لبراء بن مالك الأنصاري

**كمال العطار** الأحد يوليو 03, 2011 2:25 am

[b]م الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البراء بن مالك الانصاري اخو أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
كان البراء شجاعاً قتل مائة من المشركين مبارزةً وهو وحده غير الذين قتلهم في غمارِ المعارك مع المحاربين 0
بعد أن التحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى إرتدّ قبائل من العرب وخرجوا من الاسلام ولم يبق الا اهل مكه والمدينه وجماعات متفرقه هنا وهناك ممن ثبت الله قلوبهم على الايمان 0
وكان اقوى المرتدين بأساً وأكثرهم عدداً بنوا حنيفه اصحاب مسيلمه الكذاب0
وصرح بعضهم وقال اشهد انّ مسيلمة كذاب ومحمداً صادق لكن كذاب ربيعه احب إلينا من صادق مضر وقدّر الله انّ جيش مسيلمة يهزم أول جيش خرج إليه من جيوش الاسلام بقيادة عكرمه بن ابي جهل0
فأرسل الصديق رضي الله عنه جيشاً ثانياً بقيادة خالد بن الوليد حشد فيه وجوه الصحابه من المهاجرين والانصار 0
وكان في طليعة هؤلاء البراء بن مالك الأنصاري ونفر من كماة المسلمين والتقى الجيشان في ارض اليمامه وكان جيش مسيلمة راجحة كفته وزلزل الارض من تحت اقدام المسلمين حتى اقتحموا فسطاد خالد بن الوليد واقتلعوه من اصوله0
عند ذلك شعر المسلمون بالخطر الداهم وادركوا انهم يهزمون امام مسيلمة فلن تقوم للاسلام قائمه وهبّ خالد إلى جيشه فأعاد تنظيمه فميز المهاجرين عن الانصار 0.
ثمّ دارت رحى الحرب معركة ضروس لم يعرف لها نظير وثبت قوم مسيلمة في ساحات الوغى ثبوت الجبال الراسيات ولم يبالوا بكثرة ما قتل منهم 0
فهذا ثابت بن قيس حامل لواء الأنصار يتحنّط ويتكفّن ويحفر لنفسه حفرةً في الارض فينزل فيها الى نصف ساقه ويبقى ثابتاً يجالد عن راية قومه حتّى خرّ صريعاً شهيداً0
وتوفي من القاده مجموعةً ليست قليله من المسلمين0
فلمّا رأى خالد أنّ الوطيس حمي واشتدّ التفت الى البراء بن مالك وقال إليهم يا فتى الانصار ،فألتفت البراء إلى قومه وقال يا أهل المدينه لا يفكرنّ احدٌ منكم بالرجوع إلى يثرب ، فلا مدينة لكم بعد اليوم ، وانما هو الله وحده ن ثمّ الجنه0
ثم حمل على الاعداء وحملوا معه وانبرى يشق الصفوف ويعمل السيف في رقاب اعداء الله حتى زلزلت اقدام مسيلمه واصحابه فلجؤوا غلى الحديقة المعروفه بحديقة الموت لكثرة من قتل فيها فاغلق مسيلمه وجنده الابواب وتحصنوا بعالي جدرانها وجعلوا يمطرون المسلمين بنبالهم من داخلها فتتساقط عليهم تساقط المطر0
عند ذلك تقدم البراء بن مالك وقال يا قوم ضعوني على ترس وارفعوا الترس على الرماح ثم اقذفوني بالحديقه قريباً من بابها فإما أن استشهد وإما أن افتح الباب وفي زمن يسير جلس البراء على الترس ورفعته الرماح وألقته في حديقة الموت قرب الباب بيا الآلاف المؤلفة من جند مسيلمه 0
فنزل عليهم نزول الصاعقه فجالدهم امام باب الحديقه حتى قتل عشرة منهم وفتح الباب للمسلمين وبه بضع وثمانون جراحه فتدفق المسلمون على الحديقه من حيطانها زابوابها واعملوا السيوف في رقاب المرتدين حتى قتلوا منهم قرابة عشرون الفاً ووصلوا الى مسيلمة الكذاب وقتلوه0
ثم حملوا البراء بن مالك الى رحله ليداوى فيه واقام عليه خالد بن الوليد شهراً يعالجه حتى اذن له الله بالشفاء وظلّ البراء يتمنى الشهاده حتى كتبها الله له في فتح تسْتر من بلاد الفرس في احدى القلاع الممردة0
فحاصرهم المسلمون وأحاطوا بهم فلما طال الحصار واشتد البلاء على الفرس جعلوا يدلون من فوق اسوار القلعة سلاسل من حديد علقت بها كلاليب من فو لاذ حميت بالنار فكانت تنشب في اجساد المسلمين وتعلق بهم فيرفعونهم اليهم إمّا موتى وإلاّ على وشك الموت فعلق منها بأنس بن مالك اخيه فوثب البراء على جدار الحصن وأمسك السلسلة التي امسكت أخاه وجعل يعالج الكلاب ليخرجه من جسد أخيه وأخذت يداه تحترق فلم يبال إلى أن خلّص أخاه وهبط إلى الأرض بعد أن صارت يده عظاماً ليس عليها لحم ثم دعا البراء ربه أن يرزقه الشهاده فأجاب الله دعاه واستشهد رضي الله عنهم [/b]0