منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي
منتدي رياض الصالحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة النحل ايه 120 الى اخر السورة الشيخ سيد قطب

اذهب الى الأسفل

تفسير سورة النحل ايه 120 الى  اخر السورة الشيخ سيد قطب Empty تفسير سورة النحل ايه 120 الى اخر السورة الشيخ سيد قطب

مُساهمة  كمال العطار الثلاثاء مايو 15, 2012 11:58 pm

من الاية 120 الى الاية 125

إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123) إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124) ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)

الذي جاء به محمد [ ص ] ويبين ما اختص به اليهود من المحظورات التي لم تكن على عهد إبراهيم .

(إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين , شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ; وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين . ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين . إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه , وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون).

والقرآن الكريم يرسم إبراهيم - عليه السلام - نموذجا للهداية والطاعة والشكر والإنابة لله . ويقول عنه هنا:إنه كان أمة . واللفظ يحتمل أنه يعدل أمة كاملة بما فيها من خير وطاعة وبركة . ويحتمل أنه كان إماما يقتدى به في الخير . وورد في التفسير المأثور هذا المعنى وذاك . وهما قريبان فالإمام الذي يهدي إلى الخير هو قائد أمة وله أجره وأجر من عمل بهدايته فكأنه أمة من الناس في خيره وثوابه لا فرد واحد . (قانتا لله)طائعا خاشعا عابدا(حنيفا)متجها إلى الحق مائلا إليه (ولم يك من المشركين)فلا يتعلق به ولا يتمسح فيه المشركون ! (شاكرا لأنعمه)بالقول والعمل . لا كهؤلاء المشركين الذين يجحدون نعمة الله قولا , ويكفرونها عملا , ويشركون في رزقه لهم ما يدعون من الشركاء , ويحرمون نعمة الله عليهم اتباعا للأوهام والأهواء .(اجتباه)اختاره (وهداه إلى صراط مستقيم)هو صراط التوحيد الخالص القويم .

ذلك شأن إبراهيم الذي يتعلق به اليهود ويتمسح به المشركون .(ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين)فكان ذلك وصل ما انقطع من عقيدة التوحيد , ويؤكدها النص من جديد على أن إبراهيم (ما كان من المشركين)فالصلة الحقيقية هي صلة الدين الجديد . فأما تحريم السبت فهو خاص باليهود الذين اختلفوا فيه , وليس من ديانة إبراهيم , وليس كذلك من دين محمد السائر على نهج إبراهيم: (إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه)وأمرهم موكول إلى الله (وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون).

الدرس الرابع:125 - 128 بيان طريق الدعوة والصبر على مشقاتها

ذلك بيان المشتبهات في العلاقة بين التوحيد الذي جاء بها إبراهيم من قبل , وكملت في الدين الأخير , والعقائد المنحرفة التي يتمسك بها المشركون واليهود . وهو بعض ما جاء هذا الكتاب لتبيانه . فليأخذ الرسول [ ص ] في طريقه يدعو إلى سبيل ربه دعوة التوحيد بالحكمة والموعظة الحسنة , ويجادل المخالفين في العقيدة بالتي هي أحسن . فإذا اعتدوا عليه وعلى المسلمين عاقبهم بمثل ما اعتدوا . إلا أن يغفروا ويصبر مع المقدرة على العقاب بالمثل ; مطمئنا إلى أن العاقبة للمتقين المحسنين . فلا يحزن على من لا يهتدون , ولا يضيق صدره بمكرهم به وبالمؤمنين:

(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة , وجادلهم بالتي هي أحسن , إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله , وهو أعلم بالمهتدين . وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به , ولئن صبرتم لهو خير للصابرين . واصبر وما صبرك إلا بالله . ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون . إن الله مع الذين اتقوا , والذين هم محسنون). .

على هذه الأسس يرسي القرآن الكريم قواعد الدعوة ومبادئها , ويعين وسائلها وطرائقها , ويرسم المنهج للرسول الكريم , وللدعاة من بعده بدينه القويم فلننظر في دستور الدعوة الذي شرعه الله في هذا القرآن .

إن الدعوة دعوة إلى سبيل الله . لا لشخص الداعي ولا لقومه . فليس للداعي من دعوته إلا أنه يؤدي واجب
من الاية 126 الى الاية 127

وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127)

لله , لا فضل له يتحدث به , لا على الدعوة ولا على من يهتدون به , وأجره بعد ذلك على الله .

والدعوة بالحكمة , والنظر في أحوال المخاطبين وظروفهم , والقدر الذي يبينه لهم في كل مرة حتى لا يثقل عليهم ولا يشق بالتكاليف قبل استعداد النفوس لها , والطريقة التي يخاطبهم بها , والتنويع في هذه الطريقة حسب مقتضياتها . فلا تستبد به الحماسة والاندفاع والغيرة فيتجاوز الحكمة في هذا كله وفي سواه .

وبالموعظة الحسنة التي تدخل إلى القلوب برفق , وتتعمق المشاعر بلطف , لا بالزجر والتأنيب في غير موجب , ولا يفضح الأخطاء التي قد تقع عن جهل أو حسن نية . فإن الرفق في الموعظة كثيرا ما يهدي القلوب الشاردة , ويؤلف القلوب النافرة , ويأتي بخير من الزجر والتأنيب والتوبيخ .

وبالجدل بالتي هي أحسن . بلا تحامل على المخالف ولا ترذيل له وتقبيح . حتى يطمئن إلى الداعي ويشعر أن ليس هدفه هو الغلبة في الجدل , ولكن الإقناع والوصول إلى الحق . فالنفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها , وهي لا تنزل عن الرأي الذي تدافع عنه إلا بالرفق , حتى لا تشعر بالهزيمة . وسرعان ما تختلط على النفس قيمة الرأي وقيمتها هي عند الناس , فتعتبر التنازل عن الرأي تنازلا عن هيبتها واحترامها وكيانها , والجدل بالحسنى هو الذي يطامن من هذه الكبرياء الحساسة , ويشعر المجادل أن ذاته مصونة , وقيمته كريمة , وأن الداعي لا يقصد إلا كشف الحقيقة في ذاتها , والاهتداء إليها . في سبيل الله , لا في سبيل ذاته ونصرة رأيه وهزيمة الرأي الآخر !

ولكي يطامن الداعية من حماسته واندفاعه يشير النص القرآني إلى أن الله هو الأعلم بمن ضل عن سبيله وهو الأعلم بالمهتدين . فلا ضرورة للجاجة في الجدل إنما هو البيان والأمر بعد ذلك لله .

هذا هو منهج الدعوة ودستورها ما دام الأمر في دائرة الدعوة باللسان والجدل بالحجة . فأما إذا وقع الاعتداء على أهل الدعوة فإن الموقف يتغير , فالاعتداء عمل مادي يدفع بمثله إعزازا لكرامة الحق , ودفعا لغلبة الباطل , على ألا يتجاوز الرد على الاعتداء حدوده إلى التمثيل والتفظيع , فالإسلام دين العدل والاعتدال , ودين السلم والمسالمة , إنما يدفع عن نفسه وأهله البغي ولا يبغي (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به). وليس ذلك بعيدا عن دستور الدعوة فهو جزء منه . فالدفع عن الدعوة في حدود القصد والعدل يحفظ لها كرامتها وعزتها , فلا تهون في نفوس الناس . والدعوة المهينة لا يعتنقها أحد , ولا يثق أنها دعوة الله . فالله لا يترك دعوته مهينة لا تدفع عن نفسها , والمؤمنون بالله لا يقبلون الضيم وهم دعاة لله والعزة لله جميعا . ثم إنهم أمناء على إقامة الحق في هذه الأرض وتحقيق العدل بين الناس , وقيادة البشرية إلى الطريق القويم , فكيف ينهضون بهذا كله وهم يعاقبون فلا يعاقبون , ويعتدي عليهم فلا يردون ?! .

ومع تقرير قاعدة القصاص بالمثل , فإن القرآن الكريم يدعو إلى العفو والصبر , حين يكون المسلمون قادرين على دفع الشر ووقف العدوان , في الحالات التي قد يكون العفو فيها والصبر أعمق أثرا . وأكثر فائدة للدعوة . فأشخاصهم لا وزن لها إذا كانت مصلحة الدعوة تؤثر العفو والصبر . فأما إذا كان العفو والصبر يهينان دعوة الله ويرخصانها , فالقاعدة الأولى هي الأولى .

ولأن الصبر يحتاج إلى مقاومة للانفعال , وضبط للعواطف , وكبت للفطرة , فإن القرآن يصله بالله ويزين عقباه: (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين . واصبر وما صبرك إلا بالله). . فهو الذي يعين على الصبر وضبط النفس , والاتجاه إليه هو الذي يطامن من الرغبة الفطرية في رد الاعتداء بمثله والقصاص له بقدره .

ويوصي القرآن الرسول [ ص ] وهي وصية لكل داعية من بعده , ألا يأخذه الحزن إذا

من الاية 128 الى آخر السورة

إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128)

رأى الناس لا يهتدون , فإنما عليه واجبه يؤديه , والهدى والضلال بيد الله , وفق سنته في فطرة النفوس واستعداداتها واتجاهاتها ومجاهدتها للهدى أو للضلال . وألا يضيق صدره بمكرهم فإنما هو داعية لله , فالله حافظه من المكر والكيد , لا يدعه للماكرين الكائدين وهو مخلص في دعوته لا يبتغي من ورائها شيئا لنفسه . .

ولقد يقع به الأذى لامتحان صبره , ويبطيء عليه النصر لابتلاء ثقته بربه , ولكن العاقبة مظنونة ومعروفة(إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)ومن كان الله معه فلا عليه ممن يكيدون وممن يمكرون .

هذا هو دستور الدعوة إلى الله كما رسمه الله . والنصر مرهون بإتباعه كما وعد الله . ومن أصدق من الله ? .

انتهى الجزء الرابع عشر ويليه الجزء الخامس عشر مبدوءاً بسورة الإسراء


بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الإسراء وقسم من سورة الكهف

الجزء الخامس عشر

الوحدة الأولى:1 - 21 الموضوع:الإسراء وإفسادات لليهود والحساب والجزاء
كمال العطار
كمال العطار
مدير المنتدي
مدير المنتدي

عدد المساهمات : 5682
تاريخ التسجيل : 11/05/2011

https://reydalsalhen.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى