كيف نربي أبناءنا؟
صفحة 1 من اصل 1
كيف نربي أبناءنا؟
الأطفال هم أغلى ما نملك في الحياة فهم فلذات الأكباد وحبات القلوب التي نرويها بالحب، الذي يأتي غالبًا من الرعاية والاهتمام؛ ونظرًا لتنوع الدراسات والمفاهيم التربوية وتغيرها عن ذي قبل، وتطورها بشكل شتت معه أذهان الآباء والأمهات فقد خلق ذلك نوعًا من البلبلة لدى العديد من الأمهات اللاتي غالبًا ما يتساءلن كيف نربي أبناءنا؟ بنعم أم بلا؟ بالشدة أم باللين؟ بالقسوة أم بالحنان والاحتواء؟
إلى أى مدى يكون التدليل مفسدة والقسوة أيضًا؟ نمسك العصا من أحد أطرافها أم أنَّ الاعتدال والوسطية مطلوبة؟ ما معنى الحديث الشريف الذي يقول فيه المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: "لاعبوهم سبعًا، واضربوهم سبعًا، وصاحبوهم سبعًا".. أسئلة عديدة نحاول أن نوجد لها إجابة خلال السطور التالية.
كلمة "لا" متى تُقال
الأم غالبًا ما تكون مصدر العطاء والتضحية الرئيسي لأبنائها، وغالبًا ما تأتي هذه التضحية على حساب صحتها، فهي دائمة الطاعة لا تقول إلا "نعم" أو "حاضر"، بالرغم من أن كلمة (لا) لها العديد من الفوائد الصحية والنفسية.
وتؤكد وولف ميركل خبيرة علم النفس الأمريكية أن التصريح بكلمة (لا) له العديد من الفوائد الصحية والنفسية، متعلقة باحترام الذات والشجاعة في مواجهة مشاعر الخوف التي تنتابك لدى التفوه بها، وأشارت إلى أنَّ هذه الكلمة على الرغم من قوتها في بعض الأحيان إلا أنها تساعد على استقرار العلاقات الأسرية؛ لأنها تساهم في وضع حدود للعلاقة على المدى البعيد وتعبر عن المشاعر الحقيقية.
وأوضحت الخبيرة الأمريكية أنَّ النساء اللاتي دأبن على الموافقة على أي طلب فإنَّ التغيير لديهن يكون صعبًا وقد يستغرق زمنًا طويلاً، وغالبًا ما يفكرن أنَّ الأولاد والأصدقاء والزوج والآخرين سوف يغضبون عندما يقلن كلمة (لا)، ولذلك يجب أن يعي هذا الفريق من النساء أنَّ الاعتياد على كلمة (نعم) بصفة مستمرة سوف يكلفهن ثمنًا باهظًا على المدى الطويل.
لذلك يجب عليك أن تدربي نفسك على قول كلمة (لا) باتباع الخطوات التالية:
- تدوين النتائج المترتبة على قول ( نعم) أو (لا) في ورقة على التوالي.
- عبري عن أسفك من رفضك لأمر معين مع توضيح أسبابه دون تردد.
- لا داعي لاستخدام ( الكذب الأبيض) بل قولي بشجاعةٍ الأسباب الحقيقة لقول كلمة (لا).
- لتخفيف التوتر الصادر عن كلمة (لا) عليك التفوه بها بأسلوبٍ دبلوماسي لطيفٍ دون إحراجٍ أو إهانةٍ للإنسان الذي ترفضين طلبه.
ألفاظ غريبة
قد تفاجئين أنَّ طفلك يتفوه بألفاظٍ غريبةٍ وبذيئة خاصةً إذا كنت عاملة وتتركينه أثناء فترة عملك في حضانة مختلطًا مع شخصيات مختلفة من الأطفال.
وبالتالي تكون النتيجة الطبيعية لذلك عند غضب طفلك هو التفوه بألفاظ أنت ترفضينها تمامًا؛ حينئذٍ يجب عليك اتباع الآتي وفق نصائح الخبراء:
أولاً: التغلب على أسباب الغضب:
- فالطفل يغضب وينفعل لأسباب قد نراها تافهة كفقدان اللعبة أو الرغبة في اللعب الآن أو عدم النوم... إلخ، وعليك عدم التهوين من شأن أسباب انفعاله هذه؛ فاللعبة بالنسبة له هي مصدر المتعة ولا يعرف متعة غيرها (فمثلاً: يريد اللعب الآن لأنَّ الطفل يعيش "لحظته"، وليس مثلنا يدرك المستقبل ومتطلباته أو الماضي وذكرياته).
- عليك الاستماع بعقل القاضي وروح الأم لأسباب انفعال الطفل بعد أن تهدئي من روعه، وتذكريه أنكِ على استعداد لسماعه وحل مشكلته وإزالة أسباب انفعاله، وهذا ممكن إذا تحلى بالهدوء والذوق في التعبير من مسببات غضبه.
ثانيًا: إحلال السلوك القويم محل السلوك المرفوض:
1- ابحثي عن مصدر تواجد الألفاظ البذيئة في قاموس الطفل، فالطفل جهاز محاكاة للبيئة المحيطة، فهذه الألفاظ هي محاكاة لما قد سمعه من بيئته المحيطة (الأسرة- الجيران- الأقران- الحضانة..).
2- اعزلي طفلك عن مصدر الألفاظ البذيئة كأن تغيري الحضانة مثلاً إذا كانت هي المصدر، أو تبعدينه عن قرناء السوء إن كانوا هم المصدر، فالأصل- كما قيل- في "تأديب الصبيان الحفظ من قرناء السوء".
3- إظهار الرفض لهذا السلوك وذمه علنًا.
4- ضعي في اعتبارك أن طبيعة تغيير أي سلوك هي طبيعة تدريجية، وبالتالي التحلي بالصبر والهدوء في علاج الأمر أمر لا مفرَّ منه.. ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)﴾ (البقرة).
5- مكافئة الطفل بالمدح والتشجيع عند تعبيره عن غضبه بالطريقة السوية.
6- فإن لم يستجب بعد 4- 5 مرات من التنبيه عاقبيه بالحرمان من شيء يحبه كالنزهة مثلاً.
نربي أبناءنا بالحب
لا بد أن يربي الأب أبناءه على المودة والحب، ولكن كيف ينشئ الأب طفلاً يكون محبوبًا وقادرًا على أن يحب كل مَن حوله؟ وكيف يمكن أن تكون محبة الطفل للحياة عميقة وكريمة وليست سطحية أو مجرد ديكور اجتماعي، وأن يكون الحب في قلب الطفل عميقًا بحيث تتحول الطاقة التي في أعماقه إلى تعاون مع مَن حوله.
إننا نلمس في حياتنا آثار أي شخص محب لنا، والبشرية خلال رحلة تحررها من فسادها كانت تجد في الأنبياء الذين بعثتهم السماء رموزًا قوية للحب والعطاء.
ومثال ذلك ما جاءت به الرسالات السماوية ثم كانت الرسالة الخاتمة التي هي أعظم ما وهبه الله للبشرية من منهج حياة يصون الحب فيكفل بقاء الكون عامرًا، تلك هي رسالة محمد عليه الصلاة والسلام.
إنَّ حب إنسان لقومه يجعل الناس يأتلفون ويشعرون بالراحة ويلمسون السعادة في أعماق نفوسهم ويمكنهم من أن يكونوا قادرين على إقامة صداقات قوية وطويلة الأمد، فينمو المستقبل بين أيديهم بثبات وجودة.
إنَّ إنسانًا ينشأ على قيمة الحب هو إنسان يضع كل شيء في مكانه الصحيح، فيختار شريكة عمره على أساس من التواصل العاطفي والعقلي وحيوية التقدير الجنسي بين الاثنين؛ بل إنَّ الانسجام بين الرجل والمرأة في المجتمع المحب يصل إلى درجة رائعة بإمكاننا أن نتخيلها، ذلك أن البشرية لم تصل حتى الآن إلى المجتمع المحب الكامل، إننا نكتشف في علاقة الحب المستمرة والعميقة بين الرجل والمرأة الآلاف من الأفعال التلقائية التي تنبع من خيال المرأة فيستجيب لها الرجل، أو تنبع من خيال الرجل فتستجيب لها المرأة، ونحن نرى أنَّ الزواج المبني على الحب يرسي أسس السعادة بثبات.
وكما قلنا من قبل، ينشئ أطفالاً أكثر سعادة وانفتاحًا على العالم، إنَّ هناك أمواجًا من الحب تحيط بالرجل والمرأة والطفل، والأطفال الذين جاءوا من علاقة حبٍ يقوون الروابط الروحية والمادية بين الأب والأم.
ولكن هناك وجهًا سلبيًا للحب، إنه التسلط، فعندما يكون أحد الزوجين متسلطًا فهو يفرض جبروته على الطرف الآخر، ويعتقد كل قرين أنَّ الطرف الآخر يحب الأطفال أكثر منه، وكثيرًا ما نسمع كلمة قاتلة للحب في نفوس الأبناء، الكلمة التي تأتي على لسان المرأة مثلاً فتقول: "إنني أعيش مع زوجي الديكتاتور من أجل الأطفال".
إنَّ الأطفال قد لا يسمعون هذه العبارة من أمهم، ولكنها تنتشر بسرعة في العلاقة بين الأبناء من جهة وبين الأب والأم من جهة ثانية، إنَّ الأطفال يبدءون في تلك الحالة رحلة الانتقام والضجيج والسلوك المزعج، وكذلك يسبب الأطفال هذا الضجيج وينشأ فيهم ذلك الالتواء عندما يقول الأب كلمات من مثل: "إنني أتحمل الحياة مع هذه المرأة من أجل الأطفال"؛ إنَّ الأبناء يحبون أن يعيش الأب والأم معًا في حالة حبٍ، وأن تستمر العلاقة بينهما قوية ومتينة، كما يفضلون أن تكون علاقتهم بالكبار على أساس من الحب والتعاون، ويتخوفون من أن تتحول الكراهية- كراهية أحد الزوجين للآخر- إلى ثقل على أكتاف الأبناء.
وعندما تكون العلاقة مفعمة بالتنافر بين الزوج والزوجة فلنا أن نتوقع أطفالاً غير مبالين إلى الصداقة مع غيرهم، وأن نتوقع كبارًا ينظرون إلى العالم نظرة عدم ثقة، وأن نرى ألوانًا من السلوك تثير الخصومة والتنافر.
وهكذا نجد أنَّ الطفل الصغير يختبئ عمليًا داخل جسد الكبير. نعم، فكل منا يحمل طفولته داخله. وهذا الطفل الصغير يسعى إلى نيل الحب، وكل طفل يحب أن يكون محبوبًا ومحبًا، وإلا فإنَّ الطفل سيلجأ إلى إزعاج مَن حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب.
عزيزتي الأم .. ماذا تفعلين عندما ترين طفلك يسيئ التصرف ويرد عليك بمنتهى العدوانية؟ وفي هذا الموضوع يؤكد خبراء علم النفس والطفولة أنَّ هذا هو أسلوب الصغار للتعبير عن مشاعرهم، لكن السؤال يبقى: لماذا يسيء الأطفال التصرف ليعبروا لنا عن مشاعرهم؟!.
وتقترح الاختصاصية النفسية فاطمة العدوان من السعودية على الوالدين أن يطرحا على نفسيهما هذا السؤال التالي:
- هل هناك خطأ في تربيتي لأطفالي؟
وتشرح هذه الأخطاء في التربية في النقاط التالية:
- النظام المتساهل في التربية وعدم قول "لا" للطفل، وأحيانًا إذا وجد الأب أو الأم صعوبةً في وضع حدٍ لسلوكيات الطفل، فعلى الأرجح أن يستمر الطفل في سلوكه السيئ حتى يستسلم الأهل، وبعض الآباء يشعرون أنَّ طفلهم قد يتوقف عن حبهم إذا كانوا حازمين معه، أو قد يكونون غير واثقين من موقفهم، لذا يتراجعون بسهولةٍ ويستسلمون لرغبات الصغير غير المنطقية.
- عدم الثبات في التربية؛ فقد لا تتفق الأم والأب على معايير سلوكية واضحة ومحددة.
- توتر الوالدين أو أحدهما، فقد يهمل أحد الأبوين دور الأمومة أو الأبوة، بسبب مطالب العمل أو بسبب مشكلات شخصية أو بسبب الطلاق أو الخلافات الزوجية.
- الدلال الزائد وتلبية جميع رغبات الطفل.
- أيضًا الحماية الزائدة، فيحاول الوالدان حمايته من كل شيء.
- الشعور بالذنب، أو لأنَّ أحد الأبوين عانى من طفولة محرومة ويريد لطفله أن يحصل على كل ما لم يحصل عليه.
- الكمال الزائد: فالكثير من الأهل يحملون توقعات عالية جدًا لأطفالهم، ويتوقعون منهم إظهار نقاط القوة دون وجود أي نقاط ضعف، والنتيجة طبعًا أن يشعر الطفل أنه غير كفء وغير قادر على تلبية التوقعات، وبالتالي يتصرف بشكلٍ غير مناسب.
- تعزيز الأبوين: فبعض الأطفال يتعلم كيف يؤثر في الكبار ليحصل على ما يريد بطريقة الإلحاح الطفولي الجذاب.
وتوضح الإخصائية فاطمة أنَّ تعامل الوالدين مع القوانين والسلطة بشكلٍ عامٍ يؤثر في ميل أطفالهما للطاعة، فإذا أظهر الأبوان أو أحدهما القليل من الاحترام للقوانين أو لموظفي القانون، فعلى الأرجح أن ينشأ أطفالهما على عدم احترام الراشدين.
وتنصح الاختصاصية فاطمة كل أم بالتفكير في العوامل التالية لكي تعرف لماذا يسيئ طفلها التصرف:
- الافتقار إلى المهارات: فقد يكون السلوك السيئ ناتجًا عن افتقاد المهارات التي لم يقم الأهل بتعليمها للطفل.
- عدم النضج: من الأسباب الواضحة التي لا تتيح لبعض الأطفال تعلم سلوك أكثر نضجًا التخلف العقلي والاضطرابات اللغوية وأشكال اخرى من صعوبة التعلم.
- الخبث أو المكر: يقوم بعض الأطفال بالتدمير بشكلٍ متعمدٍ وبدافع العداء، فقد يشعلون النار في الستائر أو يقومون بتحطيم الأشياء، حتى يغيظوا الأهل، وهذا الشكل من أشكال التخريب هو أكثر الأشكال صعوبة في السيطرة عليه، وغالبًا ما يعبِّر عن وجود اضطراب انفعالي دفين.
- عدم تنفيذ الأوامر: يحاول الطفل أحيانًا، عن طريق سلوكه أو رفضه تنفيذ الأوامر، أن يتأكد إن كان الأهل سيقومون بتطبيق هذه القوانين أو يتساهلون في تنفيذها.
إليك الأسباب الخفية لهذا السلوك:
- التفريغ الانفعالي: يميل الأطفال للشتم بطريقة قهرية عندما يشعرون بالإحباط أو الغضب، وهذا يمنحهم تحررًا من التوتر الجسمي.
- تقبل الرفاق: يستخدم بعض الأطفال اللغة البذيئة أثناء تجوالهم مع أصدقائهم كي يحظوا بالتقبل والاستحسان، فهم يشعرون أنَّ هذا السلوك يعزز صورة الشخص الصلب القوي.
- حاجات غير مشبعة أو الشعور بالحرمان: فالطفل الذي يشعر أنه مهمل أو محروم يشعر بالحسد تجاه الامتيازات التي يتمتع بها الأطفال من حوله، ومثل هذا الطفل قد يتصرف بطريقةٍ سيئةٍ، كما أنَّ الطفل الذي يفتقد الثقة بالنفس أو الذي يشعر مثلاً أنه غبي قد يقوم بمثل هذه السلوكيات، فالطفل قد يتصرف بصورةٍ سيئةٍ إذا اعتقد أنه سيئ.
- الانتقام: فبعض صغار السن يقومون بهذه السلوكيات كسلوك انتقامي ضد بعض الأشخاص المقربين أو المهمين في حياتهم.
- المزاح: قد يشكل بعض الأطفال عصابات للتخريب، إلا أنَّ الدافع لذلك لا يكون عادةً التخريب بحد ذاته، إنما الإثارة وعدم وجود شيء آخر ينشغل به الطفل، والأطفال ما بين سن 10 : 15 سنة، عرضة بشكلٍ خاصٍّ لمثل هذا السلوك، فهم كجماعة يقومون بعمل أشياء لم يكونوا يتوقعون أن يقوموا بها كأفراد.
- صدمة الأهل: قد يحاول الطفل أن يصدم الكبار بتصرفاته ويعطيهم شعورًا بعدم الارتياح، ليشعر بالتفوق.
وفي النهاية تؤكد الاختصاصية فاطمة أنَّ هناك طرقًا للوقاية وطرقًا للعلاج، فطرق الوقاية تعني وقاية الطفل من التصرف بهذا الشكل مستقبلاً، وطرق العلاج تخص الطفل الذي يسيء التصرف، وتشمل طرق الوقاية:
1 - العمل على بناء علاقة وثيقة مع الطفل: فكلما زاد حبك للطفل وحبه لك، كان تقبله أفضل لتوجيهاتك. خصصي بعض الوقت يوميًا لإعطاء طفلك (أو طفلتك)، اهتمامًا خالصًا: تحدثي معه، العبي معه، اقرأي له.. خاصةً وقت النوم؛ لأنه وقت ممتاز للرفقة.
2 - استجيبي لرغباته المعقولة: فكلما كنت مستجيبة لطلبات طفلك، كان بإمكانك أن تتوقعي منه استجابةً لرغباتك.
3- لا تكوني متسلطة: امنحي طفلك فرصةً لإبداء رأيه عند وضع القوانين، كلما أمكن ذلك، بهذه الطريقة سيميل أكثر لإطاعتها، ولا بد من احترام مشاعر الطفل والسماح له بالتعبير عمَّا لا يحبه، فهذا من حقه.
4- كوني قدوة: فإن كانت اتجاهاتك نحو السلطة إيجابية، فعلى الأرجح أن طفلك سيظهر احترامًا للسلطة.
5- ضعي القواعد: فوضع قواعد معينة للأطفال يجعلهم أكثر قدرةً على تنفيذها، وعند وضع القواعد لا بدَّ من مراعاة عدة أمور منها:
- مراعاة الفروق الفردية: فالأهل أقدر على تحديد ما يناسب طفلهم والقواعد التي يحتاجها، والتي تتناسب مع شخصيته ومستوى نضجه.
- كوني محددة: عند وضع قاعدة للطفل تأكدي أنه يعرف تمامًا ما الذي عليه فعله ومتى ينبغي أن يفعله.
- وضحي السبب: فشرح أسباب وضع القاعدة يجعل الأطفال أكثر استعدادًا لتقبلها.
- توقعي الطاعة: عندما تطلبين من طفلك أن يفعل شيئًا ما، تصرفي كما لو كنت تتوقعين منه الطاعة ولا تدعيه يشعر مطلقًا أنك تتوقعين منه غير ذلك.
أما بالنسبة لطرق العلاج، فتشمل:
1- التعزيز الإيجابي: حيث يفيد تقديم أشياء إيجابية ومفيدة للطفل عند قيامه بسلوك جيد؛ لأن ذلك يزيد من فرصة ثبات وتكرار هذا السلوك.
2- العقاب: من أفضل الطرق فعالية في إنهاء المشكلة، تعليم الطفل أن سلوكه هذا سوف يؤدي إلى نتائج غير سارة، ومن المهم أن يكون هناك ثبات وعدم تراجع في استخدام الإجراءات.
3- عبِّري عن عدم رضاك عن سلوكيات الطفل، لكن لا تستخدمي عبارات مثل "لن أحبك إن قمت بفعل ذلك".. انتقدي السلوك ولا تنتقدي الطفل أو تجعليه يشعر بفقدان الحب في حال ارتكابه سلوكًا سيئًا.
4- عبِّري عن الجانب الأخلاقي: علمي طفلك أن إساءته التصرف تؤدي إلى فقدان الثقة به من قِبل الآخرين.
5 - التجاهل: أحيانًا قد يكون من المناسب تجاهل السلوك السيئ للطفل، خاصةً إذا كان سبب هذا السلوك هو لفت الانتباه.
6- علمي الطفل التمييز: اشرحي لطفلك الفرق بين السلوك الجيد والسلوك السيئ، وما النتائج المترتبة على كلا السلوكين.
للآباء فقط
عزيزي الأب.. لا تقلق إذا لاحظت عدم تعلقك الشديد بطفلك الأول، واعلم أنَّ الفارق في مدى تعلقك وزوجتك بطفلكما أن هناك هرمونات خاصةً بالأمومة تأخذ في التزايد أثناء فترة الحمل في حين أنَّ الذي يزيد من حبك وتعلقك بطفلك هو المدة التي تقضيها في اللعب معه، أما إذا أردت أن تنجح في أبوتك فعليك بثلاثية النجاح الأبوي (الحب، القراءة، الغناء)، ويتحقق ذلك عن طريق:
- يمكنك أن تختلق بعض القصص والحكايات من الأحداث اليومية.
- انشد بعض الأغنيات عن الأشخاص والأماكن التي يعرفها طفلك.
- أوصف لطفلك كل ما يحدث خلال الروتين اليومي، كل هذه الأحاديث سوف تمنح طفلك قاعدة صلبة تساعده على التعلم في المستقبل.
قد لا تقتنع بهذا الكلام وتسأل نفسك لماذا تقرأ أو تتحدث مع طفلك قبل أن يتعلم الكلام؟ وقد يبدو لكَ أنَّ هؤلاء الأطفال الصغار لا يفهمون ما نتحدث عنه ولكنهم يفهمون، بالفعل هؤلاء الصغار لا يستطيعون أن يدركوا بعد معاني الكلمات إلا أنَّ قدرتهم اللغوية تنمو من خلال هذه الأحاديث المبكرة، عندما يسمعك طفلك الوليد تردد بعض الكلمات مرارًا وتكرارًا فإنَّ الجزء المسئول عن اللغة والتحدث في مخه يتطور.
وكلما زاد المحصول اللغوى الذي يسمعه الطفل من خلال هذه الأحاديث نمت وتطورت أجزاء المخ المسئولة عن اللغة، بالإضافة إلى أنَّ حديثك وغناءك وقراءتك لطفلك أمور تساعد على تطور مخه، فهي أيضًا فرصة رائعة ليزداد قربك منه.
يمكنك أن تقرأ الكتب المصورة والحكايات لطفلٍ صغير جدًا حتى لو كان طفلاً وليدًا، عندما يبلغ الطفل ستة أشهر فإنه يعبر عن شعوره بالإشارة عندما تتسع عيناه وتتحرك أزرعه وأرجله إذا نظر إلى كتاب مليء بصور الأطفال أو بصور أشياء مألوفة لديه.
ولقد أكدت الدراسات أنَّ الطريقة التي تقرأ بها لطفلك تشكل اختلافًا بالنسبة له، فإذا قرأت القصص والحكايات بطريقة تشجع الطفل الأكبر سنًا أي الذي يستطيع أن يتحدث ولو بقدرٍ ضئيل بأن يجيب على أسئلتك بأن يشير إلى ما يراه في الكتاب المصور، بأن يخبرك عمَّا يظن أن قد يحدث في الحكاية بعد ذلك، أو بأن يكرر القوافي واللوازم، وهذا شيء إيجابي.
وقد تكون رواية نفس القصص والحكايات وغناء نفس الأغنيات مرارًا وتكرارًا أمرًا مملاً بالنسبة لك، ولكنه ليس مملاً بالنسبة لطفلك؛ فالطفل يتعلم من خلال التكرار وهذا لا ينطبق على اللغة وحدها.
إلى أى مدى يكون التدليل مفسدة والقسوة أيضًا؟ نمسك العصا من أحد أطرافها أم أنَّ الاعتدال والوسطية مطلوبة؟ ما معنى الحديث الشريف الذي يقول فيه المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: "لاعبوهم سبعًا، واضربوهم سبعًا، وصاحبوهم سبعًا".. أسئلة عديدة نحاول أن نوجد لها إجابة خلال السطور التالية.
كلمة "لا" متى تُقال
الأم غالبًا ما تكون مصدر العطاء والتضحية الرئيسي لأبنائها، وغالبًا ما تأتي هذه التضحية على حساب صحتها، فهي دائمة الطاعة لا تقول إلا "نعم" أو "حاضر"، بالرغم من أن كلمة (لا) لها العديد من الفوائد الصحية والنفسية.
وتؤكد وولف ميركل خبيرة علم النفس الأمريكية أن التصريح بكلمة (لا) له العديد من الفوائد الصحية والنفسية، متعلقة باحترام الذات والشجاعة في مواجهة مشاعر الخوف التي تنتابك لدى التفوه بها، وأشارت إلى أنَّ هذه الكلمة على الرغم من قوتها في بعض الأحيان إلا أنها تساعد على استقرار العلاقات الأسرية؛ لأنها تساهم في وضع حدود للعلاقة على المدى البعيد وتعبر عن المشاعر الحقيقية.
وأوضحت الخبيرة الأمريكية أنَّ النساء اللاتي دأبن على الموافقة على أي طلب فإنَّ التغيير لديهن يكون صعبًا وقد يستغرق زمنًا طويلاً، وغالبًا ما يفكرن أنَّ الأولاد والأصدقاء والزوج والآخرين سوف يغضبون عندما يقلن كلمة (لا)، ولذلك يجب أن يعي هذا الفريق من النساء أنَّ الاعتياد على كلمة (نعم) بصفة مستمرة سوف يكلفهن ثمنًا باهظًا على المدى الطويل.
لذلك يجب عليك أن تدربي نفسك على قول كلمة (لا) باتباع الخطوات التالية:
- تدوين النتائج المترتبة على قول ( نعم) أو (لا) في ورقة على التوالي.
- عبري عن أسفك من رفضك لأمر معين مع توضيح أسبابه دون تردد.
- لا داعي لاستخدام ( الكذب الأبيض) بل قولي بشجاعةٍ الأسباب الحقيقة لقول كلمة (لا).
- لتخفيف التوتر الصادر عن كلمة (لا) عليك التفوه بها بأسلوبٍ دبلوماسي لطيفٍ دون إحراجٍ أو إهانةٍ للإنسان الذي ترفضين طلبه.
ألفاظ غريبة
قد تفاجئين أنَّ طفلك يتفوه بألفاظٍ غريبةٍ وبذيئة خاصةً إذا كنت عاملة وتتركينه أثناء فترة عملك في حضانة مختلطًا مع شخصيات مختلفة من الأطفال.
وبالتالي تكون النتيجة الطبيعية لذلك عند غضب طفلك هو التفوه بألفاظ أنت ترفضينها تمامًا؛ حينئذٍ يجب عليك اتباع الآتي وفق نصائح الخبراء:
أولاً: التغلب على أسباب الغضب:
- فالطفل يغضب وينفعل لأسباب قد نراها تافهة كفقدان اللعبة أو الرغبة في اللعب الآن أو عدم النوم... إلخ، وعليك عدم التهوين من شأن أسباب انفعاله هذه؛ فاللعبة بالنسبة له هي مصدر المتعة ولا يعرف متعة غيرها (فمثلاً: يريد اللعب الآن لأنَّ الطفل يعيش "لحظته"، وليس مثلنا يدرك المستقبل ومتطلباته أو الماضي وذكرياته).
- عليك الاستماع بعقل القاضي وروح الأم لأسباب انفعال الطفل بعد أن تهدئي من روعه، وتذكريه أنكِ على استعداد لسماعه وحل مشكلته وإزالة أسباب انفعاله، وهذا ممكن إذا تحلى بالهدوء والذوق في التعبير من مسببات غضبه.
ثانيًا: إحلال السلوك القويم محل السلوك المرفوض:
1- ابحثي عن مصدر تواجد الألفاظ البذيئة في قاموس الطفل، فالطفل جهاز محاكاة للبيئة المحيطة، فهذه الألفاظ هي محاكاة لما قد سمعه من بيئته المحيطة (الأسرة- الجيران- الأقران- الحضانة..).
2- اعزلي طفلك عن مصدر الألفاظ البذيئة كأن تغيري الحضانة مثلاً إذا كانت هي المصدر، أو تبعدينه عن قرناء السوء إن كانوا هم المصدر، فالأصل- كما قيل- في "تأديب الصبيان الحفظ من قرناء السوء".
3- إظهار الرفض لهذا السلوك وذمه علنًا.
4- ضعي في اعتبارك أن طبيعة تغيير أي سلوك هي طبيعة تدريجية، وبالتالي التحلي بالصبر والهدوء في علاج الأمر أمر لا مفرَّ منه.. ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)﴾ (البقرة).
5- مكافئة الطفل بالمدح والتشجيع عند تعبيره عن غضبه بالطريقة السوية.
6- فإن لم يستجب بعد 4- 5 مرات من التنبيه عاقبيه بالحرمان من شيء يحبه كالنزهة مثلاً.
نربي أبناءنا بالحب
لا بد أن يربي الأب أبناءه على المودة والحب، ولكن كيف ينشئ الأب طفلاً يكون محبوبًا وقادرًا على أن يحب كل مَن حوله؟ وكيف يمكن أن تكون محبة الطفل للحياة عميقة وكريمة وليست سطحية أو مجرد ديكور اجتماعي، وأن يكون الحب في قلب الطفل عميقًا بحيث تتحول الطاقة التي في أعماقه إلى تعاون مع مَن حوله.
إننا نلمس في حياتنا آثار أي شخص محب لنا، والبشرية خلال رحلة تحررها من فسادها كانت تجد في الأنبياء الذين بعثتهم السماء رموزًا قوية للحب والعطاء.
ومثال ذلك ما جاءت به الرسالات السماوية ثم كانت الرسالة الخاتمة التي هي أعظم ما وهبه الله للبشرية من منهج حياة يصون الحب فيكفل بقاء الكون عامرًا، تلك هي رسالة محمد عليه الصلاة والسلام.
إنَّ حب إنسان لقومه يجعل الناس يأتلفون ويشعرون بالراحة ويلمسون السعادة في أعماق نفوسهم ويمكنهم من أن يكونوا قادرين على إقامة صداقات قوية وطويلة الأمد، فينمو المستقبل بين أيديهم بثبات وجودة.
إنَّ إنسانًا ينشأ على قيمة الحب هو إنسان يضع كل شيء في مكانه الصحيح، فيختار شريكة عمره على أساس من التواصل العاطفي والعقلي وحيوية التقدير الجنسي بين الاثنين؛ بل إنَّ الانسجام بين الرجل والمرأة في المجتمع المحب يصل إلى درجة رائعة بإمكاننا أن نتخيلها، ذلك أن البشرية لم تصل حتى الآن إلى المجتمع المحب الكامل، إننا نكتشف في علاقة الحب المستمرة والعميقة بين الرجل والمرأة الآلاف من الأفعال التلقائية التي تنبع من خيال المرأة فيستجيب لها الرجل، أو تنبع من خيال الرجل فتستجيب لها المرأة، ونحن نرى أنَّ الزواج المبني على الحب يرسي أسس السعادة بثبات.
وكما قلنا من قبل، ينشئ أطفالاً أكثر سعادة وانفتاحًا على العالم، إنَّ هناك أمواجًا من الحب تحيط بالرجل والمرأة والطفل، والأطفال الذين جاءوا من علاقة حبٍ يقوون الروابط الروحية والمادية بين الأب والأم.
ولكن هناك وجهًا سلبيًا للحب، إنه التسلط، فعندما يكون أحد الزوجين متسلطًا فهو يفرض جبروته على الطرف الآخر، ويعتقد كل قرين أنَّ الطرف الآخر يحب الأطفال أكثر منه، وكثيرًا ما نسمع كلمة قاتلة للحب في نفوس الأبناء، الكلمة التي تأتي على لسان المرأة مثلاً فتقول: "إنني أعيش مع زوجي الديكتاتور من أجل الأطفال".
إنَّ الأطفال قد لا يسمعون هذه العبارة من أمهم، ولكنها تنتشر بسرعة في العلاقة بين الأبناء من جهة وبين الأب والأم من جهة ثانية، إنَّ الأطفال يبدءون في تلك الحالة رحلة الانتقام والضجيج والسلوك المزعج، وكذلك يسبب الأطفال هذا الضجيج وينشأ فيهم ذلك الالتواء عندما يقول الأب كلمات من مثل: "إنني أتحمل الحياة مع هذه المرأة من أجل الأطفال"؛ إنَّ الأبناء يحبون أن يعيش الأب والأم معًا في حالة حبٍ، وأن تستمر العلاقة بينهما قوية ومتينة، كما يفضلون أن تكون علاقتهم بالكبار على أساس من الحب والتعاون، ويتخوفون من أن تتحول الكراهية- كراهية أحد الزوجين للآخر- إلى ثقل على أكتاف الأبناء.
وعندما تكون العلاقة مفعمة بالتنافر بين الزوج والزوجة فلنا أن نتوقع أطفالاً غير مبالين إلى الصداقة مع غيرهم، وأن نتوقع كبارًا ينظرون إلى العالم نظرة عدم ثقة، وأن نرى ألوانًا من السلوك تثير الخصومة والتنافر.
وهكذا نجد أنَّ الطفل الصغير يختبئ عمليًا داخل جسد الكبير. نعم، فكل منا يحمل طفولته داخله. وهذا الطفل الصغير يسعى إلى نيل الحب، وكل طفل يحب أن يكون محبوبًا ومحبًا، وإلا فإنَّ الطفل سيلجأ إلى إزعاج مَن حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب.
عزيزتي الأم .. ماذا تفعلين عندما ترين طفلك يسيئ التصرف ويرد عليك بمنتهى العدوانية؟ وفي هذا الموضوع يؤكد خبراء علم النفس والطفولة أنَّ هذا هو أسلوب الصغار للتعبير عن مشاعرهم، لكن السؤال يبقى: لماذا يسيء الأطفال التصرف ليعبروا لنا عن مشاعرهم؟!.
وتقترح الاختصاصية النفسية فاطمة العدوان من السعودية على الوالدين أن يطرحا على نفسيهما هذا السؤال التالي:
- هل هناك خطأ في تربيتي لأطفالي؟
وتشرح هذه الأخطاء في التربية في النقاط التالية:
- النظام المتساهل في التربية وعدم قول "لا" للطفل، وأحيانًا إذا وجد الأب أو الأم صعوبةً في وضع حدٍ لسلوكيات الطفل، فعلى الأرجح أن يستمر الطفل في سلوكه السيئ حتى يستسلم الأهل، وبعض الآباء يشعرون أنَّ طفلهم قد يتوقف عن حبهم إذا كانوا حازمين معه، أو قد يكونون غير واثقين من موقفهم، لذا يتراجعون بسهولةٍ ويستسلمون لرغبات الصغير غير المنطقية.
- عدم الثبات في التربية؛ فقد لا تتفق الأم والأب على معايير سلوكية واضحة ومحددة.
- توتر الوالدين أو أحدهما، فقد يهمل أحد الأبوين دور الأمومة أو الأبوة، بسبب مطالب العمل أو بسبب مشكلات شخصية أو بسبب الطلاق أو الخلافات الزوجية.
- الدلال الزائد وتلبية جميع رغبات الطفل.
- أيضًا الحماية الزائدة، فيحاول الوالدان حمايته من كل شيء.
- الشعور بالذنب، أو لأنَّ أحد الأبوين عانى من طفولة محرومة ويريد لطفله أن يحصل على كل ما لم يحصل عليه.
- الكمال الزائد: فالكثير من الأهل يحملون توقعات عالية جدًا لأطفالهم، ويتوقعون منهم إظهار نقاط القوة دون وجود أي نقاط ضعف، والنتيجة طبعًا أن يشعر الطفل أنه غير كفء وغير قادر على تلبية التوقعات، وبالتالي يتصرف بشكلٍ غير مناسب.
- تعزيز الأبوين: فبعض الأطفال يتعلم كيف يؤثر في الكبار ليحصل على ما يريد بطريقة الإلحاح الطفولي الجذاب.
وتوضح الإخصائية فاطمة أنَّ تعامل الوالدين مع القوانين والسلطة بشكلٍ عامٍ يؤثر في ميل أطفالهما للطاعة، فإذا أظهر الأبوان أو أحدهما القليل من الاحترام للقوانين أو لموظفي القانون، فعلى الأرجح أن ينشأ أطفالهما على عدم احترام الراشدين.
وتنصح الاختصاصية فاطمة كل أم بالتفكير في العوامل التالية لكي تعرف لماذا يسيئ طفلها التصرف:
- الافتقار إلى المهارات: فقد يكون السلوك السيئ ناتجًا عن افتقاد المهارات التي لم يقم الأهل بتعليمها للطفل.
- عدم النضج: من الأسباب الواضحة التي لا تتيح لبعض الأطفال تعلم سلوك أكثر نضجًا التخلف العقلي والاضطرابات اللغوية وأشكال اخرى من صعوبة التعلم.
- الخبث أو المكر: يقوم بعض الأطفال بالتدمير بشكلٍ متعمدٍ وبدافع العداء، فقد يشعلون النار في الستائر أو يقومون بتحطيم الأشياء، حتى يغيظوا الأهل، وهذا الشكل من أشكال التخريب هو أكثر الأشكال صعوبة في السيطرة عليه، وغالبًا ما يعبِّر عن وجود اضطراب انفعالي دفين.
- عدم تنفيذ الأوامر: يحاول الطفل أحيانًا، عن طريق سلوكه أو رفضه تنفيذ الأوامر، أن يتأكد إن كان الأهل سيقومون بتطبيق هذه القوانين أو يتساهلون في تنفيذها.
إليك الأسباب الخفية لهذا السلوك:
- التفريغ الانفعالي: يميل الأطفال للشتم بطريقة قهرية عندما يشعرون بالإحباط أو الغضب، وهذا يمنحهم تحررًا من التوتر الجسمي.
- تقبل الرفاق: يستخدم بعض الأطفال اللغة البذيئة أثناء تجوالهم مع أصدقائهم كي يحظوا بالتقبل والاستحسان، فهم يشعرون أنَّ هذا السلوك يعزز صورة الشخص الصلب القوي.
- حاجات غير مشبعة أو الشعور بالحرمان: فالطفل الذي يشعر أنه مهمل أو محروم يشعر بالحسد تجاه الامتيازات التي يتمتع بها الأطفال من حوله، ومثل هذا الطفل قد يتصرف بطريقةٍ سيئةٍ، كما أنَّ الطفل الذي يفتقد الثقة بالنفس أو الذي يشعر مثلاً أنه غبي قد يقوم بمثل هذه السلوكيات، فالطفل قد يتصرف بصورةٍ سيئةٍ إذا اعتقد أنه سيئ.
- الانتقام: فبعض صغار السن يقومون بهذه السلوكيات كسلوك انتقامي ضد بعض الأشخاص المقربين أو المهمين في حياتهم.
- المزاح: قد يشكل بعض الأطفال عصابات للتخريب، إلا أنَّ الدافع لذلك لا يكون عادةً التخريب بحد ذاته، إنما الإثارة وعدم وجود شيء آخر ينشغل به الطفل، والأطفال ما بين سن 10 : 15 سنة، عرضة بشكلٍ خاصٍّ لمثل هذا السلوك، فهم كجماعة يقومون بعمل أشياء لم يكونوا يتوقعون أن يقوموا بها كأفراد.
- صدمة الأهل: قد يحاول الطفل أن يصدم الكبار بتصرفاته ويعطيهم شعورًا بعدم الارتياح، ليشعر بالتفوق.
وفي النهاية تؤكد الاختصاصية فاطمة أنَّ هناك طرقًا للوقاية وطرقًا للعلاج، فطرق الوقاية تعني وقاية الطفل من التصرف بهذا الشكل مستقبلاً، وطرق العلاج تخص الطفل الذي يسيء التصرف، وتشمل طرق الوقاية:
1 - العمل على بناء علاقة وثيقة مع الطفل: فكلما زاد حبك للطفل وحبه لك، كان تقبله أفضل لتوجيهاتك. خصصي بعض الوقت يوميًا لإعطاء طفلك (أو طفلتك)، اهتمامًا خالصًا: تحدثي معه، العبي معه، اقرأي له.. خاصةً وقت النوم؛ لأنه وقت ممتاز للرفقة.
2 - استجيبي لرغباته المعقولة: فكلما كنت مستجيبة لطلبات طفلك، كان بإمكانك أن تتوقعي منه استجابةً لرغباتك.
3- لا تكوني متسلطة: امنحي طفلك فرصةً لإبداء رأيه عند وضع القوانين، كلما أمكن ذلك، بهذه الطريقة سيميل أكثر لإطاعتها، ولا بد من احترام مشاعر الطفل والسماح له بالتعبير عمَّا لا يحبه، فهذا من حقه.
4- كوني قدوة: فإن كانت اتجاهاتك نحو السلطة إيجابية، فعلى الأرجح أن طفلك سيظهر احترامًا للسلطة.
5- ضعي القواعد: فوضع قواعد معينة للأطفال يجعلهم أكثر قدرةً على تنفيذها، وعند وضع القواعد لا بدَّ من مراعاة عدة أمور منها:
- مراعاة الفروق الفردية: فالأهل أقدر على تحديد ما يناسب طفلهم والقواعد التي يحتاجها، والتي تتناسب مع شخصيته ومستوى نضجه.
- كوني محددة: عند وضع قاعدة للطفل تأكدي أنه يعرف تمامًا ما الذي عليه فعله ومتى ينبغي أن يفعله.
- وضحي السبب: فشرح أسباب وضع القاعدة يجعل الأطفال أكثر استعدادًا لتقبلها.
- توقعي الطاعة: عندما تطلبين من طفلك أن يفعل شيئًا ما، تصرفي كما لو كنت تتوقعين منه الطاعة ولا تدعيه يشعر مطلقًا أنك تتوقعين منه غير ذلك.
أما بالنسبة لطرق العلاج، فتشمل:
1- التعزيز الإيجابي: حيث يفيد تقديم أشياء إيجابية ومفيدة للطفل عند قيامه بسلوك جيد؛ لأن ذلك يزيد من فرصة ثبات وتكرار هذا السلوك.
2- العقاب: من أفضل الطرق فعالية في إنهاء المشكلة، تعليم الطفل أن سلوكه هذا سوف يؤدي إلى نتائج غير سارة، ومن المهم أن يكون هناك ثبات وعدم تراجع في استخدام الإجراءات.
3- عبِّري عن عدم رضاك عن سلوكيات الطفل، لكن لا تستخدمي عبارات مثل "لن أحبك إن قمت بفعل ذلك".. انتقدي السلوك ولا تنتقدي الطفل أو تجعليه يشعر بفقدان الحب في حال ارتكابه سلوكًا سيئًا.
4- عبِّري عن الجانب الأخلاقي: علمي طفلك أن إساءته التصرف تؤدي إلى فقدان الثقة به من قِبل الآخرين.
5 - التجاهل: أحيانًا قد يكون من المناسب تجاهل السلوك السيئ للطفل، خاصةً إذا كان سبب هذا السلوك هو لفت الانتباه.
6- علمي الطفل التمييز: اشرحي لطفلك الفرق بين السلوك الجيد والسلوك السيئ، وما النتائج المترتبة على كلا السلوكين.
للآباء فقط
عزيزي الأب.. لا تقلق إذا لاحظت عدم تعلقك الشديد بطفلك الأول، واعلم أنَّ الفارق في مدى تعلقك وزوجتك بطفلكما أن هناك هرمونات خاصةً بالأمومة تأخذ في التزايد أثناء فترة الحمل في حين أنَّ الذي يزيد من حبك وتعلقك بطفلك هو المدة التي تقضيها في اللعب معه، أما إذا أردت أن تنجح في أبوتك فعليك بثلاثية النجاح الأبوي (الحب، القراءة، الغناء)، ويتحقق ذلك عن طريق:
- يمكنك أن تختلق بعض القصص والحكايات من الأحداث اليومية.
- انشد بعض الأغنيات عن الأشخاص والأماكن التي يعرفها طفلك.
- أوصف لطفلك كل ما يحدث خلال الروتين اليومي، كل هذه الأحاديث سوف تمنح طفلك قاعدة صلبة تساعده على التعلم في المستقبل.
قد لا تقتنع بهذا الكلام وتسأل نفسك لماذا تقرأ أو تتحدث مع طفلك قبل أن يتعلم الكلام؟ وقد يبدو لكَ أنَّ هؤلاء الأطفال الصغار لا يفهمون ما نتحدث عنه ولكنهم يفهمون، بالفعل هؤلاء الصغار لا يستطيعون أن يدركوا بعد معاني الكلمات إلا أنَّ قدرتهم اللغوية تنمو من خلال هذه الأحاديث المبكرة، عندما يسمعك طفلك الوليد تردد بعض الكلمات مرارًا وتكرارًا فإنَّ الجزء المسئول عن اللغة والتحدث في مخه يتطور.
وكلما زاد المحصول اللغوى الذي يسمعه الطفل من خلال هذه الأحاديث نمت وتطورت أجزاء المخ المسئولة عن اللغة، بالإضافة إلى أنَّ حديثك وغناءك وقراءتك لطفلك أمور تساعد على تطور مخه، فهي أيضًا فرصة رائعة ليزداد قربك منه.
يمكنك أن تقرأ الكتب المصورة والحكايات لطفلٍ صغير جدًا حتى لو كان طفلاً وليدًا، عندما يبلغ الطفل ستة أشهر فإنه يعبر عن شعوره بالإشارة عندما تتسع عيناه وتتحرك أزرعه وأرجله إذا نظر إلى كتاب مليء بصور الأطفال أو بصور أشياء مألوفة لديه.
ولقد أكدت الدراسات أنَّ الطريقة التي تقرأ بها لطفلك تشكل اختلافًا بالنسبة له، فإذا قرأت القصص والحكايات بطريقة تشجع الطفل الأكبر سنًا أي الذي يستطيع أن يتحدث ولو بقدرٍ ضئيل بأن يجيب على أسئلتك بأن يشير إلى ما يراه في الكتاب المصور، بأن يخبرك عمَّا يظن أن قد يحدث في الحكاية بعد ذلك، أو بأن يكرر القوافي واللوازم، وهذا شيء إيجابي.
وقد تكون رواية نفس القصص والحكايات وغناء نفس الأغنيات مرارًا وتكرارًا أمرًا مملاً بالنسبة لك، ولكنه ليس مملاً بالنسبة لطفلك؛ فالطفل يتعلم من خلال التكرار وهذا لا ينطبق على اللغة وحدها.
مواضيع مماثلة
» كيف نربي أبناءنا على حب الصلاة؟
» لوحة المفاتيح الظاهرية كيف نربي أبنائنا بدون صراخ أو صفع الدكتور يحيى الغوثاني 1
» لوحة المفاتيح الظاهرية كيف نربي أبنائنا بدون صراخ أو صفع الدكتور يحيى الغوثاني 1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى