منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي
منتدي رياض الصالحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حمزة سيد الشهداء

اذهب الى الأسفل

حمزة سيد الشهداء Empty حمزة سيد الشهداء

مُساهمة  كمال العطار الثلاثاء يوليو 26, 2011 2:05 am


حمزة سيد الشهداء

انطلق حمزة إلى التلال المشرفة على مكّة ، كان حصانه القويّ يصعد كثبان الرمال ، او ينساب في الوديان ، و حمزة يتأمّل ما حوله من مناظر جميلة .

السماء زرقاء صافية ، و التلال تغمرها أشعة الشمس ، فتلمع حبّات الرمال .

كان حمزة يفكّر بدعوة سيّدنا محمّد ، و كان قلبه مع رسول الله . .

حقّاً لا إله إلاّ الله ، أمّا اللات و العزى و مناة فما هي إلاّ حجارة صنعها الإنسان فكيف يعبدها ؟!

انطلق الحصان يجوب الصحراء ، و فرّت الأرانب و هي ترى من بعيد رجلاً يحمل قوسه باحثاً عن الأسُود .

سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله )

في طريق المسعى بين جبل " الصفا " و جبل " المروة " جلس سيّدنا محمّد فوق إحدى الصخور ، كان كعادته مستغرقاً في الفكر و التأمل .

كان يفكر بقومه الذين كفروا به و برسالة الله .

في منزل مطلّ على طريق " المسعى " جلست فتاتان ، كانت شرفة المنزل تطلّ على الطريق .

رأت الفتاتان سيّدنا محمّداً غارقاً في الفكر ، ينظر السماء و إلى الجبال .

و في تلك اللحظات ظهر " أبو جهل " و معه سفهاء مكّة ، كانوا يضحكون و يقهقهون بصوتٍ عال .

نظر أبو جهل إلى سيّدنا محمّد فالتمعت عيناه حقداً . أراد أن يسخر منه فصاح :

ـ انظروا إلى هذا الساحر . . إلى هذا المجنون . . انّه لا يضحك مثلنا . . هو ساكت . .

و ضحك السفهاء ، و كانت قهقهاتهم الشيطانية تملأ الفضاء :

ـ ها ها ها ـ ها ها ها . .

كانت الفتاتان تراقبان ما يجري بحزن . رأتا أبا جهل يدور حول سيّدنا محمّد و يضحك ، و يقوم بحركات مضحكة . .

أخذ أبو جهل حفنة من التراب ، و وضعها فوق رأس النبيّ .

تناثر التراب فوق وجهه و ثيابه . .

و ضحك أبو جهل و السفهاء . و سيّدنا محمّد ساكت . كان حزيناً . .

شعرت الفتاتان بالحزن و الألم من أجل سيّدنا محمّد .

ابتعد أبو جهل و حوله السفهاء ، و نهض سيّدنا محمّد يمسح التراب عن رأسه و وجهه و ثيابه ، و مضى إلى منزله .

و مرّت ساعة ، قرّرت الفتاتان أن تخبرا الحمزة فانتظرتاه .

من بعيد لاح حمزة ينحدر من التلال على حصانه الأشقر .

هتفت الفتاة :

ـ عاد حمزة . . هيا بنا نخبره .

صاحت الفتاة :

ـ يا أبا عمارة . .

توقّف الحمزة و تطلّع إلى الفتاة .

قالت الفتاة بحزن :

ـ يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمّد من " أبي جهل " .

تساءل حمزة :

ـ و ما لقي منه ؟

قالت الفتاة :

ـ صادفه في الطريق . . فسبّه و ألقى على رأسه التراب .

شعر حمزة بالدماء تغلي في رأسه . ضرب حصانه بالقوس و قفز الحصان غاضباً ، و انطلق الفارس نحو الكعبة .

كان من عادته إذا عاد من الصيد أن يمرّ بالناس و يسلّم عليهم ، و لكنّه هذه المرّة كان غاضباً من أجل سيّدنا محمّد فلم يسلّم على أحد و مضى يشقّ طريقه إلى " أبي جهل " .

قفز الحمزة من فوق حصانه مثل الأسد . رفع قوسه و ضرب " أبا جهل " على رأسه .

شعر " أبو جهل " بالرعب و هو يرى حمزة غاضباً ، فقال بخنوع :

ـ لقد سبّ آلهتنا يا أبا عمارة و سفّه عقولنا .

قال حمزة :

ـ و من أسفه منكم و أنتم تعبدون الحجارة .

و صرخ حمزة بغضب :

ردّ عليّ إن استطعت .

و دوّت في فناء الكعبة صرخة الحق و هتف حمزة :

ـ أشهد أن لا إله إلاّ الله و أن محمّداً رسول الله .

و نظر حمزة إلى أبي جهل و عيناه تقدحان شرراً و قال :

أتشتمه و أنا على دينه .

أطرق أبو جهل ذليلاً و سكت ، و فرّ السفهاء من حوله .

و انطلق الحمزة إلى سيّدنا محمّد يعانقه و الدموع تتساقط من عينيه .

و فرح سيّدنا محمّد بإسلام عمّه الحمزة فسمّاه : أسد الله و أسد رسوله .

الميلاد

ولد الحمزة عام 570 ميلادية أي في عام الفيل .

و هو أخو سيّدنا محمّد في الرضاعة إذ أرضعتهما امرأة اسمها ثويبة .

كان الحمزة قويّاً ، شجاعاً مهاباً ، أعلن إسلامه في السنة الثامنة من بعثة سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) .

و عرف الناس اعتناق الحمزة للإسلام ، ففرح المسلمون و حزن المشركون .

و كان بعض المسلمين يكتم إسلامه خوفاً فأعلنوا شهادتهم .

و كان إسلام الحمزة بداية عهد جديد ، فقد أصبح أتباع سيّدنا محمّد قوّة تخشاها قريش و تحسب لها ألف حساب .

السنة التاسعة بعد البعثة

مرّت تسعة أعوام على بعثة سيّدنا محمّد و ازداد عدد المسلمين .

كان عمر بن الخطاب سريع الغضب ، و ذات يوم أخذ سيفه ، و فكّر في أن يقتل سيّدنا محمّداً .

سأل عنه فقيل : انّه مع أصحابه في بيت عند جبل " الصفا " ، فانطلق عمر إليه .

و في الطريق صادفه " نعيم " و هو رجل من قبيلة عمر فسأله :

ـ أين تريد يا عمر ؟

أجاب عمر بعصبية :

ـ أريد أن أقتل محمّداً هذا الصابئ الذي عاب ديننا .

كان نعيم قد اعتنق الإسلام سرّاً فقال له :

ـ إن بني هاشم لن يتركوك حيّاً إذا نلته بأذى . . و هذه اُختك قد أسلمت هي و زوجها .

صرخ عمر بعصبية :

ـ ماذا ؟ اُختي فاطمة .

مضى عمر إلى منزل اُخته . و عندما وصل قرب الباب سمع رجلاً يقرأ القرآن . .

كانت كلمات السماء تنساب مؤثّرة :

ـ بسم الله الرحمن الرحيم . . طه . . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . .

ضرب عمر الباب و دخل .

أخفت اخته صحيفة القرآن فأراد أن يمزّقها ، و ضرب اُخته فسال من وجهها الدم .

شعر عمر بالندم . . و خرج من المنزل .

كان سيّدنا محمّد و معه بعض أصحابه في بيت قرب جبل الصفا .

كان يعلّمهم القرآن و الحكمة و يقرأ عليهم آيات السماء .

و في تلك اللحظات سمعوا ضرباً عنيفاً على الباب .

نهض أحد المسلمين و راح ينظر من فتحة في الباب إلى الطارق و سأل الحمزة :

ـ مَنِ الطارق ؟

إنّه عمر و بيده سيف .

قال الحمزة :

ـ لا تخف افتح الباب . . فإذا أراد بذلناه و إذا أراد شرّاً قتلته بسيفه .

نهض حمزة لاستقبال القادم الجديد . فتح الباب و سأل :

ـ ماذا تريد يا بن الخطاب ؟

أجاب :

ـ جئت أشهد أن لا إله إلاّ الله و أن محمّداً رسول الله .

و هتف سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) :

ـ الله أكبر .

و فرح المسلمون بإسلام عمر .

الهجرة

كان أهل يثرب من قبيلتي " الأوس " و " الخزرج " قد بايعوا سيّدنا محمّداً ( صلى الله عليه و آله ) على الدفاع عن دين الله بأموالهم و أنفسهم .

فلما اشتدّ أذى قريش على المسلمين ، أمرهم سيّدنا محمّد أن يهاجروا إلى يثرب ، فراح المسلمون يتسللون من مكّة فرادى و جماعات . و هاجر الحمزة بن عبد المطلب مع من هاجر من المسلمين .

كان المهاجرون و الأنصار في " يثرب " ينتظرون بشوق هجرة سيّدنا محمّد و كانوا يترقبون وصوله .

الفداء

قرّر المشركون قتل سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) . و هبط جبريل يخبره بالمؤامرة ، فدعا رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ابن عمّه علي بن أبي طالب و عرض عليه أن ينام في فراشه لينجو و يهاجر إلى " يثرب " .

سأل عليّ سيّدنا محمّداً ( صلى الله عليه و آله ) :

ـ و هل تسلم أنت يا رسول الله ؟

أجاب سيّدنا محمّد :

ـ نعم .

فرح علي بنجاة النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) و لم يكن يفكّر في نفسه عندما يهاجم المشركون منزل سيّدنا محمّد .

و هبط جبريل بالآية الكريمة : { و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله } أي أن هناك من يبيع نفسه من أجل رضا الله سبحانه .

و في هذه الآية ثناء على موقف عليّ و تضحيته .

و وصل سيّدنا محمّد " يثرب " التي أصبح اسمها منذ وصول النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) إليها " المدينة المنوّرة " .

في مكّة

و في مدينة مكّة أغار المشركون على بيوت المسلمين المهاجرين و نهبوها .

شعر المهاجرون بالحزن لذلك ، من أجل هذا فكّر سيدنا محمّد إرسال سرايا لتأديب قريش من خلال التعرّض لقوافلها التجارية .

استدعى سيّدنا محمّد الحمزة أسد الله و عقد له أوّل راية في تاريخ الإسلام و ذلك في شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة .

أمر سيّدنا محمّد الحمزة أن ينطلق بسريته و هم ثلاثون من المهاجرين إلى ساحل البحر حيث طريق القوافل .

و في ناحية تدعى " العيص " اصطدم الحمزة ب " أبي جهل " .

كان أبو جهل في ثلاثمائة من المقاتلين ، أي عشرة أضعاف عدد المسلمين ، و لكن حمزة ( رضوان الله عليه ) و من معه من المسلمين المهاجرين لم يخافوا و استعدوا للاشتباك مع المشركين .

و قبل أن تحدث المعركة تدخل " مجدي بن عمرو الجهني " و كانت له علاقات حسنة مع قريش و المسلمين و حجز بينهم .

و قد افتخر حمزة ( رضوان الله عليه ) بأنّه أوّل مسلم يسلّمه رسول الله راية الإسلام ، وله في ذلك شعر جميل :

بأمر رسول الله أو خافق

عليه لواء لم يكن لاح من قبلي

لواء لديه النصر من ذي كرامة

إله عزيز فعله أفضل الفعل

ثم يشير إلى اصطدامه بأبي جهل :

عشية ساروا حاشدين و كلّنا

مراجله في غيظ أصحابه تغلي

فلما تراءينا أناخوا فعقلوا

مطايا و عقلنا مدى غرض النبل

و قلنا لهم حبل الإله نصيرنا

و ما لكمُ إلا الضلالة من حبل

فثار أبو جهل هنالك باغياً

فخاب و رد الله كيد أبي جهل

و ما نحن إلاّ ثلاثين راكباً

و هم مائتان بعد واحدة فضل

مع سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله )

و في غزوة العشيرة التي قادها سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) كان اللواء مع حمزة بن عبد المطلب .

و توالت بعد ذلك السرايا و الدوريات الإسلامية التي كان هدفها تهديد تجارة قريش .

كانت قريش قد أعلنت الحرب على المسلمين اقتصادياً ، فقد هاجمت دور المسلمين المهاجرين في مكّة . و راحت تشدّد حربها ضد المسلمين في كل مكان من الجزيرة و تحرّض القبائل العربية على الإغارة على يثرب .

أراد سيّدنا محمد تأديب قريش ، و كان أفضل وسيلة هو تهديد قوافلها التجارية إلى الشام .

و كان الحمزة لا يفارق سيدنا محمدا في كلّ غزوة .

معركة بدر

و صلت الأخبار إلى سيدنا محمد عن عودة قافلة تجارية لقريش من الشام يقودها أبو سفيان .

و دعا سيدنا محمد المسلمين إلى اعتراض القافلة .

و في يوم 12 رمضان من السنة الثانية للهجرة خرج سيدنا محمد و معه 313 من المهاجرين و الأنصار .

سمع أبو سفيان بتحرّك المسلمين و هدفهم اعتراض القافلة ، فأرسل على وجه السرعة رجلاً يحيط قريش بخطورة الموقف .

وجد أبو جهل في ذلك الفرصة للقضاء على الإسلام و المسلمين فراح يحرّض قريش على الحرب فحشّد مع زعماء قريش 950 مقاتلاً و غادر بهم مكّة باتجاه " عيون بدر " حيث عسكر المسلمون .

و في يوم 17 رمضان التقى الجيشان ، كان المشركون يضربون على طبول الحرب ، و كان المسلمون يذكرون الله و يسبّحونه .

و هبط جبريل على سيدنا محمد بهذه الآية : { و إن جنحوا للسلم فاجنح لها } .

و عرض النبيّ على قريش السلام و العودة .

و رفض أبو الجهل و كان يتصوّر انّه سوف يقضي على الإسلام ، فجيشه يفوق جيش المسلمين ثلاث مرّات .

استعد الجيشان للاشتباك و نادى أحد المشركين :

ـ يا محمّد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش .

و هنا التفت سيدنا محمد إلى أصحابه و قال :

ـ قم يا عبيدة بن الحارث و يا حمزة بن عبد المطلب و يا علي بن أبي طالب .

فهبّوا مستبشرين بنصر الله أو الشهادة في سبيله .

وقف عبيدة أمام خصمه عتبة بن ربيعة .

و وقف علي في مواجهة الوليد بن عتبة .

و تقدّم حمزة نحو خصمه شيبة بن ربيعة .

و اشتعلت أوّل معركة في تاريخ الإسلام .

لم يمهل حمزة خصمه فسدّد له ضربة صرعته .

و ضرب عليّ عدوّ الإسلام فقتله .

أما عبيدة فقد ضرب خصمه و لكنّه تلقى ضربة من خصمه فسقط على الأرض ، فاشترك حمزة و علي في قتل عتبة . و حملا عبيدة نحو معسكر المسلمين لمعالجته .

و عندما تساقط أبطال المشركين في ساحة المعركة ، أصدر أبو جهل أمره بالهجوم العام .

و تصدّى المسلمون للهجوم بروح عامرة بالإيمان و الثقة من عند الله ، و نصر الله المسلمين .

و سقط أبو جهل و تساقطت رؤوس الكفر ، و ولّى المشركون الأدبار .

الانتقام

وصلت أنباء الهزيمة إلى مكّة ، فعلا صراخ النساء على قتلى المشركين إلاّ هند زوجة أبي سفيان ، فقد ظلّت ساكتة فقالوا ألا تبكين على أخيك و أبيك و عمّك ، قالت :

ـ لا حتى لا يشمت بنا محمد و أصحابه .

راحت هند تفكّر بالانتقام و الثأر بقتل سيدنا محمد أو علي بن أبي طالب أو الحمزة بن عبد المطلب .

و كانت تحرّض المشركين من أجل الانتقام .

و خرج المشركون في ثلاثة آلاف مقاتل و معهم هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان و حولها أربعة عشر امرأة يضربن على الدفوف و الطبول .

جاءت هند إلى " وحشي " و هو من عبيد مكّة الأقوياء و أغرته بالذهب و الأموال إن هو قتل سيدنا محمّداً أو علي ( عليه السَّلام ) أو الحمزة ( رضوان الله عليه ) .

قال وحشي :

ـ أما محمّد فلا أقدر أن أصيبه لأن أصحابه يحفون به ، و أما علي فهو حذر لا يعطي فرصة لخصمه ، و أمّا الحمزة فربّما تمكنت من قتله لأنه إذا غضب لا يرى شيئاً .

و قدّمت هند لوحشي الذهب و راحت تنظر إلى الرمح الذي كان يتدرّب عليه وحشي لقتل حمزة .

وصل جيش المشركين منطقة " الأبواء " قرب المدينة و فيها قبر آمنة أُم سيدنا محمّد و كان قد مضى على وفاتها خمسون سنة .

أرادت هند نبش القبر و أصرّت على ذلك ، و لكن بعض زعماء قريش رفض ذلك حتى لا يصبح عادة عند العرب .

و في جبل اُحد تقاتل الجيشان . . جيش المشركين و قائدهم أبو سفيان ، و جيش المسلمين و قائدهم سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) .

أمر سيدنا محمّد خمسين من أمهر الرماة بالتمركز على سفوح جبل " عينين " لحماية مؤخرة جيش الإسلام ، و أوصاهم أن لا يغادروا أماكنهم في كلّ الظروف .

و بدأت المعركة بهجوم المشركين يتقدّمهم حامل اللواء عثمان بن أبي طلحة و حوله هند و النساء يضربن على الدفوف و يحرّضن على القتال :

نحن بنات طارق

نمشي على النمارق

مشي القطا البوارق

المسك في المفارق

و الدرّ في المخانق

إن تقبلوا نعانق

أو تدبروا نفارق

فراق غير وامق

صاح حمزة بحماس :

ـ أنا ابن ساقي الحجيج .

و هجم على حامل اللواء فضربه فقطع يده فتراجع و أخذ اللواء أخوه ، و المسلمون يضغطون بشدّة .

تساقط حملة اللواء الواحد تلو الآخر .

و عندما سقط اللواء على الأرض ، دبّ الخوف في نفوس المشركين و ولّوا هاربين ، و سقط الصنم الكبير الذي حملوه معهم لينصرهم في الحرب من فوق الجمل !

و في تلك اللحظات و المسلمون يطاردون فلول المنهزمين تناسى الرماة أوامر سيدنا محمّد و تركوا سفح الجبل لجمع الغنائم فانكشفت مؤخرة جيش المسلمين .

و هنا قام خالد بن الوليد و كان مع المشركين بحركة التفاف ، و فوجئ المسلون بهجوم مباغت لفرسان المشركين و حدثت الفوضى في صفوف الجيش الإسلامي .

كان " وحشي " و هو من عبيد مكّة يراقب حمزة و بيده رمح طويل ، و كان لا يفكّر بشيء سوى قتل حمزة .

و في غمرة الإشتباكات العنيفة ، كان وحشي يترصّد حمزة من وراء صخرة كبيرة .

و فيما كان الحمزة في صراع مع أحد المشركين ، يقاتل ببسالة ، هزّ " وحشي " الحربة بقوّة ثم أطلقها باتجاه عمّ النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) .

ضربت الحربة بطن الحمزة ، و حاول الهجوم على وحشي و لكن الحربة كانت قد صرعته فهوى على الأرض شهيداً .

و ركض وحشي ليخبر هنداً بما فعل .

فرحت هند و نزعت حليّها الذهبية و أعطتها إلى وحشي و قالت له :

ـ إذا رجعنا إلى مكّة فسأعطيك عشرة دنانير .

أسرعت هند إلى جثمان الحمزة و قطعت اُذنيه و أنفه لتصنع منها قلادة ، ثم استلت خنجراً و بقرت بطن الشهيد و أخرجت كبده بوحشية و عضت كبده مثل الكلب .

ثم جاء أبو سفيان فراح يمزّق جسمه بالرمح !!

سيّد الشهداء

انسحب المشركون من أرض المعركة و هبط سيّدنا محمّد من الجبل و معه أصحابه لدفن الشهداء .

و سأل النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) عمّن يعرف مكان الحمزة .

فقال الحارث : ـ أنا . .

أمر سيّدنا محمّد الحارث أن يبحث عنه ليدلّه .

و مضى الرجل يبحث عنه فوجده ممزّق الجسد فكره أن يخبر النبي ( صلى الله عليه و آله ) .

أمر سيّدنا محمّد عليّاً أن يبحث عنه فوجده و كره علي أن يخبر رسول الله فيتألم لمنظره .

و راح سيّدنا محمّد يبحث عن الحمزة بنفسه فوجده بتلك الحالة المؤسفة .

بكى سيّدنا محمّد كثيراً لما رأى ما صنعوا بجسده الطاهر .

إن الذئاب لا تفعل ما فعلته هند و أبو سفيان .

و قال النبي ( صلى الله عليه و آله ) :

ـ رحمك الله يا عمّ لقد علمتك فعولاً للخير و صولاً للرحم .

و كان سيّدنا محمّد غاضباً فقال :

ـ لئن أظهرني ( نصرني ) الله على قريش لأمثلن ( لأصنعن ما صنعوا بحمزة ) بسبعين من رجالهم .

و أقسم المسلمون أن يفعلوا ذلك ، فهبط جبريل بهذه الآية : { و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين } فعفا رسول الله و صبر و نهى عن المُثلة .

و خلع سيّدنا محمّد بردته و غطى الشهيد و خاطبه قائلاً :

ـ يا عمّ رسول الله و أسد الله و أسد رسوله . . يا فاعل الخيرات يا كاشف الكُربات يا ذابّ يا مانع عن وجه رسول الله .

و جاءت صفية اُخت الحمزة و عمّة سيّدنا محمّد مع فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لتطمئن على سلامة النبي ( صلى الله عليه و آله ) فصادفها علي بن أبي طالب و قال لها :

ـ ارجعي يا عمّة .

و كان لا يريد أن ترى أخاها بتلك الحالة .

فقالت :

ـ كلا حتى أرى رسول الله .

و رآها النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) من بعيد فأمر ابنها الزبير أن لا يتركها ترى أخاها الشهيد .

فاستقبلها الزبير و قال :

عودي يا اُماه .



فقالت :

حتى أرى رسول الله .

و عندما رأت سيّدنا محمّداً ( صلى الله عليه و آله ) و اطمأنت على سلامته سألته عن الحمزة :

ـ أين ابن اُمي ؟

و سكت النبيّ ، فأدركت صفية انّه قد استشهد فبكت و بكت فاطمة على عمّها الشهيد .

فقال سيّدنا محمّد يعزيمها :

ـ ابشروا فإن جبريل أخبرني أن حمزة مكتوب في أهل السماوات " أسد الله و أسد رسوله " .

و اليوم يبقى جبل أُحد قرب المدينة المنوّرة شاهداً على بسالة حمزة سيّد الشهداء و على وحشية المشركين .
كمال العطار
كمال العطار
مدير المنتدي
مدير المنتدي

عدد المساهمات : 5682
تاريخ التسجيل : 11/05/2011

https://reydalsalhen.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى