منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي
منتدي رياض الصالحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة يوسف ايه13 الى ايه 34 الشيخ سيد قطب

اذهب الى الأسفل

تفسير سورة يوسف ايه13 الى ايه 34 الشيخ سيد قطب Empty تفسير سورة يوسف ايه13 الى ايه 34 الشيخ سيد قطب

مُساهمة  كمال العطار الإثنين مايو 14, 2012 2:44 am

من الاية 13 الى الاية 15

قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (15)

وهم ينفونها , ويكادون يتهكمون بها . فلم يكن من المستساغ أن يذهبوا في الصباح ليتركوا يوسف للذئب الذي حذرهم أبوهم منه أمس ! وبمثل هذا التسرع جاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به في غير إتقان , فكان ظاهر الكذب حتى ليوصف بأنه كذب . .

فعلوا هذا .

وجاءوا أباهم عشاء يبكون , قالوا:يا أبانا , إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب . .

ويحسون أنها مكشوفة , ويكاد المريب أن يقول خذوني , فيقولون:

(وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين). .

أي وما أنت بمطمئن لما نقوله , ولو كان هو الصدق , لأنك تشك فينا ولا تطمئن لما نقول .

وأدرك يعقوب من دلائل الحال , ومن نداء قلبه , أن يوسف لم يأكله الذئب , وأنهم دبروا له مكيدة ما . وأنهم يلفقون له قصة لم تقع , ويصفون له حالا لم تكن , فواجههم بأن نفوسهم قد حسنت لهم أمرا منكرا وذللته ويسرت لهم ارتكابه ; وأنه سيصبر متحملا متجملا لا يجزع ولا يفزع ولا يشكو , مستعينا بالله على ما يلفقونه من حيل وأكاذيب:

(قال:بل سولت لكم أنفسكم أمرا , فصبر جميل , والله المستعان على ما تصفون).

الدرس السابع:19 - 20 أخذ يوسف رقيقا إلى مصر

ثم لنعد سريعا إلى يوسف في الجب , لنرى المشهد الأخير في هذه الحلقة الأولى من حلقات القصة:

(وجاءت سيارة , فأرسلوا واردهم , فأدلى دلوه قال:يا بشرى . هذا غلام . وأسروه بضاعة , والله عليم بما يعملون . وشروه بثمن بخس دراهم معدودة , وكانوا فيه من الزاهدين). .

لقد كان الجب على طريق القوافل , التي تبحث عن الماء في مظانه , في الآبار وفي مثل هذا الجب الذي ينزل فيه ماء المطر ويبقى فترة , ويكون في بعض الأحيان جافا كذلك:

(وجاءت سيارة). .

أي قافلة سميت سيارة من السير الطويل كالكشافة والجوالة والقناصة . . .

(فأرسلوا واردهم). .

أي من يرد لهم الماء ويكون خبيرا بمواقعه . .

(فأدلى دلوه). .

لينظر الماء أو ليملأ الدلو - ويحذف السياق حركة يوسف في التعلق بالدلو احتفاظا بالمفاجأة القصصية للقاريء والسامع -:

(قال:يا بشرى ! هذا غلام !). .

ومرة أخرى يحذف السياق كل ما حدث بعد هذا وما قيل , وحال يوسف , وكيف ابتهج للنجاة , ليتحدث عن مصيره مع القافلة:

(وأسروه بضاعة). .
من الاية 16 الى الاية 19

وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ (16) قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)

أي اعتبروه بضاعة سرية وعزموا على بيعه رقيقا . ولما لم يكن رقيقا فقد أسروه ليخفوه عن الأنظار . ثم باعوه بثمن قليل:

(وشروه بثمن بخس دراهم معدودة). . وكانوا يتعاملون في القليل من الدراهم بالعد , وفي الكثير منها بالوزن . .

(وكانوا فيه من الزاهدين). .

لأنهم يريدون التخلص من تهمة استرقاقه وبيعه . .

وكانت هذه نهاية المحنة الأولى في حياة النبي الكريم .

الوحدة الثانية:21 - 34 الموضوع:نجاح يوسف في تجاوز فتنة الإغرا
من الاية 20 الى الاية 20

وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)

الحلقة الثانية من حلقات القصة , وقد وصل يوسف إلى مصر , وبيع بيع الرقيق , ولكن الذي اشتراه توسم فيه الخير - والخير يتوسم في الوجوه الصباح , وبخاصة حين تصاحبها السجايا الملاح - فإذا هو يوصي به امرأته خيرا , وهنا يبدأ أول خيط في تحقيق الرؤيا .

ولكن محنة أخرى من نوع آخر كانت تنتظر يوسف حين يبلغ أشده , وقد أوتي حكما وعلما يستقبل بهما هذه المحنة الجارفة التي لايقف لها إلا من رحم الله . إنها محنة التعرض للغواية في جو القصور , وفي جو ما يسمونه "الطبقة الراقية " وما يغشاها من استهتار وفجور . . ويخرج يوسف منها سليما معافى في خلقه وفي دينه , ولكن بعد أن يخالط المحنة ويصلاها . .

الدرس الأول:استقرار يوسف في بيت العزيز

وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته:أكرمي مثواه , عسى أن ينفعا أو نتخذه ولدا . وكذلك مكنا ليوسف في الأرض , ولنعلمه من تأويل من الأحاديث , والله غالب على أمره , ولكن أكثر الناس لا يعلمون . .

إن السياق لا يكشف لنا حتى الآن عمن اشتراه , وسنعلم بعد شوط في القصة أنه عزيز مصر [ قيل:إنه كبير وزرائها ] ولكن نعلم منذ اللحظة أن يوسف قد وصل إلى مكان آمن , وان المحنة قد انتهت بسلام , وأنه مقبل بعد هذا على خير:

(أكرمي مثواه). .

والمثوى مكان الثوي والمبيت والإقامة , والمقصود بإكرام مثواه إكرامه , ولكن التعبير أعمق , لأنه يجعل الإكرام لا لشخصه فحسب , ولكن لمكان إقامته . . وهي مبالغة في الإكرام . في مقابل مثواه في الجب وما حوله من مخاوف وآلام !

ويكشف الرجل لامرأته عما يتوسمه في الغلام من خير , وما يتطلع إليه فيه من أمل:

(عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا). .

ولعلهما لم يكن لهما أولاد كما تذكر بعض الروايات . ومن ثم تطلع الرجل أن يتخذاه ولدا إذا صدقت فراسته , وتحققت مخايل نجابته وطيبته مع وسامته .

وهنا يقف السياق لينبه إى أن هذا التدبير من الله , وبه وبمثله قدر ليوسف التمكين في الأرض - وها قد بدأت بشائره بتمكين يوسف في قلب الرجل وبيته - ويشير إلى أنه ماض في الطريق ليعلمه الله من تأويل الأحاديث - على الوحهين اللذين ذكرناهما من قبل - ويعقب السياق على هذا الابتداء في تمكين يوسف بما يدل عليه من أن قدرة الله غالبة , لا تقف في طريقها قوة , وأنه مالك أمره ومسيطر عليه فلا يخيب ولا يتوقف ولا يضل:

(وكذلك مكنا ليوسف في الأرض , ولنعلمه من تأويل الأحاديث , والله غالب على أمره). .
من الاية 21 الى الاية 29

وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)

وها هو ذا يوسف أراد له إخوته أمرا , وأراد له الله أمرا , ولما كان الله غالبا على أمره ومسيطرا فقد نفذ أمره , أما إخوة يوسف فلا يملكون أمرهم فأفلت من أيديهم وخرج على ما أرادوا:

(ولكن أكثر الناس لا يعلمون). .

لا يعلمون أن سنة الله ماضية وأن أمره هو الذي يكون .

ويمضي السياق ليقرر أن ما شاء الله ليوسف , وقال عنه:

ولنعلمه من تأويل الأحاديث . .

قد تحقق حين بلغ أشده:

(ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما . وكذلك نجزي المحسنين). .

فقد أوتي صحة الحكم على الأمور , وأوتي علما بمصائر الأحاديث أو بتأويل الرؤيا , أو بما هو أعم , من العلم بالحياة وأحوالها , فاللفظ عام ويشمل الكثير . وكان ذلك جزاء إحسانه . إحسانه في الاعتقاد وإحسانه في السلوك:

(وكذلك نجزي المحسنين). .

الدرس الثاني:23 - 29 يوسف ينتصر على مراودة المرأة

وعندئذ تجيئه المحنة الثانية في حياته , وهي أشد وأعمق من المحنة الأولى . تجيئه وقد أوتي صحة الحكم وأوتي العلم - رحمة من الله - ليواجهها وينجو منها جزاء إحسانه الذي سجله الله له في قرآنه .

والآن نشهد ذللك المشهد العاصف الخطير المثير كما يرسمه التعبير:

وراودته التي هو في بيتها عن نفسه , وغلقت الأبواب وقالت:هيت لك ! قال:معاذ الله . إنه ربي أحسن مثواي . إنه لا يفلح الظالمون - ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه . كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء . إنه من عبادنا المخلصين - واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر , وألفيا سيدها لدى الباب . قالت:ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ? إلا أن يسجن أو عذاب أليم . قال:هي راودتني عن نفسي . وشهد شاهد من أهلها . إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ; وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين . فلما رأى قميصه قد من دبر قال:إنه من كيدكن . إن كيدكن عظيم . يوسف أعرض عن هذا , واستغفري لذنبك , إنك كنت من الخاطئين . .

إن السياق لم يذكر كم كانت سنها وكم كانت سنه ; فلننظر في هذا الأمر من باب التقدير .

لقد كان يوسف غلاما عندما التقطته السيارة وباعته في مصر . أي إنه كان حوالي الرابعة عشرة تنقص ولا تزيد . فهذه هي السن التي يطلق فيها لفظ الغلام , وبعدها يسمى فتى فشابا فرجلا . . . وهي السن التي يجوز فيها أن يقول يعقوب: (وأخاف أن يأكله الذئب). . وفي هذا الوقت كانت هي زوجة , وكانت وزوجها لم يرزقا أولادا كما يبدو من قوله: (أو نتخذه ولدا). . فهذا الخاطر . . خاطر التبني . . لا يرد على النفس عادة إلا حين لا يكون هناك ولد ; ويكون هناك يأس أو شبه يأس من الولد . فلا بد أن تكون قد مضت على زواجهما فترة , يعلمان فيها أن لا ولد لهما . وعل كل حال فالمتوقع عن رئيس وزراء مصر ألا تقل سنه عن أربعين سنة , وأن تكون سن زوجه حينئذ حوالي الثلاثين .

ونتوقع كذلك أن تكون سنها أربعين سنة عندما يكون يوسف في الخامسة والعشرين أو حواليها . وهيالسن التي نرجح أن الحادثة وقعت فيها . . نرجحه لأن تصرف المرأة في الحادثة وما بعدها يشير إلى أنها كانت مكتملة جريئة , مالكة لكيدها , متهالكة كذلك على فتاها . ونرجحه من كلمة النسوة فيما بعد . . (امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه). . وإن كانت كلمة فتى تقال بمعنى عبد , ولكنها لا تقال إلا ولها حقيقة من مدلولها من سن يوسف . وهو ما ترجحه شواهد الحال .

نبحث هذا البحث , لنصل منه إلى نتيجة معينة . لنقول:إن التجربة التي مر بها يوسف - أو المحنة - لم تكن فقط في مواجهة المراودة في هذا المشهد الذي يصوره السياق . إنما كانت في حياة يوسف فترة مراهقته كلها في جو هذا القصر , مع هذه المرأة بين سن الثلاثين وسن الأربعين , مع جو القصور , وجو البيئة التي يصورها قول الزوج أمام الحالة التي وجد فيها امرأته مع يوسف:

(يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين).

وكفى . . !

والتي يتحدث فيها النسوة عن امرأة العزيز , فيكون جوابها عليهن , مأدبة يخرج عليهن يوسف فيها , فيفتتن به , ويصرحن , فتصرح المرأة:

(ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين). .

فهذه البيئة التي تسمح بهذا وذلك بيئة خاصة . هي بيئة الطبقة المترفة دائما . ويوسف كان فيها مولى وتربى فيها في سن الفتنة . . فهذه هي المحنة الطويلة التي مر بها يوسف , وصمد لها , ونجا منها ومن تأثيراتها ومغرياتها وميوعتها ووسائلها الخبيثة . ولسنه وسن المرأة التي يعيش معها تحت سقف واحد كل هذه المدة قيمة في تقدير مدى الفتنة وخطورة المحنة والصمود لها هذا الأمد الطويل . أما هذه المرة فلو كانت وحدها وكانت مفاجأة بلا تمهيد من إغراء طويل , لما كان عسيرا أن يصمد لها يوسف , وبخاصة أنه هو مطلوب فيها لا طالب . وتهالك المرأة قد يصد من نفس الرجل . وهي كانت متهالكة .

والآن نواجه النصوص:

(وراودته التي هو في بيتها عن نفسه , وغلقت الأبواب , وقالت:هيت لك !). .

وإذن فقد كانت المراودة في هذه المرة مكشوفة , وكانت الدعوة فيها سافرة إلى الفعل الأخير . . وحركة تغليق الأبواب لا تكون إلا في اللحظة الأخيرة , وقد وصلت المرأة إلى اللحظة الحاسمة التي تهتاج فيها دفعة الجسد الغليظة , ونداء الجسد الأخير:

(وقالت:هيت لك !).

هذه الدعوة السافرة الجاهرة الغليظة لا تكون أول دعوة من المرأة . إنما تكون هي الدعوة الأخيرة . وقد لا تكون أبدا إذا لم تضطر إليها المرأة اضطرارا . والفتى يعيش معها وقوته وفتوته تتكامل , وأنوثتها هي كذلك تكمل وتنضج , فلا بد كانت هناك إغراءات شتى خفيفة لطيفة , قبل هذه المفاجأة الغليظة العنيفة .

(قال:معاذ الله . إنه ربي أحسن مثواي . إنه لا يفلح الظالمون). .

(معاذ الله). .

أعيذ نفسي بالله أن أفعل .

(إنه ربي أحسن مثواي). .
من الاية 30 الى الاية 30

وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30)

وأكرمني بأن نجاني من الجب وجعل في هذه الدار مثواي الطيب الآمن .

(إنه لا يفلح الظالمون). . الذين يتجاوزون حدود الله , فيرتكبون ما تدعينني اللحظة إليه .

والنص هنا صريح وقاطع في أن رد يوسف المباشر على المراودة السافرة كان هو التأبي , المصحوب بتذكر نعمة الله عليه , وبتذكر حدوده وجزاء من يتجاوزون هذه الحدود . فلم تكن هناك استجابة في أول الموقف لما دعته إليه دعوة غليظة جاهزة بعد تغليق الأبواب , وبعد الهتاف باللفظ الصريح الذي يتجمل القرآن في حكايته وروايته:

(وقالت:هيت لك).

(ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه)!

لقد حصر جميع المفسرين القدامى والمحدثين نظرهم في تلك الواقعة الأخيرة . فأما الذين ساروا وراء الإسرائيليات فقد رووا أساطير كثيرة يصورون فيها يوسف هائج الغريزة مندفعا شبقا , والله يدافعه ببراهين كثيرة فلا يندفع ! صورت له هيئة أبيه يعقوب في سقف المخدع عاضا على أصبعه بفمه ! وصورت له لوحات كتبت عليها آيات من القرآن - أي نعم من القرآن ! - تنهي عن مثل هذا المنكر , وهو لا يرعوي ! حتى أرسل الله جبريل يقول له:أدرك عبدي , فجاء فضربه في صدره . . إلى آخر هذه التصورات الأسطورية التي سار وراءها بعض الرواة وهي واضحة التلفيق والاختراع !

وأما جمهور المفسرين فسار على أنها همت به هم الفعل , وهم بها هم النفس , ثم تجلى له برهان ربه فترك .

وأنكر المرحوم الشيخ رشيد رضا في تفسير المنار على الجمهور هذا الرأي . وقال:إنها إنما همت بضربه نتيجة إبائه وإهانته لها وهي السيدة الآمرة , وهم هو برد الاعتداء ; ولكنه آثر الهرب فلحقت به وقدت قميصه من دبر . . وتفسير الهم بأنه هم الضرب ورد الضرب مسألة لا دليل عليها في العبارة , فهي مجرد رأي لمحاولة البعد بيوسف عن هم الفعل أو هم الميل إليه في تلك الواقعة . وفيه تكلف وإبعاد عن مدلول النص .

أما الذي خطر لي وأنا أراجع النصوص هنا , وأراجع الظروف التي عاش فيها يوسف , في داخل القصر مع هذه المرأة الناضجة فترة من الزمن طويلة , وقبل أن يؤتى الحكم والعلم وبعدما أوتيهما . .

الذي خطر لي أن قوله تعالى:

(ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه). .

هو نهاية موقف طويل من الإغراء , بعدما أبى يوسف في أول الأمر واستعصم . . وهو تصوير واقعي صادق لحالة النفس البشرية الصالحة في المقاومة والضعف ; ثم الاعتصام بالله في النهاية والنجاة . . ولكن السياق القرآني لم يفصل في تلك المشاعر البشرية المتداخلة المتعارضة المتغالبة ; لأن المنهج القرآني لا يريد أن يجعل من هذه اللحظة معرضا يستغرق أكثر من مساحته المناسبة في محيط القصة , وفي محيط الحياة البشرية المتكاملة كذلك . فذكر طرفي الموقف بين الاعتصام في أوله والاعتصام في نهايته , مع الإلمام بلحظة الضعف بينهما , ليكتمل الصدق والواقعية والجو النظيف جميعا .

هذا ما خطر لنا ونحن نواجه النصوص , ونتصور الظروف . وهو أقرب إلى الطبيعة البشرية وإلى العصمة النبوية . وما كان يوسف سوى بشر . نعم إنه بشر مختار . ومن ثم لم يتجاوز همه الميل النفسي في لحظة مناللحظات . فلما أن رأى برهان ربه الذي نبض في ضميره وقلبه , بعد لحظة الضعف الطارئة , عاد إلى الاعتصام والتأبي .

(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء , إنه من عبادنا المخلصين). .

(واستبقا الباب). .

فهو قد آثر التخلص بعد أن استفاق . . وهي عدت خلفه لتمسك به , وهي ما تزال في هياجها الحيواني .

(وقدت قميصه من دبر). .

نتيجة جذبها له لترده عن الباب . .

وتقع المفاجأة:

(وألفيا سيدها لدى الباب). .

وهنا تتبدى المرأة المكتملة , فتجد الجواب حاضرا على السؤال الذي يهتف به المنظر المريب . إنها تتهم الفتى:

(قالت:ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ?). .

ولكنها امرأة تعشق , فهي تخشى عليه , فتشير بالعقاب المأمون .

(إلا أن يسجن أو عذاب أليم)!

ويجهر يوسف بالحقيقة في وجه الاتهام الباطل:

(قال:هي راودتني عن نفسي)!

وهنا يذكر السياق أن أحدا أهلها حسم بشهادته في هذا النزاع:

(وشهد شاهد من أهلها . إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ; وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين). .

فأين ومتى أدلى هذا الشاهد بشهادته هذه ? هل كان مع زوجها [ سيدها بتعبير أهل مصر ] وشهد الواقعة ? أم أن زوجها استدعاه وعرض عليه الأمر , كما يقع في مثل هذه الأحوال ان يستدعي الرجل كبيرا من أسرة المرأة ويطلعه على ما رأى , وبخاصة تلك الطبقة الباردة الدم المائعة القيم !

هذا وذلك جائز . وهو لا يغير من الأمر شيئا . وقد سمي قوله هذا شهادة , لأنه لما سئل رأيه في الموقف والنزاع المعروض من الجانبين - ولكل منها ومن يوسف قول - سميت فتواه هذه شهادة , لأنها تساعد على تحقيق النزاع والوصول إلى الحق فيه . . فإن كان قميصه قد من قبل فذلك إذن من أثر مدافعتها له وهو يريد الاعتداء عليها فهي صادقة وهو كاذب . وإن كان قميصه قد من دبر فهو إذن من أثر تملصه منها وتعقبها هيله حتى الباب , وهي كاذبة وهو صادق . . وقدم الفرض الأول لأنه إن صح يقتضي صدقها وكذبه , فهي السيدة وهذا فتى , فمن باب اللياقة أن يذكر الفرض الأول ! والأمر لا يخرج عن أن يكون قرينة .

(فلما رأى قميصه قد من دبر). .

تبين له حسب الشهادة المبنية على منطق الواقع أنها هي التي راودت , وهي التي دبرت الاتهام . . وهنا تبدو لنا صورة من "الطبقة الراقية " في الجاهلية قبل الآف السنين وكأنها هي هي اليوم شاخصة . رخاوة في مواجهة الفضائح الجنسية ; وميل إلى كتمانها عن المجتمع , وهذا هو المهم كله:

(قال:إنه من كيدكن . إن كيدكن عظيم . يوسف أعرض عن هذا , واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين)!

هكذا . إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم . . فهي اللباقة في مواجهة الحادث الذي يثير الدم في العروق . والتلطف في مجابهة السيدة بنسبة الأمر إلى الجنس كله , فيما يشبه الثناء . فإنه لا يسوء المرأة أن يقال لها:إن كيدكن عظيم ! فهو دلالة في حسها على أنها أنثى كاملة مستوفية لمقدرة الأنثى على الكيد العظيم !

والتفاتة إلى يوسف البريء:

(يوسف أعرض عن هذا). .

فأهمله ولا تعره اهتماما ولا تتحدث به . . وهذا هو المهم . . محافظة على الظواهر !

وعظة إلى المرأة التي راودت فتاها عن نفسه , وضبطت متلبسة بمساورته وتمزيق قميصه:

(واستغفري لذنبك . إنك كنت من الخاطئين). .

إنها الطبقة الأرستقراطية , من رجال الحاشية , في كل جاهلية . قريب من قريب !

ويسدل الستار على المشهد وما فيه . . وقد صور السياق تلك اللحظة بكل ملابساتها وانفعالاتها ولكن دون أن ينشيء منها معرضا للنزوة الحيوانية الجاهرة , ولا مستنقعا للوحل الجنسي المقبوح !

الدرس الثالث:30 نسوة المدينة يعذلن امرأة العزيز

ولم يحل السيد بين المرأة وفتاها . ومضت الأمور في طريقها . فهكذا تمضي الأمور في القصور !

ولكن للقصور جدرانا , وفيها خدم وحشم . وما يجري في القصور لا يمكن أن يظل مستورا . وبخاصة في الوسط الأرستقراطي , الذي ليس لنسائه من هم إلا الحديث عما يجري في محيطهن . وإلا تداول هذه الفضائح ولوكها على الألسن في المجالس والسهرات والزيارات:

(وقال نسوة في المدينة:امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه . قد شغفها حبا . إنا لنراها في ضلال مبين). .

وهو كلام أشبه بما تقوله النسوة في كل بيئة جاهلية عن مثل هذه الشؤون . ولأول مرة نعرف أن المرأة هي امرأة العزيز , وأن الرجل الذي اشتراه من مصر هو عزيز مصر - أي كبير وزرائها - ليعلن هذا مع إعلان الفضيحة العامة بانتشار الخبر في المدينة:

(امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه). .

ثم بيان لحالها معه:

(قد شغفها حبا). .

فهي مفتونة به , بلغ حبه شغاف قلبها ومزقه , وشغاف القلب غشاؤه الرقيق:

إنا لنراها في ضلال مبين . .

وهي السيدة الكبيرة وزوجة الكبير , تفتتن بفتاها العبراني المشترى . أم لعلهن يتحدثن عن اشتهارها بهذه الفتنة وانكشافها وظهور أمرها , وهو وحده المنتقد في عرف هذه الأوساط لا الفعلة في ذاتها لو ظلت وراء الأستار ?!

الدرس الرابع:31 - 34 تقطيع نسوة المدينة أيديهن لرؤية يوسف

وهنا كذلك يقع ما لا يمكن وقوعه إلا في مثل هذه الأوساط . ويكشف السياق عن مشهد من صنع تلك المرأة الجريئة , التي تعرف كيف تواجه نساء طبقتها بمكر كمكرهن وكيد من كيدهن:

فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن , وأعتدت لهن متكأ , وآتت كل واحدة منهن سكينا , وقالت:اخرج عليهن . فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن , وقلن:حاش لله ! ما هذا بشرا . إن هذا إلا ملك كريم . قالت:فذلكن الذي لمتنني فيه . ولقد راودته عن نفسه فاستعصم . ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين . .

لقد أقامت لهن مأدبة في قصرها . وندرك من هذا أنهن كن من نساء الطبقة الراقية . فهن اللواتي يدعين إلى المآدب في القصور . وهن اللواتي يؤخذن بهذه الوسائل الناعمة المظهر . ويبدو أنهن كن يأكلن وهن متكئات على الوسائد والحشايا على عادة الشرق في ذلك الزمان . فأعدت لهن هذا المتكأ . وآتت كل واحدة منهن سكينا تستعملها في الطعام - ويؤخذ من هذا أن الحضارة المادية في مصر كانت قد بلغت شأوا بعيدا , وأن الترف في القصور كان عظيما . فإن استعمال السكاكين في الأكل قبل هذه الآلاف من السنين له قيمته في تصوير الترف والحضارة المادية . وبينما هن منشغلات بتقطيع اللحم أو تقشير الفاكهة , فاجأتهن بيوسف:

(وقالت:اخرج عليهن). .

(فلما رأينه أكبرنه). .

بهتن لطلعته , ودهشن .

(وقطعن أيديهن). .

وجرحن أيديهن بالسكاكين للدهشة المفاجئة .

(وقلن حاش لله !). .

وهي كلمة تنزيه تقال في هذا الموضع تعبيرا عن الدهشة بصنع الله . .

(ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم) .

وهذه التعبيرات دليل - كما قلنا في تقديم السورة - على تسرب شيء من ديانات التوحيد في ذلك الزمان .
من الاية 31 الى الاية 31

فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)

ورأت المرأة أنها انتصرت على نساء طبقتها , وأنهن لقين من طلعة يوسف الدهش والإعجاب والذهول . فقالت قولة المرأة المنتصرة , التي لا تستحي أمام النساء من بنات جنسها وطبقتها ; والتي تفخر عليهن بأن هذا في متناول يدها ; وإن كان قد استعصى قياده مرة فهي تملك هذا القياد مرة أخرى:

قالت:فذلكن الذي لمتني فيه . .

فانظرن ماذا لقيتن منه من البهر والدهش والإعجاب !

(ولقد راودته عن نفسه فاستعصم). .

ولقد بهرني مثلكن فراودته عن نفسه فطلب الاعتصام - تريد أن تقول:إنه عانى في الاعتصام والتحرز من دعوتها وفتنتها ! - ثم تظهر سيطرتها عليه أمامهن في تبجح المرأة من ذلك الوسط , لا ترى بأسا من الجهر بنزواتها الأنثوية جاهرة مكشوفة في معرض النساء:

ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين !

فهو الإصرار والتبجح والتهديد والإغراء الجديد في ظل التهديد .

ويسمع يوسف هذا القول في مجتمع النساء المبهورات , المبديات لمفاتنهن في مثل هذه المناسبات . ونفهم من السياق أنهن كن نساء مفتونات فاتنات في مواجهته وفي التعليق على هذا القول من ربة الدار ; فإذا هو يناجي ربه:

(قال:رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه). .

ولم يقل:ما تدعوني إليه . فهن جميعا كن مشتركات في الدعوة . سواء بالقول أو بالحركات واللفتات . . وإذا هو يستنجد ربه أن يصرف عنه محاولاتهن لإيقاعه في حبائلهن , خيفة أن يضعف في لحظة أمام الإغراء الدائم , فيقع فيما يخشاه على نفسه , ويدعو الله أن ينقذه منه:

(وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين). .

وهي دعوة الإنسان العارف ببشريته . الذي لا يغتر بعصمته ; فيريد مزيدا من عناية الله وحياطته , يعاونه على ما يعترضه من فتنة وكيد وإغراء .

(فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن , إنه هو السميع العليم). .

وهذا الصرف قد يكون بإدخال اليأس في نفوسهن من استجابته لهن , بعد هذه التجربة , أو بزيادة انصرافه عن الإغراء حتى لا يحس في نفسه أثرا منه . أو بهما جميعا .

(إنه هو السميع العليم)الذي يسمع ويعلم , يسمع الكيد ويسمع الدعاء , ويعلم ما وراء الكيد وما وراء الدعاء .

وهكذا اجتاز يوسف محنته الثانية , بلطف الله ورعايته . وانتهت بهذه النجاة الحلقة الثانية من قصته المثيرة
من الاية 32 الى الاية 34

قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)

الوحدة الثالثة:35 - 53 يوسف ما بين سجنه إلى خروجه بريئا
كمال العطار
كمال العطار
مدير المنتدي
مدير المنتدي

عدد المساهمات : 5682
تاريخ التسجيل : 11/05/2011

https://reydalsalhen.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى