منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي رياض الصالحين
اهلا وسهلا بكل السادة الزوار ونرحب بكم بمنتديات رياض الصالحين ويشرفنا ويسعدنا انضمامكم لاسرة المنتدي
منتدي رياض الصالحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هـل التـفكـير ضـرورة حيـويــــة؟

اذهب الى الأسفل

هـل التـفكـير ضـرورة حيـويــــة؟ Empty هـل التـفكـير ضـرورة حيـويــــة؟

مُساهمة  علاء العطار السبت أبريل 07, 2012 6:03 pm


هـل التـفكـير ضـرورة حيـويــــة؟

أنا أفكر إذن أنا موجود" كلمات خالدة نقشها الفيلسوف الفرنسي "رينيه ديكارت" لازم فيها بين تفكير الإنسان ووجوده فهل هذا التلازم حقيقة أم هو ضرب من الخيال وصل إليه هذا الفيلسوف بعد تفكيره العقيم؟
لو سلمنا فرضا بصحة ما قاله هذا الفيلسوف، لأدركنا أن نسبة كبيرة من بني البشر المسلمين قد غادروا هذا الوجود منذ أمد وهم في عالم غير الذي يعيش فيه الناس بالرغم من أنهم أحياء يتنفسون ويأكلون وينامون! فلربما استوقفتنا هذه المقولة لنراجع منهاج حياتنا وموضوعها علنا ندرك حقيقة ما نحن فيه من هوان وذل وتخلف وتقهقر، حتى أضحت هذه السمات جزءا لا يتجزأ من خصائص أمتنا التي تدعي أنها مسلمة!

قد مضى على بعث الرسالة المحمدية أكثر من أربعة عشر قرنا وستبقى خالدة حتى يرث الله الأرض ومن عليها فقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ دستورها "القرآن الكريم" الذي قال عنه الرسول (ص) في حجة الوداع :"قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ ,كِتَاب اللّهِ..."، فإذا طرحنا مشكلتنا على القرآن الذي نبتغي الهداية منه لأغدقنا بآيات بينات تعطينا منهجا ربانيا في التفكير في مجالات شتى فمن أمثلة هذه الآيات قوله تعالى:

"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ الْلَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"

"وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُل الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً لقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"

فكلمة "يتفكرون" فعل مضارع يدل على الثبات والاستمرارية نستخرج منه حكما على ضرورة ووجوب التأمل في مخلوقات الله -وليست السماوات والأرض والنحل إلا نزر يسير مما خلق الله- وما أودعه فيها من عجائب ومعجزات تدل على قوته وعلمه وتفرده بالألوهية والربوبية.

وهناك موضوع آخر حث القرآن المسلم على التأمل والتفكر فيه هو قصص السابقين قال تعالى: "فَاقْصُصِ للْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ".
فالاعتبار من تاريخ الأولين يجنب الإنسان السقوطَ في أخطائهم وزلَّ زِلاتهم ويجنبه طبعا نتائج تلك الزلل، فالقرآن يروي لنا قصة ثمود وعاد وأصحاب الرس وأصحاب مدين وغيرهم الذين أرادوا أن يغيروا سنة الله فلحقهم عذابه وهم صاغرون.

وهلمَّ جرا المواضيع الأخرى والكثيرة التي لا يسع المقام ولا المقال لبسطها والتعرف عليها وهذا ما سنتركه لك أيها القارئ الكريم فما عليك إلا بالمصحف الشريف متتبعا آياتِه، فإن أشكل عليك شيء فقد بسط المفسرون في مؤلفاتهم فوائد جليلة بعجز الإنسان الذي لم يملك أدوات تفسير القرآن عن الوصول إليها بإدراكه الخاص، فهم أحسن معين لك لفهم كلام ربِّ العالمين.
لقد تبدد الشك وزال الريب من القلب وأدركت يقينا أن ديكارت لم يأتِ بشيء جديد وإنما أكد حقيقة قرآنية قد أتى بها محمد (ص) وبثها في قلوب أصحابه، فكانت لهم أكبرَ دُخر وأحسنَ مُعين وأجلَّ زادٍ في حياتهم فمضوا قدما وحققوا ما لم يحققه أحد من قبلهم، فأبهروا العالم بإنجازاتهم وأعجزوه بأن يأتي مثلها إن هو لم يسلك طريقهم ويتبع ملتهم.

إلى من يريد أن يغطي نور الشمس بالغربال، إن المصلحين الذين برزوا للوجود في القرن الماضي والذي قبله قد زرعوا في أمتنا إحساسا بالألم الذي كبتته منذ أمد وادعت بعدم المرض وأن ذلك هو القدر المحتم لها، ونادوا بإصلاح مشكلات ما نزال نعاني ويلاتها إلى اليوم، فقد شخصنا الداء وقد ملكنا الدواء قبلا فأين هو الخلل؟ لم لا نتناول الدواءَ أو نتجرَّعُه "فالدواء طعمه مرٌّ لكنه نافعٌ" لم نبتغ العزة في غير دين الله فقد قال أحد الصحابة الأجلاء :"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله" فإلى متى؟ وإلى أين؟

أيها القارئ أظنك أدركت أن التفكير علامة تدل على حياة الإنسان ويقظته، وأنه السبيل لإخراجنا مما نحن فيه إلى ما نأمل الوصول إليه، وأدركت أنه من الواجبات التي قصر المسلمون في تأديتها وبها غلبنا غيرنا وتقدم علينا فهيا يا أخي فكر، ولتكن لك ساعة كل يوم للتفكر في ما خلق الله، وساعة أخرى للتأمل في قصص الأولين وأخرى وأخرى... وهيا أخي فكر أن تفكر كيف تفكر.
والله من وراء القصد
علاء العطار
علاء العطار

عدد المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 05/04/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى