ عليه السلام ـــ:
لما خلص إبراهيم عليه السلام من النار آمن به جماعة لما رأوا من تلك الآية، منهم: سارة وهي ابنة عمّه، فتزوجها، وعمّه اسمه هاران، وهو الذي بنى مدينة حران، وإليه تنسب.
وقال السدّي: كانت سارة بنت ملك، وقد طعنت على قومها في دينهم، فتزوجها إبراهيم على أن لا يغيّرها، وخرج بها من حران حتى قدم مصر، وبها فرعون من الفراعنة الأول، وكانت من أحسن الناس، فوصفت لفرعون فبعث فطلبها.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «دخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك، أو جبَّارٌ من الجبابرة فقيلَ: دخلَ إبراهيم الليلة بامرأةٍ من أحسن الناس، قال: فأرسل إليه الملك من هذه معك؟ قال: أختي، قال: أرسل بها، قال: فأرسل بها إليه، وقال لها: لا تُكَذِّبي حديثي، فإني قد أخبرته بأنك أختي، والله ليس على الأرض مؤمن غيري وغيرُك.
قال: فلما دخلت إليه، قام إليها، قال: فأقبلت تتوضَّأ وتُصلي، وتقول: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي، إلا على زوجي، فلا تُسلِّط عليَّ الكافر. قال: فغُطَّ حتى رَكَض برجله.

قال أبو الزناد، قال: أبو سلمة، عن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ أنها قالت: اللَّهم إنْ يَمُتْ يقل هي قَتَلَتْهُ، قال: فأُرسِلَ، ثم قامَ إليها فقامت، تتوضأ وتُصلي وتقول: اللهم إن كنت تعلم أني آمنتُ بك وبرسولك، وأحصنت فرجي، إلا على زوجي، فلا تُسَلِّطْ عليّ هذا الكافر، قال: فغُط حتى ركض الأرض برجله، فقال في الثالثة أو الرابعة: ما أرسلتم إليّ إلا شيطاناً، أرجعوها إلى إبراهيم، وأعطوها هاجر، فَرَجَعت إلى إبراهيم، فقالت لإبراهيم: أَشعَرتَ أَنَّ اللَّه ـــ عز وجل ـــ ردّ كيد الكافر، وأخْدَمَ وَليدةً».
قال المصنف ـــ رحمه الله ـــ: توفّيت سارة بالشام وهي بنت مائة وسبع وعشرين سنة.

2 ـــ آسية بنت مزاحم:
آمنت بموسى عليه السلام ـــ فعلم فرعون فعذبها، قال أبو هريرة ـــ رضي الله عنه: «ضرب فرعون أوتاداً في يديها ورجليها، فكانوا إذا تفرقوا عنها، أظلتها الملائكة، فقالت: {رَبّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ} (التحريم:

11)، فكشف الله لها عن بيتها في الجنة حتى رأته قبل موتها».
عن ابن عباس ـــ رضي الله عنهما ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «أفضلُ نساء أهل الجنة خديجةُ بنتُ خُويلدٍ، وفاطمةُ بنتُ محمد، ومريمُ بنتُ عِمْرانَ، وآسيةُ بنت مُزَاحمٍ».

3 ـــ ماشطة بنت فرعون:
عن ابن عباس ـــ رضي الله عنهما ـــ «أن رسول الله صلى الله عليه وسلّملما أُسِري به، مرت به رائحةٌ طيبةٌ، فقال: يا جبريل، ما هذه الرائحة؟ قال: (هذه رائحة) ماشطة ابنة فرعون وأولادها، كانت تمشطها، فوقع المشط من يدها، فقالت: بسم الله. فقالت ابنة فرعون: أبي؟، قالت: لا، بل ربي ورب أبيك. قالت: أُخبر بذلك أبي؟ قالت: نعم، فأخبرته، فدعا بها وبولدها.
فقالت: إن لي إليك حاجة، قال: وما هي؟، قالت: أن تجمع عظامي، وعظام ولدي، فتدفنها جميعاً.
قال: ذلك لك علينا من الحق، قال: فألقي ولدها واحداً واحداً حتى إذا كان آخر ولدها، وكان صبياً مرضعاً قال: اصبري يا أماه، إنك على الحق، ثم ألقيت مع ولدها».

4 ـــ مريم بنت عمران:
كانت أمها حنّة قد رأت طائراً يزق فرخة، فحنّت إلى ولد، فحملت مريم، فجعلت حملها محرراً للكنيسة، فلما وضعت مريم كفلها زكريا، فكان يرى عندها فواكه الصيف في الشتاء، وفواكه الشتاء في الصيف، فيقول: أنَّى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله، فلما بلغت خرجت تستعذب الماء من مغارة، فإذا جبريل ـــ عليه السلام ـــ فنفخ في جيبها نفخة، فحملت بعيسى عليه السلام.
قال ابن عباس: حين حملت وضعت صبيحة ثمانية أشهر، وقال الحسن: تسع ساعات، وعاشت بعد رفع عيسى ست سنين، وكان عمرها نيفاً وخمسين سنة.

5 ـــ زرقاء اليمامة:
وبها سمي بلدها باليمامة، وهي من بنات لقمان بن عاد، وكانت أبصر الخلق، وقصدهم جيش حسَّان بن تبّع، فبقي بينه وبينهم مسيرة ثلاثة أيام، فأبصرتهم، وقد حمل كل رجل منهم شجرة، فقالت: أقسم بالله، لقد أرى رجلاً ينهش كتفاً، أو يخصف نعلاً، فكذبوها، فلم يستعدوا حتى صبحهم حسان فاجتاحهم، فأخذها، فشق عينيها، فإذا فيها عروق من الإثمد، وبنظر هذه المرأة يضرب المثل.
وكانت قد نظرت إلى سرب من حمام طائر فيه ست وستون حمامة، وعندها حمامة واحدة، فقالت: ليت الحمام إلى حمامتنا، ونصفه قد به تم الحمام مائة.
فقال النابغة، يخاطب النعمان:
فَاحْكُمْ كَحُكْمِ فَتَاةِ الْحَيِّ إذ نظرتْ
إلى حَمَامٍ سراعٍ واردِ الثَّمدِ
قالت: ألا ليتما هذا الحمامَ، لنا
إلى حمامتِنا، أو نصفَه فَقَدِ
وأراد بقوله فاحكم: أي كنْ حكيماً.

ذكر من نختار ذكرها من الصحابيات
1 ـــ ذكر خديجة ـــ رضي الله عنها ـــ:
عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أوفى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّميقول: «بشر خديجة بنت خويلد ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب».
عن عبد الله بن جعفر قال: سمعت علياً ـــ عليه السلام ـــ يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلّمقال: «خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة».
وعن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلّملا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن عليها الثناء، فذكرها يوماً من الأيام، فأذكرتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزاً قد أخلف الله لك خيراً منها؟ قالت: فغضب حتى اهتزّ مقدم شعره من الغضب، ثم قال: «لا والله، وما أخلف الله لي خيراً منها، لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها، إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها، إذ حرمني أولاد النساء»، قالت: فقلت بيني وبين نفسي: لا أذكرها بسوء أبداً.

2 ـــ ذكر فاطمة عليها السلام:
قال علي ـــ عليه السلام ـــ: «لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل، ونضعه على الناضح بالنهار، وما لي ولها خادم غيرها، ولما زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّمبي بعث معها بخميلة، ووسادة أدم حشوها ليف، ورحائين، وسقاء، وجرتين، فجرّت بالرحى حتى أثرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمّت البيت حتى أغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها».

3 ـــ ذكر عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ:
عن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ أنها قالت: يا رسول الله ألا تُكنّيني قال: «تكني بابنك»، يعني عبد الله بن الزبير، فكانت تُكنى أم عبد الله».
ذكر رؤية عائشة جبريل عليه السلام:
عن أبي سلمة قال: قالت عائشة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلّمواضعاً يده على معرفة فرس دحية الكلبي، وهو يكلمه، قالت: قلت: يا رسول الله، رأيتك واضعاً يدك على معرفة فرس، وأنت تكلمه. قال: أوَ رأيته؟ قلت: نعم. قال: «ذاك جبريل، هو يقرئك السلام»، قالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، جزاه الله من صاحب ودخيل خيراً، فنعم الصاحب، ونِعم الدخيل، قال سفيان: الدخيل: الضيف.
ذكر تعبُّد عائشة واجتهادها:
عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه حدّثه أن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ كانت تصوم الدهر ولا تفطر، إلا يوم أضحى، أو يوم فطر.
وعن القاسم قال: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة، وأسلِّم: 27)، وتدعو، وتبكي، وترددها، فقمت حتى مللت، فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت، فإذا هي قائمة كما هي، تصلي، وتبكي.
ذكر كرم عائشة رضي الله عنها:

عن عبد الله بن الزبير ـــ رضي الله عنهما ـــ قال: ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف، أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء، حتى إذا اجتمع عندها قسمت، وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئاً لغد.
ذكر مدح ابن عبَّاس لأم المؤمنين عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ:
عن عبد الله بن أبي مليكة أنه حدّثه ذكوان حاجب عائشة أنه جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ فجئت وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن، فقلت: هذا ابن عباس يستأذن. فأكب عليها ابن أخيها عبد الله، فقال عبد الله: هذا ابن عباس، وهي تموت.
فقالت: دعني من ابن عباس، فقال لها: يا أماه إن ابن عباس من صالحي بنيك، يسلِّم عليك ويودِّعك. فقالت: أئذن له إن شئت، فأدخلته، فلما جلس قال: أبشري، فما بينك وبين أن تلقي محمداً صلى الله عليه وسلّموالأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، كنتِ أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلّمإلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلّميحبّ إلا طيِّباً، وسقطت قلادتك ليلة الأبْواء، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلّمحتى تصبح في المنزل، وأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله عز وجل: {فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيّباً} (النساء: 43)، وكان ذلك في سبيلك، وما أنزل لهذه الأمة من الرخصة، وأنزل براءتك من فوق سبع سموات جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يذكر الله فيه، إلا تتلى فيه آناء الليل وآناء النهار، فقالت: دعني منك يا ابن عباس، فوالذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً.

4 ـــ ذكر حفصة بنت عمر ـــ رضي الله عنها ـــ:
قال المصنف رحمه الله: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعد غزوة بدر، ثم إنه طلقها، فقال له جبريل: راجع حفصة، فإنها صوّامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة، وفي رواية أراد أن يطلقها، فقال له جبريل ذلك.

5 ـــ ذكر زينب ـــ رضي الله عنها ـــ:
عن أنس بن مالك قال: كانت زينب بنت جحش تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلّم تقول: إنَّ الله أنكحني من السماء، وأطعم عليها يومئذ خبزاً ولحماً. قال: وكان القوم جلوساً في البيت، فخرج النبي صلى الله عليه وسلّم فلبث هنيهة، فرجع، والقوم جلوس، فشقَّ ذلك عليه، وعرف في وجهه ذلك، فنزلت آية الحجاب.

6ـــ ذكر أسماء بنت أبي بكر ـــ رضي الله عنها ـــ:
أسلمت قديماً، وهي ذات النطاقين، وكانت تمرِّض المرضى، فتعتق كل مملوك لها، وتوفيت بعد ابنها عبد الله بن الزبير بليال.
عن هشام عن أبيه قال: دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل عبد الله بعشر ليال، وأسماء وجعة، فقال لها عبد الله: كيف تجدينك؟ قالت: وجعة، قال: إن في الموت راحة. فقالت: لعلك تشتهي موتي فلذلك تتمنَّاه، فلا تفعل، فوالله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي على أحد طرفيك، إما أن تُقتل فأحتسبك، وإمّا أن تظفر فتقرَّ عيني، فإياك أن تعرض عليك خطة فلا توافقك، فتقبلها كراهية الموت.
وإنما عني ابن الزبير أن يقتل، فيحزنها ذلك.

7ـــ امرأة من المهاجرات:
عن ابن سيرين أن أبا بكر ـــ رضي الله عنه ـــ أتى بمال فقسَّمه بين الناس، فبعث منه إلى امرأة من المهاجرات، فلما أُتيتْ به قالت: ما هذا؟ قالوا: أبو بكر جاءه مال، فقسَّمه في الناس، فقسم منه في نظرائك، فقالت: أتخافونني أن أدع الإسلام؟ قالوا: لا، قالت: أفترشونني على ديني؟ قالوا: لا، قالت: لا حاجة لي فيه.

8ـــ اليمنية:
عن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ قال: جاءت امرأة من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلّمفقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يشفيني، قال: «إنْ شئت دعوت لك، وإن شئت فاصبري، ولا حساب عليك»، قالت: بل أصبر، ولا حساب عليَّ ـــ رحمها الله.

ذكر جماعة من الفاضلات بعد الصحابيات بشرف أو علم أو تعبُّد أو كرم
1ـــ خنساء بنت عمرو النخعيّة:
لما اجتمع الناس بالقادسية، دعت خنساء بنت عمرو بنيها الأربعة، فقالت: يا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم، وما بنت بكم الدار، ولا أقحمتكم السنة، ولا أرداكم الطمع، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا غيَّرت نسبكم، ولا وطأت حريمكم، ولا أبحت حماكم، فإذا كان غداً، فاغدوا لقتال عدوكم، مستنصرين الله، مستبصرين جاؤوا بأعطيتهم يصبونها في حجرها، فتقسم ذلك بينهم حفنة حفنة، فما يغادر واحد من عطائه درهماً.

2ـــ سُكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب:
واسمها آمنة، وقيل: سكينة لقب عُرفت به، كانت من أهل الجمال والأدب والفصاحة بمنزلة عظيمة، وكان منزلها يألف الأدباء والشعراء، وتزوجت عبد الله بن الحسن بن علي، فقُتل بالطائف قبل أن يبني بها، ثم تزوجها مصعب بن الزبير، ومهرها ألف ألف درهم، وحملها أخوها علي بن الحسين فأعطاه أربعين ألف دينار، فولدت له الرباب، وكانت تلبسها اللؤلؤ، وتقول ما ألبسها إلا لتفضحه.

3 ـــ فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب:
تزوجها الحسن بن الحسن بن علي، وذلك أنه خطب إلى عمه الحسين، فقال: يا ابن أخي، قد انتظرت هذا منك، انطلق معي. فخرج معه، حتى أدخله منزله، ثم أخرج إليه ابنتيه فاطمة وسكينة فقال: اختر، فاختار فاطمة، فزوّجه إياها، فلما حضرت الحسن الوفاة. قال لفاطمة: إنك امرأة مرغوب فيك، وكأني بعبد الله بن عمرو بن عثمان، إذا خرج بجنازتي، قد جاء على فرس مرجّلاً جمّته لابساً حلّته، يسير في جانب الناس، يتعرض لك، فانكحي من شئت سواه، فإني لا أدع من الدنيا ورائي همَّاً غيرك.
فقالت له: أنت آمن من ذلك، والجنة بالإيمان من العتق والصدقة، فوافى عبد الله بن عمرو في الحال الذي وصف، فنظر إلى فاطمة حاسرة تضرب وجهها، فأرسل إليها أن لنا في وجهك حاجة فارفقي به، فاسترخت يداها، وعرف ذلك منها، فلما حلت، أرسل يخطبها، وقالت: كيف بيميني؟ قال: لك مكان كل مملوك مملوكان، ومكان كل شيء شيئان، فعوضها من يمينها، فنكحته، وولدت له محمد الديباج، والقاسم، ورقية.

4ـــ عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمية:
أمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق ـــ رضي الله عنه ـــ كانت فائقة في الحسن، فتزوجها مصعب ابن الزبير، وأمهرها خمسمائة ألف درهم، وأهدى لها مثل ذلك، ودخل عليها يوماً، وهي نائمة، ومعه لؤلؤ قيمته عشرون ألفاً، فأيقظها، ونثر اللؤلؤ في حجرها.
فقالت له: نومتي كانت أحب إليَّ من هذا اللؤلؤ، وحجت، ومعها ستون بغلاً عليها الهوادج والرحائل، وقدمت في آخر عمرها على هشام بن عبد الملك، فأمر لها بمائة ألف درهم.

5 ـــ زبيدة بنت جعفر بن المنصور:
ولدت في زمن المنصور، وكان يرقصها ويقول: أنت زبدة، وأنت زبيدة. فغلب عليها هذا الاسم، وتكنى أم جعفر وأمة العزيز، وليس في بنات هاشم عباسية ولدت خليفة إلا هي، وكانت معروفة بالخير والأفضال على العلماء والفقراء، ولها آثار كثيرة في طريق مكة والحرمين الشريفين، وساقت الماء من أميال حتى أوصلته بين الحل والحرم، ووقفت أموالها على عمارة الحرمين، وحجت، فبلغت نفقتها أربعة وخمسين ألف ألف.
وقالت للمأمون عند دخوله بغداد: أهنيك بخلافة قد هنأت نفسي بها عنك قبل أن أراك، ولئن كنت قد فقدت ابناً خليفة لقد عوضت ابناً خليفة لم ألده، وما خسر من اعتاض مثلك ولا ثكلت أم ملأت يدها منك، وأنا أسأل الله أجراً على ما أخذ، وإمتاعاً بما عوض. فقال المأمون: ما تلد النساء مثل هذه، وماذا أبقت في هذا الكلام لبلغاء الرجال؟.

6ـــ شغب، أم المقتدر:
كان يُرفع لها من ضياعها كل عام ألف ألف دينار، وكانت تتصدق بأكثر ذلك، وتواظب على مصالح الحاج، وتبعث خزانة الشراب والأطباء معهم، وتأمر بإصلاح الحياض، فلما قتل ولدها، وولي القاهر، عاقبها، فأخذ منها مائة ألف وثلاثين ألف دينار.

7ـــ عابدتان مدنيتان:
بلغنا عن عبد الله ابن أخت مسلم بن سعد أنه قال: أردت الحج فدفع إليّ خالي عشرة آلاف درهم، وقال لي: إذا قدمت المدينة فانظر إلى أفقر أهل بيت في المدينة، فأعطهم إياها، فلما دخلت سألت عن أفقر أهل بيت في المدينة، فأعطهم إياها، فلما دخلت سألت عن أفقر أهل بيت في المدينة، فدُللت على أهل بيت، فطرقت الباب فأجابتني امرأة، من أنت؟ فقلت: رجل من أهل بغداد، أودعت عشرة آلاف، وأمرت أن أسلِّمها إلى أفقر أهل بيت بالمدينة، وقد وُصفتم لي، فخذوها، فقالت: يا عبد الله إنَّ صاحبك اشترط أفقر أهل بيت، وهؤلاء الذين بإزائنا أفقر منَّا.
فتركتهم، وأتيت أولئك فطرقت الباب فأجابتني امرأة، فقلت لها مثل الذي قلت لتلك المرأة، فقالت: يا عبد الله نحن وجيراننا في الفقر سواء، فاقسمها بيننا وبينهم.

8ـــ عابدة مكية:
قال مالك بن دينار: رأيت بمكة امرأة من أحسن الناس عينين، وكنّ النساء يجئن فينظرن إليها، فأخذت في البكاء.
فقيل لها: تذهب عيناك، فقال: إن كنت من أهل الجنة، فسيبدلني الله عينين أحسن من هاتين، وإن كنت من أهل النار، فسيصيبني أشدّ من هذا. فبكت حتى ذهبت إحدى عينيها.

9ـــ عابدة أخرى:
قال ابن أبي رواد: كانت عندنا امرأة بمكة تُسبِّح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة فماتت، فلما بلغت القبر اختلست من أيدي الرجال.

10ـــ عابدة أخرى من أهل بغداد:
كانت جوهرة امرأة أبي عبد الله البرائي جارية لبعض الملوك فعتقت، فخلعت الدنيا، ولزمت أبا عبد الله البرائي، فتزوج بها، وتعبدت، فرأت في المنام خياماً مضروبة، فقالت: لمن هذه؟ فقيل: للمتهجدين بالقرآن، فكانت بعد ذلك لا تنام، وكانت تقول لزوجها: كاروان برفت؛ أي قد سارت القافلة.

11_____ حفصة بنت سيرين.
وكانت حفصة بنت سيرين قد قرأت القرآن، وهي ابنة اثنتي عشرة سنة، وماتت وهي بنت تسعين سنة، ومكثت في مصلاها ثلاثين سنة لا تخرج إلا لحاجة، وكانت جاريتها تقول: أذنبت سيدتي ذنباً عظيماً، فهي الليل تبكي كله وتصلّي، وكانت تصوم الدهر، وتقرأ القرآن في يومين، وربما طفيت سراجها، فأضاء لها البيت حتى تصبح.

12 ـــ رابعة العدوية:
وكانت رابعه العدوية قد بلغت ثمانين سنة كأنها الشن البالي، وكان في بيتها كراخة بواري ومشجب قصب عليه أكفانها، فإذا ذكرت الموت ارتعدت، وكان سفيان يقول: مُرُّوا بنا إلى المؤدبة. فدخل عليها يوماً فقال: واحزناه فقالت: قل وا قلّة حزناه لو كنت محزناً ما هنَّاك العيش، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم مضى بعضك.
وكانت تصلي الليل كله، فأذا أضاء الفجر هجعت يسيراً ثم قامت تقول: يانفس كم تنامين يوشك أن تنامي نومة لاتقومين منها إلا لصرخة يوم النشور.

13___ امرأتان صالحتان:
وكانت امرأة من الصالحات تعجن عجينها، فبلغها موت زوجها، فرفعت يدها منه، وقالت: هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء.
وجاء أخرى موت زوجها، والسراج يشتعل، فأطفأته، وقالت: هذا زيت قد صار لنا فيه شريك.ذا أضاء الفجر هجعت يسيراً، ثم قامت تقول: يا نفس، كم تنامين؟ يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا لصرخة يوم النشور.

14 ـــ جارية هشام بن عبد الملك:
عن يونس قال: اشترى هشام بن عبد الملك جارية، وخلا بها، فقالت له: يا أمير المؤمنين، ما منزلة أطمع فيها فوق منزلتي هذه، إذ صرت للخليفة، ولكن النار ليس لها حظر، إنَّ ابنك فلاناً اشتراني، وكنت عنده، لا أدري أذكر ليلة ونحو ذلك، وإن لا يحل لك مسّي. قال: فحسن هذا القول منها عنده، وحظيت، وتركها، وولاها أمرها.
منقول من كتاب أحكام النساء(للامام جمال الدين ابي الفرج ابن الجوزي)


علاء العطار
علاء العطار

عدد المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 05/04/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى