منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي
منتدي رياض الصالحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العلامة أحمد شاكر من طراز علماء سلف - إمام محدثي العصر

اذهب الى الأسفل

العلامة أحمد شاكر  من طراز علماء سلف - إمام محدثي العصر  Empty العلامة أحمد شاكر من طراز علماء سلف - إمام محدثي العصر

مُساهمة  كمال العطار الثلاثاء يوليو 05, 2011 4:25 am


"إنها قصة حياة رجل من رجالات الإسلام القلائل الذي استطاع أن يلمس أس البلاء والنكبة المحيطة بأمة الإسلام ويتكلم عن حقيقة التوحيد بشكل شمولي يحيط بكل جوانبه، قصة رجل من علماء المسلمين على طراز علماء سلف الأمة؛ هذا الطراز الذي تحيا به الأمم وتفيق من غفلتها، وعلى الجانب الآخر فهو غصة في حلوق المنافقين والحاقدين، إنها قصة عالم سار على خطى السابقين من المجتهدين والمجددين أمثال ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن رجب وابن عبد الوهاب، ونبغ في علم الحديث حتى صار إماما وأستاذا لمحدثي العصر كما كان الشيخ الألباني رحمه الله يقول عنه .

ولد الشيخ العلامة أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر بن آل أبي علياء الحسيني في 29 جمادى الآخرة سنة 1309 هـ بمدينة القاهرة، وكان أبوة من كبار علماء الأزهر ووكيلا له، وجده لأمه الشيخ هارون بن عبد الرازق من أكبر علماء مصر في القرن الثالث عشر من الهجرة، في هذه البيئة العلمية الخالصة نبت العلامة الشيخ أحمد شاكر .
عندما بلغ الثالثة من عمره توجه مع أبيه للسودان؛ ذلك لأن أباه عين في منصب قاضي قضاة السودان عقب خمود الثورة المهدية، فألحقه أبوه بكلية "غوردن" فبقي تلميذا بها حتى عاد أبوه من السودان وتولى مشيخة علماء الإسكندرية وذلك بعد أربع سنوات، فالتحق أحمد شاكر بالمعهد الديني بالإسكندرية، وفيه التقى بأول شيوخه وصاحب أثر لا يمحى في حياة أحمد شاكر وهو الشيخ محمود أبو دقيقة؛ وهو الذي حبب إليه الفقه وأصوله ودربه على الفقه حتى تمكن منه ولم يقتصر على ذلك بل علمه الفروسية والرماية فأجاد ولكنه لم ينجح في تعلم السباحة .

أما أعظم الناس أثرا في حياة أحمد شاكر والسبب الرئيسي في توجيهه لدراسة الحديث النبوي فهو أبوه محمد شاكر الذي كان يجمع أحمد وإخوته ويقرأ لهم كتب العلم؛ فقرأ لهم تفسير البغوي والنسفي وصحيح مسلم وسنن الترمذي وبعض صحيح البخاري، وقرأ لهم في الأصول جمع الجوامع وشرح الإسناوي على المنهاج، وقرأ لهم في فقه الأحناف كتاب الهداية علي طريقة السلف في استقلال الرأي وحرية الفكر ونبذ العصبية لمذهب معين، وكثيرا ما كان أبوه يخالف مذهب الأحناف عند استعراض الآراء وتحكيم الحجة والبرهان، وشهد الوالد محمد شاكر بنبوغ ولده أحمد في علم الحديث فوجهه وهو في الثامنة عشر من عمره إلى قراءة مسند الإمام أحمد بن حنبل فانطلق أحمد شاكر في طلب الحديث واهتم بسماعه فالتحق بالأزهر عندما عين والده محمد شاكر وكيلا له سنه 1327 هـ فاتصل بعلماء الأزهر وعرف الطريق إلى مكتبتها الضخمة، وكانت القاهرة وقتها موئلا لكثير من علماء المسلمين فجلس أحمد شاكر في طريق هؤلاء للاستفادة مما عندهم من علوم فالتقى مع عالم المغرب ومحدثها الكبير عبد الله بن إدريس السنوسي فسمع منه صحيح البخاري فأجازه به وبالكتب الستة، والتقى مع الشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي فأخذ عنه كتاب بلوغ المرام وأجازه به وبالكتب الستة كذلك، والتقى مع الشيخ أحمد بن الشمس الشنقيطي عالم القبائل الملثمة فأجازه بجميع علمه، والتقى مع عالم العراق الشيخ شاكر العراقي، ومع الشيخ طاهر الجزائري عالم سورية المتنقل، والشيخ محمد رشيد رضا وكان لهذه اللقاءات المتتابعة والمكثفة أكبر الأثر لتمهيد السبيل أمام أحمد شاكر في الاستقلال بمذهب خاص به في علم الحديث فصار أحد الأفذاذ القلائل الذين درسوا الحديث النبوي دراسة وافية وكان له اجتهاد عرف به في جرح الرجال وتعديلهم أفضى به إلى مخالفة القدماء والمحدَثين ونصر رأيه بالأدلة البينة فانتهت إليه إمامة الحديث في وقته .


أما عن مؤلفاته فكان أول كتاب عرف به وظهرت كفاءته وإتقانه وهو كتاب الرسالة للإمام الشافعي، ثم شرح سنن الترمذي شرحا دقيقا، واشترك مع الشيخ حامد الفقي في شرح سنن أبي داود وشرح ابن حبان، وحقق المحلى لابن حزم، ولم يقتصر علمه على الحديث فقط بل كان له باع طويل في تحقيق كتب الأدب والشعر فحقق كتاب لباب الأدب لأسامة بن منقذ، والشعر والشعراء لابن قتيبة، والمفضليات والأصمعيات وذلك بالاشتراك مع ابن خاله الأستاذ عبد السلام بن محمد هارون، واشترك مع أخيه الأستاذ محمود شاكر في تحقيق تفسير الطبري مع التعليق عليه، ولكن كان يعيب الشيخ رحمه الله انه لم يكن يتم مؤلفاته

أما عمله الذي استولى به على الغايات وظل عاكفا عليه أكثر من ثلاثين سنة فهو شرحه لمسند الإمام أحمد بن حنبل فقد أصدر منه خمسة عشر جزءا فيها من البحث والفقه والمعرفة ما لم يلحقه فيه أحد في زمانه هذا .
أما أهم ما ألفه الشيخ رحمه الله فهو كتاب "نظام الطلاق في الإسلام" والذي يدل على اجتهاده وعدم تعصبه لمذهب من المذاهب، فقد استخرج فيه نظام الطلاق من نص القرآن والسنة ونصر في هذا الكتاب آراء شيخ الإسلام ابن تيمية والتي كانت سببا للبلاء الذي وقع على ابن تيمية قديما، وكان لظهور هذا الكتاب ضجة كبيرة بين العلماء وقتها ذلك؛ لأن المتعصبين للمذاهب والجامدين شنوا عليه حربا شعواء كالتي شنت من قبل على ابن تيمية، ومن أكثر الناس الذين حاربوا أحمد شاكر بسبب اجتهاده هو الشيخ زاهد الكوثري وكان من متعصبة الأشاعرة الكارهين وبشدة لابن تيمية، فألف الشيخ الكوثري كتابا ضخما سماه "الإشفاق من الطلاق" سوده بالكثير من الكلام الذي يدل على تعصبه وجموده الشديد وكرهه لابن تيمية وكل من ينتسب إليه .

كان الشيخ أحمد شاكر من طلائع العلماء الذين انضموا لجماعة أنصار السنة المحمدية مع مؤسسها الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله، وكان يكتب بانتظام في مجلة "الهدي النبوي" لسان حال الجماعة فكان من المدافعين عن عقيدة السلف الصالح في وقت كانت الصوفية والأشعرية هما دين الجميع؛ العام والخاص، وكون الشيخ أحمد شاكر جبهة مع إخوانه من أهل العلم أمثال حامد الفقي ومحب الدين الخطيب وصادق عرنوس وغيرهم لنشر التوحيد بين أهل مصر وقتها .

كان الشيخ أحمد شاكر من أوائل من تكلم عن تحكيم الشريعة ووجوب تطبيقها في حياة المسلمين وجعل هذه القضية محور كلامه في كثير من مؤلفاته خاصة كتاب "عمدة التفسير" وهو مختصر لتفسير ابن كثير وأثار الشيخ الكثير من القضايا والمستجدات على الأمة ووضح أن الحل لها هو تطبيق الشريعة، وكان مما اعتنى به الشيخ بيان خصوصية الإسلام وتميزه عن غيرة من الحضارات، وحذر من خطورة التقليد الأعمى للغرب، وكان رحمه الله أكثر المتصدين لمحاولات العلمانيين الأوائل لتغريب بلاد المسلمين، وحذر من محاولات الاختراق الغربي لمدارس المسلمين، وكشف حقيقة بعض المؤسسات المشبوهة وكونها تحارب الإسلام، وكان رحمة الله عليه أول من أثار العديد من القضايا العامة المتعلقة بمصير الأمة فكان بذلك من السباقين إلى معرفة داء الأمة وفهم مشكلاتها والإحاطة بحقيقة التوحيد بكل جوانبه .

الجدير بالذكر أن الشيخ أحمد شاكر ظل يعمل في القضاء الشرعي قاضيا بأحكام الشرع طيلة ثلاثين سنة حتى أحيل على المعاش سنة 1370 هـ وهو عضو بالمحكمة العليا ثم عاصر حادثة إلغاء المحاكم الشرعية سنة 1374 هـ فاعتصر الألم قلبه الضعيف مما رآه من إقصاء الشريعة عن حياة المسلمين وتحكيم القوانين الوضعية فمات رحمه الله في فجر يوم السبت 26 ذي القعدة سنة 1377 هـ عن عمر يناهز السادسة والستين قضاها في علم ودراسة وشرح وتأليف وقضاء واجتهاد حتى صار عالما ربانيا من طراز السلف رضي الله عنهم فرحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة .







كمال العطار
كمال العطار
مدير المنتدي
مدير المنتدي

عدد المساهمات : 5682
تاريخ التسجيل : 11/05/2011

https://reydalsalhen.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى